قصة قصيرة.. اكبر يا ولد
يتجه نحو خزانته التى يضع فيها قماش أخضر ومصلية وعرق زيتون، بها كثير من الأشياء أمة تقول عنها أنها زبالة، فيها أوراق الكرتون القديمة كتب عليها اسمه بألوان الشمع الحمراء «سامح» صانع الطيارات الورقية فيها مسدس مياه، فيها تمثال لأمه وفيها صورة لحبيبته، يحدث السلم والحائط ويبيع له أشيائه، يشكو للمعزة والديك والسحلية أيضًا ونطاط الحيط.
أمه تقول له: اكبر يا ولد عشان تعمل طيارة كبيرة حديد حقيقية.
هو يقول: فوق السطح طيارة كبيرة ورق.
هى تقول: فوق السطح حية كبيرة حقيقية.
هو يقول: فوق السطح حجر كبير هأقف عليه وأطيرها يا أمى.
ينظر إلى السماء يرى الطيارة النفاثة التى صدّعت دماغ أمه، يضع يديه فى أذنيه فلا يسمع صوتها ولا صوت أمه.
يقول اذهب والعب على الجسر المقابل، انظر لصورتى فى الماء.. انزل الترعة اتعلم العوم.
أمه تقول: العربات تسرع على الأسفلت، تصيبك ضربة شمس، الترعة مليئة بالزجاج اللى هيخرم رجليك.