تراجع عائدات النفط السعودية إلى أدنى مستوى لها في ثلاث سنوات

انخفضت عائدات النفط السعودية إلى أدنى مستوى لها في ثلاث سنوات في يونيو الماضي مع تقلص مبيعات أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم من سلعتها الرئيسية بسبب تخفيضات أوبك+ الجارية.

وحققت المملكة العربية السعودية 66.314 مليار ريال ما يعادل (17.683 مليار دولار) من بيع نفطها في الأسواق العالمية في يونيو 2024، وفقًا لبيانات الهيئة العامة للإحصاء. وأظهرت البيانات أن الإيرادات كانت أقل بنسبة 12.6٪ عن مايو الماضي وهي الأدنى منذ أغسطس 2021.

وظلت عائدات النفط مهيمنة في الاقتصاد السعودي، حيث شكلت 75.4٪ من إجمالي الإيرادات. وفي الوقت نفسه، انخفضت عائدات الصادرات غير النفطية بنسبة 17.9٪ في شهر يونيو إلى 4.18 مليار دولار. وبلغت حصة القطاع غير النفطي 17.9% من الإيرادات التي حققتها الدولة السعودية في يونيو.

لماذا انخفضت عائدات النفط السعودية؟

وانخفضت عائدات النفط في السعودية بسبب ما يُعرف باسم "تأثير السعر والحجم"، ويأتي انخفاض عائدات النفط وسط انخفاض إنتاج الخام السعودي، الذي انخفض إلى أدنى مستوى له منذ أبريل 2021، بمتوسط ​​8.93 مليون برميل يوميًا في يونيو من 9.01 مليون برميل يوميًا في مايو، وفقًا لبيانات أوبك.

وتواجه المملكة أيضًا بيئة أسعار نفط منخفضة حيث فشلت الأسعار في البقاء مرتفعة على الرغم من الجهود التي تبذلها مجموعة أوبك+ بقيادة السعودية لخفض الإنتاج.

وانخفض خام برنت القياسي بشكل حاد في بداية يونيو حيث مددت أوبك+ حجم تخفيضاتها الحالية حتى عام 2025، مع إمكانية التراجع عن التخفيضات الطوعية من أكتوبر 2023 فصاعدًا.

وتبلغ التخفيضات الإجمالية للمجموعة 5.8 مليون برميل يوميًا مع 2.2 مليون برميل يوميًا من التخفيضات الطوعية.

وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت بنحو 6٪ على أساس سنوي مع بلوغ المؤشر القياسي 78.44 دولارًا للبرميل في الساعة 11:00 صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة.

وقال سوانستون: "إذا تم أخذ أوبك + على كلمتها بزيادة إنتاج النفط اعتبارًا من أكتوبر، فسيؤدي ذلك إلى حد ما إلى رفع قيم صادرات النفط في المملكة مع تراجعها عن خفض إنتاج النفط الإضافي الطوعي بمقدار مليون برميل يوميًا ومن ثم من الربع الرابع من عام 2025 ستذهب إلى أبعد من ذلك، مع زيادة الإنتاج مع حصص أعلى".

الموازنة السعودية

من غير المرجح أن تصل أسعار النفط إلى نطاق 90 دولارًا المطلوب لمعظم اقتصادات الخليج لموازنة ميزانياتها في 2024-2025. 

وعلى سبيل المثال، تحتاج المملكة العربية السعودية إلى سعر نفط 96.2 دولارًا للبرميل في عام 2024 لموازنة دفاترها، وفقًا لصندوق النقد الدولي. وأجرى البنك الذي يتخذ من واشنطن مقرا له هذا التقييم على أساس إنتاج مفترض يبلغ 9.3 مليون برميل يوميا من النفط هذا العام.

ومن المقرر أن ينخفض ​​سعر التعادل للنفط في الرياض إلى 84.7 دولار للبرميل في عام 2025 مع زيادة إنتاج الخام بعد فك التخفيضات الجارية. ويتوقع صندوق النقد الدولي إنتاجا أعلى بمعدل 10.3 مليون برميل يوميا في عام 2025.

ومن المرجح أن تتراجع أسعار النفط إلى 70 دولارا للبرميل بحلول نهاية عام 2025 بسبب ارتفاع الإنتاج، وفقا لمؤسسة كابيتال إيكونوميكس. ومع ذلك، فإن الحجم الأعلى لا يكفي لتعويض التغيرات في الأسعار.