«الأوتار الفولاذية».. مخطط إسرائيل للهيمنة على الشرق الأوسط
نتنياهو: لا يوجد مكان فى الشرق الأوسط لن تصل إليه ذراع إسرائيل الطويلة
مساعد وزير الخارجية الأسبق: نتنياهو نجح فى تركيع العالم بأثره
«الشاذلى»: تل أبيب تسعى للسيطرة على المنطقة واستدراج إيران للحرب لتدميرها
«حسن»: الموقف الأمريكى يقوم على الوهم والخداع لتصفية القضية الفلسطينية
دبلوماسى سابق: القضاء على المقاومة «وهم».. وإسرائيل لن تنعم بالسلام قبل استرجاع الحقوق العربية
سفير مصر الأسبق فى السودان: إسرائيل ليست فى حاجة إلى تحالف لمواجهة إيران فهى الآن تضرب الجميع
آثار ما تقوم به إسرائيل في فلسطين ولبنان وسوريا واليمن من قتل وتدمير وجرائم ضد الإنسانية، وسط صمت مطبق من المجتمع الدولي ودعم مطلق من الولايات المتحدة الأمريكية، الكثير من التساؤلات وعلامات الاستفهام حول سر هذا التوحش والجنون والهياج الإسرائيلي في القتل والتدمير، وهذا الصمت من المجتمع الدولي، ومستقبل الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية والمقاومة في فلسطين ولبنان، وكذلك مستقبل التطبيع العربي مع إسرائيل ومشروع دمج إسرائيل في المنطقة الذي بدأ قبل العدوان الصهيوني على قطاع غزة، والرسائل التي يريد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والحكومة المتطرفة في تل أبيب توصيلها إلى المنطقة والعالم من وراء هذا الدمار الهائل والقتل غير المسبوق والإبادة الجماعية لسكان غزة؟
كما أن الهجوم الصاروخي الإيراني غير المسبوق على إسرائيل، واجتياح إسرائيل للبنان، طرح الكثير من الأسئلة حول سيناريوهات نشوب حرب إقليمية واسعة، حذرت منها مصر والمجتمع الدولي مرارا وتكرارا؟
الأوتار الفولاذية لإسرائيل
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إنه لا يوجد مكان في إيران والشرق الأوسط لن تصل إليه ذراع إسرائيل الطويلة.
وتابع تعليقا على اغتيال أمين عام حزب الله حسن نصر الله، أن الشرق الأوسط كله اكتشف «الأوتار الفولاذية» لإسرائيل وليس حزب الله وحده هو الذي اكتشف ذلك.
وأضاف: «من يضربنا، سنضربه، لا يوجد مكان في إيران أو الشرق الأوسط لن تصل إليه ذراع إسرائيل الطويلة، واليوم أنتم تعرفون بالفعل مدى صحة ذلك».
إيران تمطر إسرائيل بالصواريخ
في تصعيد خطير، أطلقت إيران، مئات الصواريخ الباليستية على مدن إسرائيلية عدة، حيث أعلن الحرس الثوري الإيراني أن الهجوم الصاروخي على إسرائيل يأتي ردًا على اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، الأسبوع الماضي وزعيم حركة حماس إسماعيل هنية في يوليو الماضي.
وقال الحرس الثوري الإيراني، في بيان نشرته وكالة «فارس» للأنباء، إنه استهدف قلب إسرائيل ردًا على اغتيال إسماعيل هنية وحسن نصرالله وقائد فيلق القدس الإيراني في لبنان، عباس نيلفورشان، الذي قتل بالغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت مع «نصرالله».
وحذر «الحرس» إسرائيل من أنها ستواجه «هجمات قاسية ومدمرة» في حال الرد على هذه العملية التي قال إنها جاءت بعد فترة من ضبط النفس أمام انتهاك سيادة إيران.
في المقابل، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن إيران ارتكبت خطأ كبيرا وسوف تدفع ثمنه، مشيرا إلى أن الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل فشل.
من أمن العقاب أساء الأدب
وفي السياق ذاته، يرى السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن ما تقوم به إسرائيل من قتل وتدمير وإبادة وعربدة في المنطقة هو نتيجة للدعم الأمريكي اللا محدود سياسيا واقتصاديا وعسكريا وإعلاميا لما تقوم به، ونتيجة لصمت المجتمع الدولي، وسياسة الإفلات من العقاب، فمن أمن العقاب أساء الأدب.
وأوضح أن الموقف الأمريكي يقوم على الوهم والخداع، ففي الوقت الذي تعلن فيه الولايات المتحدة الأمريكية بأنها مع السلام وتطالب بوقف إطلاق النار وبإقامة دولة فلسطينية نجدها تغض الطرف عن كل ما تقوم به إسرائيل بل وتدعمها سياسيا واقتصاديا وماليا وعسكريا، وتزعم أن ذلك يدخل في إطار الدفاع عن النفس.
ولفت إلى أن العملاء والمتعاونون مع إسرائيل لعبوا دورا كبيرا في تصفية الكثير من قيادات المقاومة في غزة ولبنان.
وأشار إلى أن الاختراق الاستخباراتي الذي حدث في صفوف المقاومة كان نتيجة تعاون بين إسرائيل وأمريكا والغرب وبعض الجهات الداخلية، مستبعدا نجاح إسرائيل في القضاء على المقاومة، منوها أن التنظيمات العقائدية تحكمها الفكرة والتنظيم وتواصل الأجيال وليس الأشخاص.
وأوضح أن حزب الله ليس تنظيما سريا، وهذا ساعد إسرائيل على اختراقه ورصد تحركات الكثير من قياداته وتصفيتها، مشيرا إلى أن حديث نتنياهو عن أن إسرائيل لها يد فولاذية تستطيع أن تطال الجميع في منتهى الوقاحة والغطرسة، وهي رسائل موجهة لجميع دول المنطقة، لذلك هو يعتدي على غزة ولبنان وسوريا والعراق دون أن يردعه أحد، مشيرا إلى أن التحالف الدولي الذي دعت له المملكة العربية السعودية والذي يجمع الدول التي تعترف بالدولة الفلسطينية خطوة إيجابية من الممكن أن تجبر إسرائيل على إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وإنهاء الصراع في الشرق الأوسط وإن لم تفعل ذلك فسوف تتعرض لعقوبات مثلما حدث مع جنوب إفريقيا.
وأكد «حسن» أن الموقف الإقليمي هو الذي يحرك المجتمع الدولي وليس العكس، موضحًا أن رهان دول المنطقة على المجتمع الدولي لوقف العدوان الإسرائيلي ليس في محله، منوها أن السلبية هي التي تحكم الموقف العربي من إسرائيل وليس الخوف.
وأشار مساعد وزير الخارجية الأسبق، إلى أن إسرائيل وأمريكا ليسا بهذه القوة التي تخيف الدول العربية، موضحا أن دعم إيران لفصائل المقاومة في سوريا والعراق ولبنان وفلسطين شيء مسلم به ولا يمكن إنكاره، منوها أن تمدد إيران في هذه الدول كان بسبب غياب التواجد العربي.
ولفت إلى أن الانقسام بين الرأي العام والرسمي العربي بشأن حزب الله سوف يستمر، موضحا أن هناك قطاعا كبيرا في الوطن العربي يعتقد أن حزب الله انتهى مقابل قطاع آخر ما زال يتعاطف معه، مشيرا إلى أن حديث البعض عن أن إسرائيل نجحت في القضاء تمامًا على المقاومة غير صحيح.
وأكد السفير رخا أحمد حسن، أن حقوق الشعوب لا تضيع، وأنه لا يجب الحكم على مستقبل القضية الفلسطينية من خلال الأحداث الجارية، موضحا أن الأطفال في غزة سيكونون قيادات المستقبل في المقاومة لما رأوه وعاشوه من عذاب ودمار.
وشدد «حسن» على أن إسرائيل لن تنعم بالسلام قبل استرجاع الحقوق العربية، مشيرا إلى أن إسرائيل تكبدت الكثير من الخسائر الاقتصادية والسياسية الفترة الماضية، لافتا إلى أنه لا يوجد إسرائيلي آمنا في بيته الآن، وأن هناك الكثير من الإسرائيليين هاجروا، بالإضافة إلى أن ما يحدث كسر نظرية الأمن الإسرائيلية.
ولفت إلى أن السعودية ما زالت متمسكة بعدم التطبيع مع إسرائيل إلا بعد إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مؤكدا أن قيادات حزب الله الجديدة ستكون أكثر تشددا ورغبة في الانتقام عن طريق المقاومة، مشددا على أن نتنياهو لن يستطيع تنفيذ وعده بإعادة سكان شمال إسرائيل إلى ديارهم.
لن يدافع عن مصالح العرب سواهم
وقال السفير محمد الشاذلي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، وسفير مصر الأسبق في السودان، إنه يشعر بحالة من اليأس والإحباط على ما يحدث، مشيرا إلى أن ما يحدث في فلسطين ولبنان هو نتيجة تشرذم العرب وتصدع وحدتهم.
وأكد أن ذلك ما كان ليحدث لو كان هناك حد أدنى من التضامن العربي، لافتا إلى أن العرب تفرغوا لقتل أنفسهم في السودان وليبيا وسوريا واليمن والعراق.
وأشار إلى أنه في الوقت الذي يتقاتل فيه العرب فيما بينهم نجد إسرائيل تصور نفسها على أنها القوة التي لا تقهر، وتمتلك العلم والتكنولوجيا لقتل الناس من خلال هواتفهم كما حدث مع تفجير أجهزة اتصالات حزب الله.
ولفت إلى أن قتل قيادات المقاومة في غزة ولبنان لن ينهي المقاومة ولا القضية، مؤكدا أن القضية لا تموت وسوف تخرج أجيال من وسط كل هذا الدمار والركام لتطالب بالقصاص أقوى من الأجيال الحالية.
ولفت إلى أن نتنياهو يشعر بالفخر والزهو ويتباهى بما يقوم به من قتل وتدمير وبلطجة دون أن يوقفه أحد، مؤكدا أن نتنياهو نجح في تركيع العالم بأسره، منوها إلى أن إسرائيل ليست في حاجة إلى تحالف عربي لمواجهة إيران، فهي تفعل في المنطقة ما تريد وتضرب الجميع دون تحالف عربي أو دولي.
وأكد السفير محمد الشاذلي، أن ضرب إيران ليس من مصلحة العرب، لأنه سيؤدي إلى اختلال ميزان القوة في الشرق الأوسط لصالح إسرائيل، موضحا أن نجاح إسرائيل في تصفية قيادات المقاومة يعود إلى تفوقها الهائل في المجال التكنولوجي والسيبراني.
وأشار إلى أن تشرذم الفلسطينيين واللبنانيين جعل من السهل اختراق صفوفهم من خلال العملاء والجواسيس، وهذا ساعد إسرائيل في تصفية أكبر عدد ممكن من قيادات ورموز المقاومة في البلدين.
ولفت إلى أن أمريكا والغرب وإسرائيل يريدون استدراج إيران للحرب من أجل القضاء عليها كما حدث في العراق، مشيرا إلى أن الهدف من حرب إسرائيل على غزة ولبنان هو توصيل رسالة لجميع دول المنطقة مفادها أن هذا سيكون مصير كل من يقف في وجه إسرائيل وبالتالي تفرض سيطرتها على الشرق الأوسط.