أصغر قهوجي في الأقصر لـ«النبأ»: العمل أحسن من نومة البيت.. والصعايدة رجالة
على خلاف باقى الأطفال فى مثل سنه، تغاضى مؤقتًا عن فرحته وبهجته من أجل «لقمة العيش»، سعيًا وراء العمل والرزق الحلال، هذه الكلمات أكبر من سنه، فالإجازة الصيفية بالنسبة له لا تعنى سوى العمل، فعلى الرغم من صغر سنة إلا أنه تخلى عن طفولته وحياة اللعب مع أقرانه، وفضل العمل والأعتمداد على نفسه منذ نعومة اظافره، من أجل ادخار نقود قليلة يساعد بها أسرته فى مصاريف العام الدراسي.
صغر سنه وراء لقب الربع
وهو ما اعتاد عليه «محمد كريم فريز» فى بداية العقد الثانى من عمره، فبعد أن أنهى فترة الامتحانات الدراسية، قرر العمل داخل «قهوة بلدى» بمنطقة منشاة العمارى شمال محافظة الأقصر، 3 أسابيع في العمل كانت كافية ليتعلم فيها «الصنعة» جيدًا، ونظراْ لصغر سنه الذى لم يتعدى الثانى عشر، أطلق عليه الزبائن لقب «الـربـــــع»، ويفتخر به أهله وأصدقاؤه ويرون فيه «رجلا» يتحمل ما لا يستطيع تحمله الكبار.
يقول "مـحـمـد" لـ "النبأ الوطني"، إنه بدأ العمل فى القهوة منذ أن كان فى الصف الرابع الابتدائي، حيث كنت أعمل كل يوم فى أوقات الاجازة، وعلي حسب أيام الإجازات فى أوقات الدراسة، وذلك من أجل العمل والكسب من عرق جبينى، ولكى أساعد والدى وأسرتى في مواجهة ظروف المعيشة الصعبة.
"المهنة صعبة" واهلي فخورين بيا
ويتحدث «الربع» عن صعوبة المهنة: "هى مهنة صعبة شوية بس أفضل عندى من إنى أقعد في البيت"، مؤكدا أنه ينتابه شعور الفخر والسعادة ممزوجان بعضهما لبعض، وهو يرى والده وأهله فخورين وسعداء به، ويستطعون الاعتماد عليه.
وأشار "الربع" إلى أن العيد بالنسبة له عبارة عن عمل داخل القهوة، موضحا أن فى العيد يقوم بعض الزبائن باعطائه العيدية، وخلال شهر رمضان يعمل فترة ليلية نظرا للصيام في الفترة الصباحية.
سعيد بمساعدة الأسرة واحلم أن أكون طبيبًا
وأضاف “أصغر قهوجى فى الأقصر”، أنه سعيد بحياته، ومشاركة أسرته أعباء الحياة، مشيرا أنه متفوق دراسيا، ويحلم بأن يصبح طبيبا ليعالح الناس مجانا، وفى المرحلة الحالية يحلم بان يحصل على عمل ثابت، وتابلت ليتعلم منه كل ماهو جديد.