على غرار رأس الحكمة..
حقيقة ارتباط صفقة رأس بناس بتعويم جديد للجنيه
على غرار رأس الحكمة، بدأت الحكومة في وضع مخطط استثماري لمنطقة «رأس بناس» على البحر الأحمر، لطرحها على المستثمرين السياحيين، سواء محليين أم أجانب.
وربط البعض الحديث عن صفقة رأس بناس، بما حدث بعد رأس الحكمة من تحرير سعر الصرف مارس الماضي، هو ما أثار توقعات تعويم جديد للجنيه بعد إتمام الصفقة.
وكانت الحكومة وقعت مع دولة الإمارات صفقة استثمارية كبرى في شهر فبراير الماضي، حيث استحوذت شركة إماراتية على تطوير وتنمية منطقة رأس الحكمة، مقابل 35 مليار دولار، على أن تحتفظ مصر بحصة 35% من المشروع وعائداته.
وفي تعليق لرئيس مجلس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي، قال، إنه تابع ما أثير بشأن منطقة رأس بناس، وهل سيتم طرحها للاستثمار قريبًا أم لا؟
وأضاف «مدبولي»: «محددين من 4 إلى 5 مناطق كبيرة على ساحل البحر الأحمر نستهدف أن يكون لدينا تنمية في هذه المناطق مثل ما حدث في رأس الحكمة، وكل واحدة من الـ5 مناطق ستكون في قوام مدينة».
وأوضح رئيس مجلس الوزراء، أن كل هذه المناطق سيتم طرحها للاستثمار، لتنميتها، وجذب استثمارات، وخلق حراك كبير.
موقع رأس بناس
تقع رأس بناس على البحر الأحمر وتحظى بشهرة واسعة لما تحتويه من مناطق كبيرة من الشعاب المرجانية فهي نقطة جيدة للغوص ومشاهدة الكثير من تجمعات الشعب المرجانية البكر في العالم، مثل منطقة شعاب مالك، ومنطقة شعاب سطايح، ومنطقة بيت الدلافين.
كما تقع رأس بناس بالقرب من أشهر الأماكن السياحية في منطقة البحر الأحمر، حيث تقع بالقرب من خليج القلعان ومحمية وادي الجمال، وجزر حماطة، وشاطئ حنكوراب الذي يعد من أجمل شواطئ العالم.
وتمتد رأس نباس إلى 50 كم داخل مياه البحر الأحمر وتضم محمية طبيعية ومنطقة سياحية وميناء، كما أن رأس نباس عبارة عن رأس وشبه جزيرة كبيرة يوجد بها لسان بحري يمتد لنحو 50 كم بمياه البحر الأحمر.
قطعة من الجنة
وفي هذا السياق، قال النائب محمد عطية الفيومي، رئيس لجنة الإسكان بمجلس النواب، إن منطقة «رأس بناس» شبه جزيرة، وتحتوي على لسان بطول 50 كم يمتد داخل البحر الأحمر.
وأضاف أن مساحة «رأس بناس» تبلغ نحو 200 مليون متر مربع، مشيرًا إلى أنها أكبر من «رأس الحكمة» والتي تصل إلى 170 مليون متر مربع.
وتابع: «رأس بناس قطعة من الجنة، وتضم أكبر تجمع للشعاب المرجانية في مصر»، لافتا إلى أنها تقع شمال شلاتين وجنوب مرسى علم.
ولفت رئيس لجنة الإسكان بمجلس النواب، إلى أن الحكومة نجحت في إبرام عقد «محترم» في صفقة «رأس الحكمة» بنحو 35 مليار دولار.
وأوضح أن صفقة «رأس بناس» تقدر بنحو 2 تريليون جنيه مصري، إذ يتردد أن الحكومة ستتعامل في الصفقة بالجنيه المصري، كنوع من أنواع دعم المستثمر الداخلي، لافتًا إلى أن قيمة صفقة «رأس بناس» أكبر من صفقة «رأس الحكمة» والتي بلغت نحو (1.750 تريليون جنيه مصري).
من ناحيته، قال المهندس طارق شكري، وكيل لجنة الإسكان بمجلس النواب، إن السعودية تسعى إلى الحصول على رأس بناس بعد صفقة رأس الحكمة التي حصلت عليها الإمارات.
وقال «شكري»: «هناك ضغط شديد من الدولة للعمل على تحسين مناخ الاستثمار وتصدير العقار في أكبر صوره للعالم».
وأوضح: «صفقة رأس الحكمة إحدي أكبر الصفقات الدولية في العقار والحكومة تحاول العمل على صفقات أخرى موازية مثل رأس بناس التي تتميز بالصفاء الكبير في مياهها ومن أكثر المناطق التي بها شعب مرجانية وبها محمية طبيعية».
وأكد: «هناك جدية شديدة من الجانب السعودي في الجانب التفاوضي من أجل الحصول على رأس بناس»، متابعا: «نحن في طريقنا السليم ولكنه سيأخذ بعض الوقت».
العلاقات المصرية السعودية في أزهى عصورها
وحول تنفيذ تعويم جديد للجنيه، قال الدكتور علي الإدريسي، الخبير الاقتصادي، وأستاذ الاقتصاد بأكاديمية النقل البحري، إن وضع صفقة رأس الحكمة مختلف تمامًا عن رأس بناس، لافتًا إلى أن هدف طرح مناطق جديدة للاستثمار هو توفير النقد الأجنبي، وتجنب مزيد من الترجع في سعر العملة، ما يساهم في استقرار سعر الصرف.
وأضاف، في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أن هذه الصفقات تدعم القطاع الخاص والاستثمارات الأجنبية المباشرة، ما يزيد المعروض من العملة الصعبة في مصر، وهو أمر إيجابي.
وعن التعامل في المشروع بالجنيه، أكد «الإدريسي»، أنه سيتم تغيير الدولارات الخاصة بالمشروع بالعملة المحلية من البنوك، وضخها في تطوير منطقة رأس بناس بالجنيه وهي نفس المعادلة، والأساس فيها دخول الدولارات إلى البنوك.
وأشار إلى أن صفقات رأس الحكمة وعقبها رأس بناس، سيتبعها مشروعات جديدة وخاصة بعد تصريحات رئيس الوزراء بتجهيز من 4 إلى 5 مناطق لطرحها للاستثمار على البحر المتوسط والبحر الأحمر.
وأوضح أن السعودية تسعى إلى الفوز برأس بناس؛ لأن تكلفة الاستثمار في مصر منخفضة، والعائد كبير، بالإضافة إلى المزايا الحوافز والضمانات التى وضعتها مصر للمستثمرين.
وتوقع الخبير الاقتصادي، تنفيذ صفقة رأس بناس على المدى القريب وليس البعيد، وخاصة مع العلاقة القوية بين البلدين حيث مصر والسعودية، تجمعهما ارتباط دبلوماسي واقتصادي وسياسي، في أزهي عصوره، قائلًا: «التعاون يشمل فن وسياسة واقتصاد واستثمار ورياضة وإعلام».
وشدد على أهمية تعظيم الاستفادة من صفقة رأس بناس، في تطوير الصناعة وزيادة الإنتاجة، متابعًا: «برغم من تنفيذ صفقة رأس الحكمة واستقرار العملة ولكن لم يشعر المواطن منذ فبراير حتى الآن بأي تحسن».
ولفت إلى أن صفقة رأس بناس ستكون قيمتها أقل من رأس الحكمة، قائلًا: «رأس بناس قريبة من محافظات الصعيد لذلك تمتلك طقس حار، وارتفاع في درجات الحرارة، بخلاف رأس الحكمة التي تقع في الساحل الشمالي مما يجعلها لا تحتاج إلى تسويق ودعاية لما تتميز من اعتدال الطقس ومشروعات كبيرة وخاصة مدينة العلمين الجديدة».
مصر محطة لأنظار السائحين الأجانب
واتفق معه الدكتور خالد الشافعي، الخبير الاقتصادي، ورئيس مركز العاصمة للدراسات الاقتصادية، قائلًا: «صفقة رأس بناس ليس لها علاقة بتحرير جديد لسعر الصرف».
وأضاف، في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أن الدولار في مصر متروك للعرض والطلب وليس هناك دعم من البنك المركزي، بتقارير المؤسسات الدولية عن وضع العملة والاقتصاد المصري.
وأشار «الشافعي»، إلى أن رأس بناس هو مشروع استثماري، سيساهم في دعم الاقتصاد المصري، وزيادة العملة الأجنبية والمحافظة على استقرار سعر الصرف.
وأكد أن الإصرار السعودي للاستثمار في مصر يرجع لندرة الأماكن المطروحة، والتي لا تمتلكه المملكة، وخاصة أن مصر محطة لأنظار السائحين الأجانب سواء كان أثار أو الشواطئ، بالإضافة إلى الأمن والأمان.
وأوضح الخبير الاقتصادي، أنه في حالة وجود تسويق صحيح لمصر ستحتل المرتبة الأولى في السياحة على مستوى العالم، مطالبًا الحكومة بعمل رؤية كاملة لما تمتلكه مصر من أماكن أثرية وسياحية وتقديم لها الدعم والتطوير والترويج.