بعد تكريم الرئيس السيسي لنجله..هل يجرؤ العلمانيون على مهاجمة الشيخ محمد متولي الشعراوي مرة أخرى؟
تكريم الرئيس عبد الفتاح السيسي لنجل الشيخ محمد متولي الشعراوي، الشيخ سامي الشعراوي الأمين العام السابق لمجمع البحوث الإسلامية، والابن الأكبر لإمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي، خلال احتفالية وزارة الأوقاف بالمولد النبوي الشريف، أثار الكثير من الجدل.
فما هي الرسائل من هذا التكريم؟
في البداية عبر نجل الشيخ الشعراوي، عن سعادته وفخره بتكريم الرئيس عبد الفتاح السيسي له، خلال احتفالية وزارة الأوقاف، مؤكدا أن هذا التكريم ليس لشخصه فقط، بل هو تكريم لأسرة الراحل بأكملها ولإرث والده الدعوي.
وأضاف «الشعراوي» في تصريح صحفي، أن: «الرئيس السيسي لم يكن غريبا عن إظهار التقدير للشيخ الشعراوي، حيث سبق وأن أمر بسرعة ترميم ضريح الشيخ بمحافظة الدقهلية»، مؤكدا أن هذا التكريم من الرئيس السيسي، تتويج لمسيرته في العمل الدعوي، ومسيرة والده الراحل الذي قدم الكثير لخدمة.
الشيخ الشعراوي.. هجوم متواصل
ومنذ فترة، يتعرض الشيخ محمد متولي الشعراوي بين الفينة والأخرى لهجوم شرس وعنيف من المحسوبين على التيار العلماني، على رأسهم الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى، والدكتور خالد منتصر، والكاتبة الصحفية فريدة الشوباشي، وغيرهم، حتى ظن البعض أن صمت الدولة على هؤلاء يعد بمثابة ضوء أخضر منها للهجوم على الشيخ الشعراوي، لكن تكريم الرئيس عبد الفتاح السيسي للشيخ الشعراوي ونجله الشيخ سامي هو رد قوي وحاسم على المشككين في الدولة، ورسالة قوية لكل الذين يهاجمون الشيخ محمد متولي الشعراوي، الذي يتمتع بشعبية طاغية وحب جارف من الشعب المصري والشعوب العربية والإسلامية.
الهجوم على إمام الدعاة لا يتوقف
فقد دأب الكاتب الصحفي والإعلامي إبراهيم عيسى، على مهاجمة الشيخ محمد متولي الشعراوي، حيث قال في أخر الهجوم على إمام الدعاة: الشعراوي شيخ متطرف داعشي سلفي ضد الأقباط ويهين المرأة وليس وسطيا كما يرى البعض.
وأضاف عيسى، خلال تعليق ببرنامج حديث القاهرة، أنه: "وضع نفسه في مكانة أعلى من المرأة ويهين المرأة كأنه شخص عجوز ريفي، موضحا أنه لم يتخذ المعايير والفكر في انتقاد المرأة، كما طالب بضرب المرأة، بالإضافة إلى أنه طالب بمنع المرأة من العمل، مؤكدا أن هذا هو المفهوم السلفي عن المرأة، ويعتبر منتجا سلفيا منتقصا للمرأة".
أما الناقد الفني طارق الشناوي من فقد قال أن الشيخ الشعراوي صدر الأفكار التي صدّرها حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان.
وأكد الشناوي أن الشيخ الشعراوي كان يتمتع بكاريزما طاغية استطاع من خلالها السيطرة على الشارع، معلقًا: الشعراوي أفكاره كلها ضد العصر، وكان عنده كاريزما طاغية.
وأضاف: الشعراوي عنده قاعدة شعبية عميقة وعنده كاريزما جعلته يسيطر على الجمهور، لكن دا لا يعني إنه على صواب، بس هو عنده حضور لحد دلوقتي في الشارع، يعني صورته دلوقتي على الميكروباصات وعلى التكاتك أكتر ما بنشوف صور عبد الحليم وأم كلثوم، وحتى لاعيبة الكورة لم يحظوا باللي حظى بيه الشيخ الشعراوي.
وتابع طارق الشناوي: الشعراوي قال حلاله حلال وحرامه حرام ويبقى برضو عملنا ترمومتر تسجيلي وأول واحد صدر هذا الترمومتر هو حسن البنا مؤسس الجماعة.
كما تعتبر الكاتبة الصحفية وعضو مجلس النواب فريدة الشوباشي من أشد المعارضين لأفكار الشيخ محمد متولي الشعراوي، حيث هاجمت أكثر من مرة إمام الدعاة.
فقد أكدت، أنها لا تتفق مع أي تصريحات الشيخ محمد متولي الشعراوي، مشددة على أن سجود الشعراوي شكرًا على الهزيمة لا يختلف عن موقف مرشد الإخوان.
وأضافت «الشوباشي»، أن شكر الشعراوي لله على هزيمة مصر في حرب 67 يضرب أسس الوطنية والمواطنة للشباب والأجيال المقبلة، مؤكدة أن القنوات الفضائية تنشر تصريحات الشيخ التي تتناقض مع رؤية الرئيس عبدالفتاح السيسي، مثل تحديد النسل.
كما تقدمت الشوباشي، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة للدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة، في شأن ضعف أداء وزارة الثقافة في نشر الوعي في وسائل التوعية، وتصحيح المفاهيم المشوهة مثل الفنون عامة «سينما، ومسرح، ومسلسلات».
وتساءلت الشوباشي في طلب الإحاطة: «كيف يقوم المسرح القومي التابع لوزارة الثقافة بإنتاج مسرحية عن الشيخ الشعراوي، الذي سجد (لله شكرا) على هزيمة ٦٧، وقال بثقة أنه فرح لهزيمة مصر.. الوطن».
وكانت الشوباشى قد قالت فى حوار صحفي مع اليوم السابع: "الله لا يسامح السادات الذى جاب لنا محمد متولى الشعراوى، الذى سجد لله شكرا على هزيمتنا فى يونيو، وقد كتبت عنه وقلت له - أى الشعراوى - الذى يسجد لله على هزيمتنا فهو يسجد بالضرورة على نصر إسرائيل".
ومن أبرز الشخصيات المعادية لأفكار الشيخ محمد متولي الشعراوي، الطبيب والمفكر، خالد منتصر، الذي انتقد بشدة فكرة تناول سيرة الشيخ الشعراوي في مسرحية.
فقد قال منتصر، الشيخ الشعراوي حرم الأموال التي تأتي من الفن، ونقلت عنه ذلك الفنانة سهير البابلي لما قالت إنها اعتزلت عندما أخطرها الشعراوي بأن "فلوس الفن حرام"، فكيف تُنتج مسرحية عمن قال إن "فلوس" الفن حرام، وجعل كثيرًا من الفنانات والفنانين يعتزلون الفن.
وأضاف، هناك سبب آخر وهو كيف تقدم وزارة الثقافة على إنتاج فني عن شخصية قالت بصريح العبارة "سجدت لله فرحًا عند هزيمة مصر سنة 1967"، واعتقد أنه على وزارة الثقافة ألا تسمح بإنتاج مسرحية عن رجل دين قال مثل هذه الكلمات، التي تعتبر خروجًا عن البديهيات الوطنية.
وقال منتصر، في تدوينة عبر حسابه على "فيسبوك": "العالم مشغول بالتنمية ونحن مشغولون بالدفاع عن حفيد ابن تيمية"، في إشارة إلى الشيخ محمد متولي الشعراوي.
في 2019، قدم أيمن محفوظ المحامي، بلاغًا للنائب العام ضد الكاتب الصحفي الدكتور خالد منتصر، بتهمة ازدراء الإسلام وإهانة الشيخ محمد متولي الشعراوي وتدمير السياحة.
وقال "محفوظ" في بلاغه، إن ما ذكره "منتصر" في سلسلة مقالات وتغريدات منها مقال بعنوان (المرشد وسياحة الهداية) أن مصر تعيش حالة هستيريا دينية ووسواس هداية ليس له مثيل، وادعى أن المرشدين السياحيين همهم الأول أنهم يدعون السياح في مصر لدخول الإسلام ويحتقرون آثارها الفرعونية ويعملون على محاكمة الفراعنة محاكمة دينية.
وأضاف "محفوظ" في بلاغه: "منتصر ركب الموجة بالإساءة إلى الشيخ الشعراوي، فقد صدر للعامة أن آراء الشعراوي النابعة من اجتهاد شخصي للشيخ بأنها رأي الإسلام وتهكم على الشيخ الذي يعد رمزًا دينيًا للمسلمين واصفًا إياه بالصنم مدعيًا أنها ليست قضية شيخ بعينه، لكنها قضية وطن يصرون على أن يفقدوه عقله، مشيرًا بذلك كذبًا وبهتانًا إلى ضلال كافة شيوخ مصر" وتابع: "هذا ما يدلل على إصرار منتصر على ازدراء الإسلام ورموزه والعمل على انهيار السياحة".
وأكد "محفوظ" في بلاغه، أن تلك هي جرائم جنائية معاقب عليها بنص المادة 98 (و) عقوبات والتي تعاقب بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر ولا تجاوز 5 سنوات أو بغرامة لا تتجاوز ألف جنيه كل من استغل الدين في الترويج بالقول أو بالكتابة أو بأى وسيلة أخرى لأفكار متطرفة بقصد إثارة الفتنة أو تحقير أو ازدراء أحد الأديان السماوية أو الطوائف المنتمية إليها أو الإضرار بالوحدة الوطنية، وكذلك المادة 161 عقوبات التي تعاقب كل تعدى يقع على أحد الأديان التي تؤدى شعائرها علنا، ومنها بالطبع الإسلام وذلك عن طريق الإدلاء بأي شكل من التصريحات تحض على ذلك سواء كانت كتابة أو صورا وغيرها من وسائل التعبير.
وطالب "محفوظ" في ختام بلاغه رقم 56456 لسنة 2019 عرائض النائب العام، بتطبيق مواد الاتهام سالفة البيان واستصدار أمر بضبط منتصر ومنعه من السفر وتقديمه لمحاكمة عاجلة عما نسب إليه من اتهامات وقدم حافظة مستندات شملت تلك المقالات والتغريدات، كما طالب باتخاذ الإجراءات القانونية ضد خالد منتصر.
وتعتبر الفنانة إلهام شاهين من ألد أعداء الشيخ محمد متولي الشعراوي، حيث كانت من أشد المعارضين لعرض سيرته الذاتية في المسرح.
حيث قالت إلهام شاهين إنها ضد تقديم السيرة الذاتية عن الشيخ محمد متولي الشعراوي، مبررة ذلك أنها شاهدت فيديوهات صادمة له، في أحد اللقاءات عن المريض حيث قال: «مش لازم تعالجوه علشان متأخروش لقائه بربه».
وهاجمت إلهام شاهين، في تصريحات صحفية، الشعراوي قائلة: «ليه نقدم سيرة ذاتية ليه؟ مفروض نقدمها عن العلماء!».
وقالت إلهام شاهين منتقدة الشيخ الشعراوي: "لما قلت اتفرجوا على الشعراوي واتعلموا منه ماكنتش لسه شفت فيديوهاته، وكنت وقتها بقول بعد الثورة اهدوا عشان نبني البلد وقلت وقتها إذا كنتوا بتحبوه وبتسمعوه اعملوا اللي بيقوله واتعلموا منه في الجزئية دي، ومكنتش شفت فيديوهاته القديمة وأنا مش متابعة جيدة ليه أبدًا، وشفت فيديوهات أنا ضد كل اللي فيها منها إنه قال كلام ضد المرأة، زي إيه يعني لما المرأة جوزها يضربها، وقال ما دام الزوج شاف عورتها يبقى إيه يعني لما يضربك".
واستكملت: "وقال برضه لما حد يكون مريض مش مهم تعالجوه عشان متأخروش لقائه بربه، ليه يبقى عنده غسيل كلوي تودوه يتعالج وتخسروا فلوسكم وفي الاخر هيموت، وقال في موضوع لما المسلم يتجوز مسيحية إنه ميحبهاش ولا يودها هو جواز فقط وماتقولهاش حتى كل سنة وانتي طيبة في عيدها، وكانت أفكار كتير فيديوهات شفتها كانت صادمة بالنسبالي، وأنا لا معاه ولا ضده بس ليه نعمل عمل فني عنه؟، متعملولنا عمل فني عن العلماء طوروا شيء مهم في الحياة، حد اكتشف مثلا علاج لمرض خطير، الناس اللي أفادوا البشرية لكن هل كلامه اللي قولته أفاد البشرية في شيء؟، خلوا لينا قدوة من خلال العلم نتعلم شيء الناس اللي أفادوا البشرية بجد".
أما الكاتبة الصحفية فاطمة ناعوت، فقد أكدت أنها لا تمانع إنتاج المسرح القومي سهرة درامية عن حياة الشيخ الشعراوي، شريطة أن تنقل ما له وما عليه، مؤكدة أن لديها تحفظات كبيرة على أفكار الشيخ محمد متولي الشعراوي والتي لا تزال متواترة على ألسنة العامة، والتي لها أبلغ الأثر السلبي على حياة المواطنين.
المدافعون عن الشيخ الشعراوي
وقد رد الأزهر الشريف، على الهجوم الذي يتعرض له الشيخ محمد متولي الشعراوي، حيث قال الأزهر الشريف على صفحته الرسمية بموقع "فيسبوك": فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي، وهب حياته لتفسير كتاب الله، وأوقف عمره لتلك المهمة".
وأضاف الأزهر: "الشيخ محمد متولي الشعراوي، أوصل معاني القرآن لسامعيه بكل سلاسة وعذوبة، وجذب إليه الناس من مختلف المستويات، وأيقظ فيهم ملكات التلقي".
وقال الدكتور عبدالمنعم فؤاد أستاذ العقيدة والفلسفة، المشرف على أروقة الجامع الأزهر، إن مولانا الشيخ الشعراوي رحمه الله سيظل علامة مضيئة في سماء العلم والفلسفة والدين.
وأوضح في منشور له عبر صفحته على موقع "فيسبوك"، ردا على الهجوم الذي شنه البعض مؤخرا على الشيخ محمد متولي الشعراوي، أنه سيظل المبطلون يثيرون التراب على السماء في عبط فكري عجيب، فيقع على رؤوسهم وتبقى السماء هي السماء بعلاماتها، ونجومها المضيئة ناصعة البياض بسّامة المحيا.
وقال الدكتور عباس شومان المشرف على الفتوى بالأزهر، عبر صفحته بموقع "فيسبوك"، أمس: "من يهاجمون الشيخ الشعراوي مثلهم كأطفال أرادوا إتلاف ثمار تخلية عالية، فسقطت أحجارهم فوق رؤوسهم، وظلت الثمار تعجب الناظرين وخالصة للآكلين".
كما دافع الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، عن الشيخ محمد متولي الشعراوي، بعد الهجوم الذي طاله خلال الأيام القليلة الماضية.
وقال «الجندي»، خلال تقديمه برنامج «لعلهم يفقهون»، الذي يُعرض عبر قناة «دي إم سي»، إن الشيخ الشعراوي أن كان سابقًا لعصره وزمنه وظاهرة من الظواهر التجديدية في الدين.
وأوضح أن الشيخ الشعرواي ليس نبيًا ولا رسولًا، فله ما له وعليه وما عليه، لافتًا إلى أن الهجوم الأخير الذي طاله يحاول الحط من قدر الشعراوي.
وأشار إلى أن الشيخ الشعرواي فعل ما لم يفعله السابقون ولا اللاحقون حتى الآن، إذ قدم تفسيرًا للقرآن الكريم في مبسط للعامة.
ولفت «الجندي» إلى أن من يهاجم الشيخ الشعراوي ليس بعالم، مشيرًا إلى التقاء السلفيين والعالميين في خندق واحد للهجوم على الشعراوي.
ويرى عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية أن الدافع وراء الهجوم على الشيخ الشعراوي هو الهجوم على الدين الذي يمثله هذا الشيخ، والهجوم على العقيدة والتفسير والوسطية والاعتدال.
والسؤال الذي يطرح نفسه: ماذا سيكون موقف العلمانيين من الشيخ محمد متولي الشعراوي بعد تكريم الرئيس السيسي له ولنجله الشيخ سامي؟، وهل سيهاجمون الشيخ الشعراوي مرة أخرى، أم أنهم سوف يهاجمون الدولة التي كرمت إمام الدعاة؟.