رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

من الحضانة للثانوية.. حفلات تخرج طلا ب المدارس «سبوبة» لمص دم أولياء الأمور

من الحضانة للثانوية..
من الحضانة للثانوية.. حفلات تخرج المدارس «سبوبة»

لطالما ارتبط مصطح «حفل التخرج» بالجامعات، إلا أنه خلال السنوات الماضية تسرب إلى المدارس، ورغم أن تلك «التقليعة» مقتصرة على طلاب الثانوية بالمدارس الدولية باعتبارها تقليد أوروبي، إلا أنها مؤخرًا انتقلت إلى المدارس التجريبية والحكومية -وإن كانت التكلفة أقل بكثير-، ولكنها لم تقتصر حتى على مرحلة الثانوية، حتى شملت كل المراحل بدءًا من رياض الأطفال «كي جي»، ما يمثل عبء كبير على أولياء الأمور، الذين تُفرض عليهم مثل تلك الحفلات من المدارس، لأنهم يدفعون اضطراريًا لإرضاء أبنائهم، حتى لا يكون أقل من زملائهم، ما دفع الكثير منهم إلى الضجر وانتقاد الأمر.

تكاليف باهظة

تنقسم حفلات تخرج طلاب المدارس إلى نوعين الأول هو الذي تُقيمه المدرسة، من خلال حجز إحدى قاعات الفنادق الكُبرى، على أن يتحمل أولياء الأمور التكلفة كاملة، وتتوقف تكلفة رسوم الاشتراك التي تكون من نصيب الطالب الواحد على شهرة ومكانة المدرسة الخاصة بيم المدارس، والتي على أساسها يتم اختيار مكان إقامة الحفل، ويترواح نصيب الطالب ما بين 2000 إلى 3000 ألف جنيه، حسبما يؤكد أولياء الأمور.

أما النوع الثاني والمعروف باسم «البريمو»، ينظمها الطلاب، -تحديدًا المرحلة الثانوية- فيما بينهم، وتشترط عدم حضور أولياء الأمور أو حتى مُشرف من المدرسة، وويتخطى -أحيانًا- نصيب الطالب من المقرر سداده للمشاركة بحفل «البريمو»، إلى 5 آلاف فيما فوق؛ لطلاب المدارس الخاصة والدولية، لأنه من الممكن أن يختار الطلاب «شاكوش» أو «بيكا» أو غيرهم من مطربي المهرجات لإحياء الحفل، ويبدأ الحفل «آخر الليل»، فمن الممكن أن يبدأ قُبيل منتصف الليل بساعتين أو ثلاث، ويستمر حتى الثانية أو الثالثة فجرًا.

«بريمو» ولا «عادة»؟

لم يكن جميع أولياء الأمور على علم بمسألة حفلتي التخرج تلك، وآخر معلوماتهم -حسب وصفهم- وقف عند حفل التخرج الذي تقيمه المدرسة، إلا أنهم فوجئوا بموضة حفلة «البريمو» التي يقيمها في الغالب طلاب الثانوية العامة.

رفضت إيناس محمد «ولية أمر» إحدى طالبات المدارس الخاصة، أن تشترك لابنتها في «البريمو»، والذي بلغ تكلفته للطالب الواحد 3 آلف جنيه -خصوصًا وأنها لم يكن لديها أي خلفية عنه- خوفًا من حدوث تجاوزات خلاله، لاسيَّما وأنه لا يوجد مشرف من المدرسة يوجه الطلاب، كما أن أحد أسباب رفضها أن توقيت الحفل مُتأخرًا.

اضطرارًا حجزت «إيناس» -قبل بدء امتحانات الثانوية- مكانًا لابنتها في حفل التخرج الذي تقيمه المدرسة، والمُقرر تنظيمه أكتوبر المُقبل، برسوم اشتراك للطالب الواحد 2000 جنيه: “أنا ما كنتش عايزة اشترك في حفلات بصراحة، لأن التكلفة كانت عبء علينا، فوق مصاريف الدروس وغيرها، بس خفت على نفسيتها، علشان ما تحسش إنها أقل من زميلاتها”.

على غرار «إيناس»، اشترطت ليلى عبدالحميد «ولية أمر» طالب ثانوية عامة بمدرسة خاصة، على نجلها أن يختار المشاركة بحفل واحد فقط، وقد كان واختار حفلة المدرسة، ورسوم اشتراكها 2200 جنيه.

قبول اضطراري

بخلاف بعض أولياء الأمور، كانت داليا الصاوي «ولية أمر»، على علم بحفلتي التخرج، قبل انتقال ابنتها إلى مرحلة الثانوية، لاسيَّما وأن الكثير من الأمهات تحدثوا عنها، إلا أنها صُدمت برسوم الاشتراك، والتي بلغت 2000 جنيه لحفل المدرسة المُقرر إقامته بأحد قاعات الفنادق تحت إشراف من المدرسة، و3500 جنيه لحفل «البريمو».
رغم رفض «داليا»، المشاركة لابنتها بأيٍ من الحفلتين، إلا أنها تحت ضغط منها اضطرت إلى سداد رسوم الاشتراك بالحفلين، خوفًا على نفسية نجلتها.

سبوبة حلوة

حفلات تخرج المدارس لاسيَّما التجريبية والحكومية، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما نشرتها صفحات القاعات التي تُقام بها، كنوع من أنواع الترويج لنفسها، تفاعل معها مستخدمي السوشيال ميديا، مستنكرين الأمر، الذي تفشى في مختلف المدارس حتى الجكومية، معتبرين أن المدارس «مكبرة الموضوع» -حسب وصفهم- لاسيَّما حفلات مرحلة رياض الأطفال كي جي، مُتسائلين ما الإنجاز الذي حققه طفل بهذا العمر الصغير!

ما سنتستفد من إقامة حفل تخرج لطفل لم يتعد عمره الـ5 أو الـ6 سنوات، أو حتى طالب الابتدائية، وما الفائدة المُكتسبة من حصوله على شهادة تخرج، وبأي شرع تُقيم المدارس للطلاب في تلك المراحل، كانت تلك تساؤلات محمد نادر «ولي أمر».

ويضيف، ألم يكفي المصروفات التي تكبدتها الأسرة منذ بداية العام الدراسي، من مصاريف مدرسة لثمن الزي المدرسي، لـ«اللانش بوكس»، والجلاد وغيره وغيره، مُعقبًا: “ وطبعًا لو ما اشتركناش هنبقى أب وأم سيئين، فبنضطر نيجي على نفسنا علشان أولادنا ما يتأثروش بالسلب”.

«سبوبة حلوة  حفلات تخرج المدارس، ابتدائي وإعدادي إيه اللي يعملوا له حفلات! مجرد فلوس في الهواء وضياع للأجيال»، حسبما يرى سيد كارم أحد أولياء أمور طالبة بمرحلة رياض الأطفال، مُعقبًا: "بنتي في كي 2 بكرة تيجي تقول لي عايزة 3500 جنيه؛ علشان أجيب الروب والطاقية علشان رايحة أولى ابتدائي!".