أول رد لدار الإفتاء بشأن واقعة سحر اللاعب مؤمن زكريا
حالة من الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول ادعاءات بوجود «عمل سحري» للاعب مؤمن زكريا، لاعب النادي الأهلي السابق، والذي يعاني من مرض التصلب الجانبي الضموري، هذه الادعاءات جاءت بعد حديث «تُربي» يعمل في منطقة البساتين بمحافظة القاهرة، حيث زعم أنه عثر على طلاسم وأعمال سحرية تخص اللاعب داخل مقبرة، هذه الواقعة أثارت ضجة كبيرة، ودفعت جميع الأطراف المعنية إلى الرد عليها.
بداية الواقعة
بدأت القصة عندما ظهر التُربي، وهو الشخص المسؤول عن تنظيف وزراعة النباتات في المقابر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، زاعمًا أنه أثناء زراعة نبات «الصبار» بجوار أحد القبور في منطقة البساتين، فوجئ بوجود «عمل سحري» مدفون داخل ثلاثة أكياس، وقال التُربي إن الأكياس تحتوي على أوراق طلاسم وصورة للاعب مؤمن زكريا مع عروسة ورقية وأرقام ورموز غامضة.
وأوضح التُربي أن هذا العمل السحري لمؤمن زكريا قديم ويعود لسنوات طويلة، مؤكدًا أن السحر كان يهدف إلى إلحاق الضرر باللاعب عبر إصابته بالمرض والموت، وأضاف أن مكان العثور على هذا العمل السحري هو حوش لعائلة الكابتن مجدي عبدالغني، لاعب النادي الأهلي السابق، وهو ما زاد من الجدل وأدى إلى انتشار القصة بسرعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
رد الإفتاء
وردًا على هذا الكلام أصدرت دار الإفتاء،فتوي قالت خلالها، إن المسلم ذا العقيدة السليمة يعلم تمام العلم أن النافع الضار هو الله، وأنه هو المسخر للكون ببديع حكمته وعظيم قدرته، وأن المسلم المتفقه في دينه والباحث الدارس لا ينفي وجود السحر السابق للأدلة التي وردت في صدر البحث، وأن على المسلم أن يكون قوي الإيمان مستعينًا بالله في الملمات والشدائد، وأن الساحر قد يستطيع إيصال الضر والبلاء والأذى بالناس، وقد يصل بذلك إلى التفريق بين المرء وزوجه، ولكنه لا يستطيع أن يفعل شيئًا إلا بإذن الله تعالى، والمسلم الذي لا يؤمن بالسحر لا يؤثر ذلك في إسلامه، فقد وردت الآراء في حكم السحر.
جزاء الساحر
قال الإمام أبو بكر الجصاص: اتفق السلف على وجوب قتل الساحر، ونص بعضهم على كفره؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: «مَنْ مَشَى إِلَى سَاحِرٍ أَوْ كَاهِنٍ أَوْ عَرَّافٍ فَصَدَّقَهُ فِيمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ» رواه ابن أبي شيبه في "مصنفه".
واختلف فقهاء الأمصار في حكمه: فروي عن الإمام أبي حنيفة أنه قال: الساحر يقتل إذا علم أنه ساحر ولا يستتاب ولا يقبل قوله: إني أترك السحر وأتوب منه، فإذا أقر أنه ساحر فقد حل دمه، وكذلك العبد المسلم والحر والذمي من أقر منهم أنه ساحر فقد حل دمه، وهذا كله قول الإمام أبي حنيفة.
وروي عن الإمام مالك: في المسلم إذا تولى عمل السحر قتل ولا يستتاب؛ لأن المسلم إذا ارتد باطنًا لم تعرف توبته بإظهاره الإسلام، فأما ساحر أهل الكتاب فإنه لا يقتل عند الإمام مالك إلا أن يضر المسلمين فيقتل.
وقال الإمام الشافعي: لا يكفر بسحره، فإن قتل بسحره وقال: سحري يقتل مثله وتعمدت ذلك قتل قودًا، وإن قال: قد يقتل وقد يخطئ لم يقتل وفيه الدية.
وقال الإمام أحمد: يكفر بسحره قتل به أو لم يقتل، وهل تقبل توبته؟ على روايتين، فأما ساحر أهل الكتاب فإنه لا يقتل إلا أن يضر المسلمين.