سهام النقد تصيب «ولاد رزق 3» رغم تحقيق أعلى الإيرادات.. والنقاد: «بعيد عن الواقع المصري وكله إيحاءات»
بين الانتقادات وتحقيق الأعلى إيرادات، يظل اسم فيلم ولاد رزق 3 “القاضية” متصدرا للتريند على محرك البحث «جوجل» وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الأيام القليلة الماضية وحتى الآن.
وحقق فيلم ولاد رزق إيرادات عالية، حتل المرتبة الأولى في قائمة الأعلى إيرادات بين أفلام عيد الأضحى، ويقترب الفيلم من تحقيق 200 مليون جنيه في أقل من أسبوعين من طرحه بجميع دور العرض السينمائية.
ورغم تحقيق الفيلم لإيرادات مرتفعة، وجه إليه بعض الانتقادات من قبل بعض النقاد والجمهور لما يحمله الفيلم من ألفاظ خارجة ومشاهد بها بعض الإيحاءات والعنف، وهذا ما أغضب من شاهده وأظهر الشارع المصري بصورة غير لائقة، حتى إذا كان الغرض من ذلك صناعة الكوميديا.
وتواصلت «النبأ» مع بعض النقاد الفنيين لأخذ رأيهما في فيلم ولاد رزق 3 «القاضية».
من جانبها قالت الناقدة ماجدة خير الله، في تصريحات خاصة لـ«النبأ»: “إن تحقيق فيلم أولاد رزق لإيرادات ضخمة يرجع إلى توقيت عرضه، والدعاية اللي اتعملت له وعدد الأبطال المشاركين فيه، كل هذا يساهم في زيادة الإيرادات، يعني مثلا فيلم ”باربي" حقق مليار مع إنه فيلم بايخ ولكنه عمل إيرادات».
وأضافت: «فيلم ولاد رزق مسلي فعلا وفي حركة ومغامرات وكوميديا وتوليفة تعجب الناس، ومعمول بحرفه ولكنه مش عظيم هو للتسلية عشان يتعمل في موسم ساخن ويعمل ضجيج وهو عمل ده فعلا، فهو فيلم لطيف ولكنه لم يصنع تاريخ لأبطاله ولا للسينما المصرية، يعني فيلم أنا محبش أشوفه مرتين».
وعن رأيها في باقي أفلام العيد، قالت ماجدة خير الله: «فيلم محمد إمام "اللعب مع العيال" فيلم لطيف وعلى قده، أنا توقعت إن شريف عرفة هيعمل حاجة أكبر وأضخم من كده، أما فيلم أهل الكهف لو كان نزل في وقت تاني كان هيلفت نظر الجمهور ليه أكتر، فهو توقيت عرضه غير مناسب له ولكن عند عرضه على التليفزيون بعد ذلك سوف ينال على إعجاب الجمهور».
وكشفت الناقدة مها متبولي عن رأيها في الإنتقادات التي وجهت لصناع الفيلم والمستشار تركي آل الشيخ لما يحمله «ولاد رزق» من ألفاظ خارجة وإيحاءات وتحريض على العنف.
وقالت «متبولي» في تصريحات خاصة لـ«النبأ»: «تركي إل الشيخ مش عليه أي غلط لأنه بيصرف دعاية للترويج لموسم الرياض كونه يجيب عمرو دياب في العرض الخاص ويخلي كريم عبد العزيز يطلع في مشهد، فهو بيدفع ثمن اللي هو عايز يستفيد به».
واستكملت: «إحنا نلوم نفسنا لأننا عندما خدنا الفلوس دي كلها والإنتاج الكبير، كنا نستغل الفرصة ولكن إحنا معملناش فيلم كويس ليه يعبر عننا كمصريين، وتكون القصة بتاعته كويسة، لكن هما خدوا الفلوس وصرفوها في شوية أكشن واتعمل حلو، وشوية إيفهات وإيحاءات كان الهدف منها الكوميديا وليس العري والمشاهد الخارجة، فالغلطة مننا».
وتابعت: «يجب أن يحدث تصحيح للأوضاع، لأن السينما هي ذاكرة الأمة، إحنا اللي لازم يبقى عندنا واقفة، تركي آل الشيخ يعمل اللي يعمله إحنا بقى الجانب المصري بنعمل إيه وبنقدم إيه فأحنا لم نلومه لأنه بيعمل دعاية لموسم الرياض، وأعطى الجنسية لمحمد هنيدي هنشوفه بقى هيعمل إيه».
وأضافت: «فيلم ولاد رزق بعيد كل البعد عن الواقع المصري، وجاب إيرادات لأن اتعمله حملة دعاية قوية متعملتش قبل كده، لكن هو مش أعلى إيرادات في تاريخ السينما ده كلام غير صحيح سواء عليه أو على أي فيلم غيره، لأن عدد السكان دلوقتي كام وزمان كان كام هو أعلى إيرادات في العيد بس».
بينما يرى الناقد أمين خير الله، أن دخول المملكة العربية السعودية مجال الإنتاج الفني السينمائي حدثًا كبيرًا ومختلفًا خاصة أن الجميع يعرف التوجه الذي كانت تتخذه المملكة على مدار سنوات طويلة قبل تدشين الهيئة العامة للترفيه برئاسة المستشار تركي آل الشيخ، متابعًا: «أعتقد أن الرغبة الأساسية في إنتاج عمل فني مثل "ولاد رزق 3" كان اقتحام هذا المجال من خلال عمل ناجح بالفعل في جزئيه الأول والثاني ومن بطولة مجموعة كبيرة من نجوم الشباك مثل أحمد عز وعمرو يوسف وآسر ياسين بالإضافة إلى ضيوف الشرف».
وأشار إلى أن الهيئة العامة للترفيه حاولت من خلال «ولاد رزق 3» جس نبض المشاهد العربي وخاصة المصري في محاولة منها لفهم الذائقة الفنية للشريحة الأكبر وذلك قبل الدخول بقوة إلى هذا المعترك الكبير وبتمويل ضخم في هذا المجال الذي تتفوق فيه مصر على مدار التاريخ، كان لزامًا على المملكة العربية السعودية ممثلة في المستشار تركي آل الشيخ دخول مجال الإنتاج الفني من بوابة مصر التي تمتلك جميع الخبرات والأدوات خاصة الكوادر البشرية سواء من ممثلين أو مخرجين أو مؤلفين وفنيين.
وأكد في تصريحات خاصة لـ«النبأ» أن دخول السعودية مجال الإنتاج الفني عن طريق مصر أفادها كثيرًا وجعلها تقطع شوطًا كبيرًا في خطوة واحدة، لا سيما أن مصر صاحبة الريادة في هذا المجال على مستوى العالم، فأول عرض سينمائي تجارى على مستوى العالم كان فى باريس فى ديسمبر 1895، بينما أول عرض فى مصر كان فى العام التالي مباشرة وتحديدًا في نوفمبر 1896 فى الإسكندرية ثم فى القاهرة 28 يناير 1897.
وأوضح «خير الله» أن البعض اعتبر أن الفيلم يسيئ للدولة المصرية من خلال المشاهد التي تم تصويرها في مصر أو من خلال فكرة العمل بالإضافة إلى بعض التجاوزات والألفاظ الخارجة الموجودة بالفعل، لكن في الحقيقة لا يمكن لفيلم واحد أن يسيئ لدولة أو أن يغير الصورة الذهنية لبلد بحجم مصر تعداد سكانها يتخطى الـ110 مليون نسمة، معقبًا: «الجميع يعرف أن الفيلم الذي أنتجته الهيئة العامة للترفيه هو الجزء الثالث من سلسلة "ولاد رزق" التي كتبها صلاح الجهيني وأخرجها طارق العريان، والجزئين، الأول والثاني جاءا على نفس الوتيرة من حيث الفكرة والألفاظ والمشاهد التي يعتبرها البعض مسيئة، أي أن الجزء الثالث ما هو إلا امتداد لنفس الفكرة، ما يعني أن المنتج السعودي لم يُدخِل جديدًا على العمل رغبة منه في الإساءة للدولة المصرية ــ كما يردد البعض ــ بل استكمل نفس السلسلة على نفس المنوال بنفس فريق العمل المصري».
بينما قال الناقد حسين شمعة في تصريحات خاصة لـ«النبأ»: «فيلم ولاد رزق من الجزء الأول وهو فيه بعض الألفاظ والإيحاءات ولكنها زادت في الجزء الثالث والسبب ليس في تركي آل الشيخ، لأنه صرف كويس على الدعاية للفيلم وجاب لاعيبه الأهلي لأنه مجرد منتج مش بيحضر التصوير في كل مشهد وده مش مطلوب منه».
وتابع: «الفيلم بالنسبالي مش حلو كله إيحاءات وألفاظ وقصص غريبة، مثلا كان زمان محمد رمضان دلوقتي في الفيلم في كذا واحد محمد رمضان وكل واحد ليه مهنة».
يذكر أن فيلم «ولاد رزق 3» هو من بطولة كلا من النجوم أحمد عز، عمرو يوسف، كريم قاسم، آسر ياسين، أسماء جلال، نسرين أمين، محمد لطفي، محمد ممدوح، وهو تأليف صلاح الجهيني، وإخراج طارق العريان.