دليل على أن تغير المناخ يسبب هجرة السكان.. مستوطنة كاهوكيا أبرز مثال
تشير دراسة جديدة إلى أن مستوطنة كاهوكيا في الولايات المتحدة، والتي كانت توجد ما قبل اكتشاف امريكا على يد كريستوفر كولومبوس، التي كانت تؤوي أكثر من 50 ألف شخص مع طرق معقدة وساحات عامة وحتى مرصد فلكي، تم التخلي عنها تدريجيا مع انتقال سكانها بحثا عن فرص أفضل.
حتى الآن، كان العلماء يعتقدون أن سكان كاهوكيا قد هجروا المستوطنة بعد أن تسبب تغير المناخ في جفاف طويل الأمد وفشل كبير في المحاصيل.
ومع ذلك، وجد باحثون من جامعة واشنطن في سانت لويس أن سكان كاهوكيا يتمتعون بالمهارة والقدرة على التكيف مع تغير المناخ، ومن المحتمل أن يكون لديهم أسباب أخرى لمغادرة المدينة.
تفاصيل الدراسة
وفي الدراسة الجديدة، قام العلماء بتقييم ذرات الكربون التي خلفتها النباتات الأحفورية التي نمت عندما انهار سكان المدينة القديمة وكان الجفاف شائعا في جميع أنحاء الغرب الأوسط.
وقامت النباتات التي تكيفت مع الجفاف، مثل أعشاب البراري والذرة، بإدخال الكربون إلى أجسامها بمعدلات تركت أثرًا واضحًا مقارنة بالمحاصيل التي يحصدها كاهوكيا من أجل الغذاء مثل القرع، ونبات الإوز، والأعشاب الضارة.
ومن خلال تحليل بصمات ذرات الكربون في موقع كاهوكيان الأثري، وجد العلماء أنه لم يكن هناك تحول جذري في أنواع النباتات التي تنمو في المنطقة خلال ما كان يعتقد أنها فترة الجفاف.
وقالت ناتالي مولر، المؤلفة المشاركة في الدراسة: "لم نر أي دليل على أن أعشاب البراري كانت تتولى زمام الأمور، وهو ما كنا نتوقعه في سيناريو يحدث فيه فشل المحاصيل على نطاق واسع".
وقالت كايتلين رانكين، وهي مؤلفة أخرى للدراسة: "من المحتمل أنهم لم يشعروا بآثار الجفاف".
ويشك الباحثون الآن في أن المجتمع المتطور كان لديه بشكل شبه مؤكد نظام تخزين للحبوب وغيرها من الأطعمة التي يمكن أن توفر لهم الطاقة خلال فترات الجفاف هذه.
ويقولون إن مجتمع ما قبل كولومبوس قد تكيف أيضًا مع نظام غذائي متنوع يشمل الأسماك والطيور والغزلان وثمار الغابات والمكسرات، وهو ما كان من شأنه أن يغذيهم طوال الوقت حتى لو اختفت مصادر قليلة.