من خلال خطة الجنرالات والساعة الذهبية: مؤامرة إسرائيل «خصخصة الحكم العسكري في غزة» ووضع ميليشيات مسلحة على حدود مصر.. ملف للورقي
من خلال خطة الجنرالات والساعة الذهبية:
مؤامرة إسرائيل «خصخصة الحكم العسكري في غزة» ووضع ميليشيات مسلحة على حدود مصر
سيناريو تطبيق نموذج العراق وأفغانستان في القطاع المحاصر
اسناد مهمة إدارة القطاع إلى شركات مقاولات أمنية خاصة
تل أبيب تسعى لنقل المسئولية الأخلاقية والقانونية إلى المليشيات المسلحة
«حسن»: نتنياهو يعيش مآزقا كبيرا ويراهن على استمرار الحرب إلى ما بعد الانتخابات الأمريكية
مساعد وزير الخارجية الأسبق: رئيس وزراء إسرائيل يتجاهل حالة العداء الشديدة التي خلقها في العالم العربي
دبلوماسي سابق: إسرائيل تعرضت لخسائر سياسية واقتصادية فادحة رغم الدمار والخراب والإبادة الجماعية التي ترتكبها
عضو المجلس المصري للشئون الخارجية: لا يمكن تصور وجود حل في غزة دون وجود دور لحماس والمقاومة
«الرقب»: تل أبيب تعتبر غزة نقطة الإنطلاق لبناء شرق أوسط جديد والسيناريو الأفضل للعالم هو أن تتولى السلطة الفلسطينية إدارة القطاع
محلل فلسطيني: دون فتح مسارات سياسية تفضي لإقامة دولة فلسطينية فسوف يستمر الصراع والمقاومة
علي الهواري
كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية، أن الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو اتخذت قرارا بخصخصة الحكم العسكري في قطاع غزة بعد إنتهاء الحرب.
وذكرت الصحيفة العبرية؛ أن الحكومة اتخذت قرارا يتعلق باستئجار "شركة خاصة يمتلكها إسرائيليون وأمريكيون، لتوزيع المساعدات في قطاع غزة، وذلك بسبب معارضة الجيش الإسرائيلي القيام بهذه المهمة.
وتكشف الصحيفة، أن ثمة قرارا يتبلور الآن يقضي بتعيين شركة إسرائيلية أمريكية خاصة لتولي المهمة بعد امتناع الجيش عن الاضطلاع بتلك المهمة.
وتفيد بأن الشركة المرشحة لذلك تردد أن اسمها "جي دي سي" (GDC)، وهي شركة مقاولات عسكرية من النوع الذي عمل في العراق وأفغانستان إبان الاحتلال الأمريكي للبلدين.
ولفتت إلى أن "الحديث يدور عن خصخصة الحكم العسكري في غزة، ونقله إلى جهات خاصة لها مصالح اقتصادية"، مؤكدة أن "الأمر يهدف إلى إبعاد المسؤولية الأخلاقية والقانونية عن إسرائيل، ونقلها إلى مليشيات مسلحة".
وتشير إلى أن الخطة الحالية تعطي شركات المقاولات الخاصة مفاتيح السيطرة المدنية على قطاع غزة، وبالتالي تحويل القطاع إلى عراق آخر، الأمر الذي سيكون "مأساة على مدى أجيال".
وتختم بالقول إن خطة نتنياهو لما بعد الحرب على قطاع غزة تتألف من "احتلال عسكري ومرتزقة ومستوطنات، وهذه وصفة مؤكدة للكارثة القادمة".
واعتبر النائب السابق لرئيس الساحة الفلسطينية في قسم التخطيط في الجيش الإسرائيلي، أفرايم غانور أن فكرة استقدام شركات أمنية أمريكية خاصة للسيطرة على الجوانب المدنية في قطاع غزة، هي أفضل حل إسرائيلي لمعالجة الفشل في الحد من استمرار سيطرة المقاومة الفلسطينية مدنيا على القطاع.
ويؤكد غانور، أن الهدف الأساسي من الحل الذي يقترحه هو "خصخصة السيطرة المدنية" في غزة، حيث ستتولى الشركات الأمنية الخاصة مسؤولية الإشراف على الجوانب الإنسانية والمدنية دون التدخل في العمليات العسكرية، مشيرا إلى أن هذا النهج يتيح لإسرائيل الحفاظ على سيطرتها الأمنية دون أن تتورط في تفاصيل الحياة اليومية لسكان غزة، مما يحول دون تحول الحل المؤقت إلى وضع دائم.
وقالت صحيفة "تليغراف" البريطانية، إن من الممكن أن يتم قريبًا إرسال جنود سابقين من القوات الخاصة البريطانية للمساعدة في بناء “مناطق مغلقة” خالية من حماس في غزة.
وأضافت الصحيفة، أن "الاقتراح يتضمن مشاركة إسرائيل مع شركات عسكرية خاصة لإنشاء مناطق آمنة لتوصيل المساعدات والمساعدة في إعادة إعمار القطاع المدمر بفعل الحرب".
وبحسب تقارير إعلامية إسرائيلية، يهدف المشروع إلى تقسيم قطاع غزة إلى “مناطق مغلقة” خالية من حماس، مع تولي شركة GDC وشركة أمنية بريطانية، تستخدم قوات خاصة بريطانية سابقة، الإشراف على الحركة بين هذه المناطق.
وفقًا لعدة مواقع إخبارية إسرائيلية، من المتوقع أن يفوز مردخاي “موتي” كاهانا، رجل الأعمال الإسرائيلي-الأمريكي الذي يدير شركة التوصيل العالمية (GDC)، بعقد قيمته 200 مليون دولار (154 مليون جنيه إسترليني)، حسب الصحيفة.
ويقول كاهانا إن الحركة بين هذه “الفقاعات” ستخضع لسيطرة شركة "جي دي سي" وشركة أمنية بريطانية خاصة تستخدم جنودًا سابقين من القوات الخاصة البريطانية.
وتحدث كاهانا للإعلام الإسرائيلي قائلًا:“هؤلاء هم جنود القوات الخاصة البريطانية. إنهم يعرفون ما يقومون به. هؤلاء أشخاص قاتلوا الإرهاب طوال حياتهم".
وأضاف: “إذا حدث شيء، سنبلغ سكان غزة بالرسالة التالية: ‘لا تحاولوا العبث معنا.’ سيفهمون أن هناك قائدًا جديدًا في المدينة”.
ويقصد بـ "المناطق المغلقة" مناطق أو مجمعات سكنية خاضعة للرقابة محاطة بأسوار أو حواجز، ويتم التحكم في مداخلها ومخارجها من قبل شركات أمن خاصة، ويقتصر الدخول والخروج على السكان المصرح لهم فقط.
وتُعرف شركة "جي دي سي" بأنها سبق أن عملت مع شركة Constellis الأمريكية، التي استحوذت على شركة بلاك ووتر سيئة السمعة، والتي كانت تعمل في العراق.
وتظهر Constellis كشريك رسمي على موقع شركة "جي دي سي"، وقد عملتا معًا في أوكرانيا. كما تمتلك Constellis مجموعة Olive، وهي واحدة من أكبر شركات الأمن الخاصة ذات الطابع العسكري في بريطانيا حسب تقرير الصحيفة.
كما قالت هيئة البث الإسرائيلية؛ إنّه من المتوقع أن يناقش مجلس الوزراء الإسرائيلي الأمني المصغر «الكابينت»، اقتراحا بإيجاد شركة مقاولة مسلحة تكون مسؤولة عن توزيع المساعدات الإنسانية في غزة، قبل أن يصوت البرلمان الإسرائيلي على مشروعي قانونين ينصان على اعتبار وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى «أونروا»، منظمة إرهابية، ومنع السلطات الإسرائيلية من إجراء أي اتصال معها، كما يحظر مشروع القانون عمل الوكالة في الأراضي التي تحتلها إسرائيل.
ونظمت جماعات استيطانية إسرائيلية مؤتمرا يروج لإعادة الاستيطان في غزة، عقد في منطقة محاذية للقطاع، وشارك في المؤتمر عشرات من أعضاء الكنيست، بينهم أعضاء في حزب الليكود الحاكم، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، وأكد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، إنه في نهاية المطاف سيكون هناك استيطان يهودي في قطاع غزة.
تأتي تلك التسريبات فيما تؤكد حركة المقاومة الإسلامية حماس، أن الشعب الفلسطيني هو من سيقرر تفاصيل وأجندات اليوم التالي للحرب، وأنه سيواصل الصمود والثبات على أرضه حتى تحقيق مطالبه بوقف العدوان والانسحاب الكامل من قطاع غزة ورفع الحصار وإعادة الإعمار وإبرام صفقة تبادل أسرى جادة.
وحسب مصادر أمنية، فإن تل أبيب تريد من خلال هذه الخطوة ترحيل سكان غزة إلى سيناء وبالتالي تصفية القضية الفلسطينية.
مصر وإدارة معبر رفح
رفضت مصر قبل ذلك مقترح إسرائيلي يتضمن التنسيق بين البلدين لإعادة فتح معبر رفح مع قطاع غزة وإدارة عملياته المستقبلية، وأصرت القاهرة على أن المعبر يجب أن تديره سلطات فلسطينية فقط.
كما رفضت مصر أن تتولى شركة أمنية أمريكية خاصة إدارة معبر رفح، بعد انتهاء العمليات العسكرية الإسرائيلية في المدينة الواقعة على الحدود مع مصر.
ما هي شركة GDC؟
ووفقًا للموقع الإلكتروني لشركة GDC الأمنية فإن الشركة تعمل في جميع أنحاء العالم منذ أكثر من 14 عامًا لمساعدة الجهود الإنسانية في أوقات الحاجة الماسة.
وتقدم الشركة خدمات لوجستية للمنظمات غير الربحية والهيئات الحكومية والشركات والأفراد، إذ تتواصل الشركة مع الحكومات والمنظمات غير الربحية لسد الفجوات عند ظهورها.
وبالتعاون مع هذه الكيانات الحكومية والمنظمات، فإن الشركة تقوم على إنقاذ المدنيين وتوفير المعدات الحيوية في المناطق المتأثرة بشكل مباشر بالحروب والكوارث الطبيعية.
وتقدم شركة GDC دعمًا حاسمًا لمثل هذه المنظمات حتى تتمكن من وضع هذه الموارد موضع التنفيذ دون الحاجة إلى إنشاء البنية التحتية من الصفر.
وأعلنت شركة GDC الأمنية على موقعها الإلكتروني عن دعمها الكامل للاحتلال الإسرائيلي في حرب الإبادة على قطاع غزة.
وتبنت الشركة الأمنية رواية "إسرائيل" حيث كتبت: "في 7 أكتوبر 2023، شهدت إسرائيل هجومها الأكثر دموية منذ عقود، عندما تسلل عناصر حماس إلى إسرائيل عن طريق البر والجو والبحر".
ويعتبر مردخاي (موتي) كاهانا هو المؤسس والرئيس التنفيذي للشركة الأمنية وهو من مواليد 28 فبراير 1968، في مدينة القدس المحتلة وهو رجل أعمال إسرائيلي أمريكي، هو الأكثر شهرة لعمله مع اللاجئين خلال الحرب الأهلية السورية.
وتضم الشركة ديفيد تسور، رئيس المخابرات الإسرائيلية السابق، والشخص الثاني في مديرية المخابرات العسكرية، حيث خدم تحت قيادة موشيه يعلون، ومن 1995 إلى 1998، كان قائد الإرتباط في وحدة القوات الأجنبية.
خطة الجنرالات
كشفت هيئة البثّ الإسرائيلية، عن مقترح إسرائيلي جديد حول مستقبل قطاع غزة، يحمل اسم "خطة الجنرالات" أو "الجزيرة".
وأفادت الهيئة بأنّ ضباطًا إسرائيليين اقترحوا الخطة، بينما يبحث المستويان السياسي والعسكري الإسرائيلي الآن إمكانية تبنّي الخطة جزئيًا.
وتقضي الخطة بتحويل شمالي قطاع غزة إلى منطقة عسكرية مغلقة، تحت ذريعة أنّ عزل جزء من شمال القطاع وإخضاعه لسيطرة عسكرية دائمة، كفيل بهزيمة حركة المقاومة الإسلامية "حماس".
كما تقضي الخطة بالسيطرة على منطقة تُشكّل قرابة ثلث مساحة القطاع، إضافة إلى العمل على القضاء على المقاومين الذين تبقّوا في المنطقة، حيث يُقدّر الاحتلال عددهم بنحو خمسة آلاف مسلح.
ونقلت وكالة رويترز عن الجنرال الإسرائيلي المتقاعد جيورا إيلاند قوله إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يستغل فرصة قتل السنوار لإنهاء الحرب.
وكان إيلاند، الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، هو المؤلف الرئيسي للمقترح الذي نوقش كثيرا والذي أطلق عليه "خطة الجنرالات"، والذي قد يؤدي إلى إخلاء شمال غزة من المدنيين بسرعة قبل تجويع مقاتلي حماس الباقين على قيد الحياة من خلال قطع إمدادات المياه والغذاء عنهم.
وأثارت التحركات الإسرائيلية هذا الشهر اتهامات فلسطينية بأن الجيش تبنى خطة إيلاند التي تصورها كإجراء قصير الأمد لمواجهة حماس في الشمال، لكن الفلسطينيين يرون أنها تستهدف تطهير المنطقة بشكل دائم لإنشاء منطقة عازلة للجيش بعد الحرب.
ويعتقد إيلاند نفسه أن الاستراتيجية المتبعة لا تمثل خطته ولا احتلالا تقليديا، وقال إيلاند لرويترز: لا أعرف بالضبط ما يحدث في جباليا «شمال غزة».. لكنني أعتقد أن القوات الإسرائيلية تفعل شيئا يقع بين البديلين، الهجوم العسكري العادي وخطتي.
"الساعة الذهبية" تحدد مستقبل غزة
وتحدثت بعض دوائر الفكر الغربية عن مستقبل قطاع غزة بعد الحرب، حيث ذكرت مؤسسة راند الأمريكية، أن الحديث عن خطة "اليوم التالي" لم يصبح أولوية مقارنةً بأهمية الحديث عن ترتيبات اليوم الذي يسبق "اليوم التالي"، أو "اليوم الذي يقع بين اليومين" (The Day in between)، أو ما يُسمى بـ "الساعة الذهبية" (The Golden Hour)، وهي الساعة المتوقع أن تبدأ مع تراجع كثافة العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، والتي أطلق عليها الجيش الإسرائيلي "المرحلة الثالثة" من الحرب. وتلك "الساعة الذهبية"؛ إما أن تؤدي إلى سيناريو "الفوضى"، أو تمهد لشكل "اليوم التالي".
ويشير مصطلح الساعة الذهبية، وفق الكتاب الصادر عن "قسم أبحاث الجيش في مؤسسة راند"، في فبراير 2020، إلى المرحلة المبكرة من عملية الاستقرار بعد الصراع، بما يشمل الإجراءات التنظيمية والقدرات اللازمة لاغتنام هذه الساعة، ووضع الدولة المُتضررة من الصراع على مسار السلام المُستدام.
ولا يوجد إطار زمني محدد لهذه "الساعة الذهبية"، ولكن تُعد الأسابيع والأشهر الأولى هي الأكثر أهمية، وتصبح "الساعة" أقل "ذهبية" في المراحل اللاحقة؛ لتدخل دولة الصراع إما في مرحلة الاستقرار أو الفوضى.
وبتطبيق هذا المصطلح على حرب غزة الحالية، فستتمثل "الساعة الذهبية" في الأسابيع والأشهر التي ستلي مباشرةً انتهاء العمليات العسكرية الإسرائيلية الكثيفة في القطاع، وستسبق الإعلان الرسمي عن انتهاء الحرب، وبدء مرحلة إعادة الإعمار. وعمليًا، ستكون هذه الفترة ضمن ما أطلق عليه الجيش الإسرائيلي المرحلة الثالثة للحرب، والتي يدّعي أنه على وشك الانتقال إليها، وهي مرحلة قد تمتد طويلًا.
ويرتبط مستقبل "اليوم التالي" في غزة، بالأساس، بالكيفية التي ستتعامل بها إسرائيل مع "الساعة الذهبية" القادمة في القطاع، وهنا تظهر عدة خيارات قد تحكم مستقبل "اليوم التالي"، وهي: إدراج غزة ضمن نطاق حكم السلطة الفلسطينية بعد تجديدها، أو تشكيل سلطة حكم محلي من داخل عزة بدعم إقليمي ودولي، أو إعادة احتلال إسرائيل لغزة عسكريًا، أو إعادة سيطرة حماس على غزة، أو دخول القطاع في حالة من الفوضى.
ووفق المعطيات الراهنة؛ فإن "اليوم التالي" في غزة يبدو بعيد المنال حاليًا، فمن المفترض أن يأتي هذا اليوم بعد إيقاف الحرب، وهو ما ربطه نتنياهو بانتصار إسرائيلي حاسم، يُنهي وجود حماس وسلاحها في القطاع؛ وهو ما يراه الكثير من المراقبين الإسرائيليين هدفًا غير واقعي.
وعلى الرغم من ضبابية المشهد حول مستقبل غزة؛ فإن التحركات التي ستتخذها إسرائيل خلال ما أطلقت عليه المرحلة الثالثة من الحرب (الساعة الذهبية في غزة)، هي التي قد تحدد مستقبل القطاع في يومه التالي؛ وهو مستقبل للأسف تسيطر عليه الفوضى، وفقًا للتقديرات، خاصةً إذا استمرت معطيات اللحظة الراهنة، وتمسك نتنياهو برؤيته الحالية.
الاقتصاد الإسرائيلي تعرض لضربة قوية
يقول السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، أن إسرائيل تعرضت لخسائر سياسية واقتصادية فادحة رغم الدمار والتخريب والإبادة الجماعية التي ترتكبها في قطاع غزة ولبنان، مشيرا إلى أن الاقتصاد الإسرائيلي تعرض لضربة قوية، لا سيما وأن القطاع الخاص والسياحة والاستثمارات الأجنبية والمشروعات الصغيرة والمتوسطة تلعب دورا كبيرا في الاقتصاد الإسرائيلي، وكل هذه القطاعات والأنشطة أصبحت شبه متوقفه الأن، بالإضافة إلى الخسائر البشرية الكبيرة.
وأضاف السفير رخا أحمد حسن، أن نتنياهو لم يستطيع حتى الأن تحقيق أي هدف من أهداف الحرب التي أعلن عنها مرارا وتكرارا، فهو لم يستطيع حتى الأن إعادة المستوطنين في الشمال، ولن يستطيع حتى لو تراجع حزب الله إلى شمال نهر الليطاني، مشيرا إلى أن وضع حزب الله يختلف عن وضع المقاومة في غزة، لافتا إلى أن المقاومة في غزة محاصرة تماما، أما حزب الله فكل الطرق البرية والبحرية والجوية مفتوحة أمامه، وبالتالي من السهل إمداده بالسلاح، كما أن نتنياهو فشل حتى الأن في القضاء على المقاومة وإعادة الرهائن والمختطفين الإسرائيليين، مؤكدا على أن نتنياهو يستخدم في خطاباته مصطلحات لا معنى لها تنم عن حجم المآزق الذي يشعر به، مشيرا إلى أن العالم وجميع المؤسسات الدولية المعنية بحقوق الإنسان تستنكر ما تقوم به إسرائيل، موضحا أن نتنياهو يراهن على الاستمرار في الحرب إلى ما بعد الانتخابات الأمريكية، ويحاول أن يحافظ على شعرة معاوية مع الرئيس الأمريكي القادم، متوقعا أن يستمر نتنياهو في الحرب حتى شهر فبراير القادم، وهو موعد تسليم السلطة في الولايات المتحدة.
وأكد مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن تصريحات نتنياهو عن التطبيع مع الدول العربية تؤكد أنه منفصل عن الواقع، مشيرا إلى أن نتنياهو يتجاهل تماما حالة العداء والكراهية الشديدة التي خلقها ضد إسرائيل في العالم العربي، بسبب الإبادة الجماعية ضد سكان غزة وتجويع الشعب الشعب الفلسطيني، لافتا إلى أن نتنياهو يتجاهل حقيقة مهمة جدا وهي أنه طبع مع الحكومات وليس مع الشعوب، وأن الشعوب العربية أصبحت لا تقبل بوجود إسرائيل في المنطقة، موضوحا أن المملكة العربية السعودية من أوائل الدول التي ترفض التطبيع مع إسرائيل قبل إقامة الدولة الفلسطينية، مستبعد سيناريو خصخصة الحكم العسكري في قطاع غزة، مؤكدا أنه لا يمكن تصور وجود حل في غزة دون وجود دور لحماس والمقاومة سواء مباشر أو غير مباشر، وبالتالي الحديث عن خصخصة الحكم العسكري من جانب الإسرائيليين تصور مبالغ فيه وغير واقعي، مشيرا إلى أن الأمريكيين والإسرائيليين اقترحوا قبل ذلك أن تتولى العوائل والعشائر إدارة القطاع ولكن هذا المقترح تم رفضه، مؤكدا على أن نتنياهو يتخبط، لذلك وزير دفاع يلومه لعدم وجود خطة لما بعد الحرب، موضحا أن إسرائيل قدمت أكثر من خطة لإدارة قطاع غزة بعد الحرب، أخرها خطة الجنرالات، لافتا إلى أن المقاومة ترفض كل هذه الخطط، لذلك يتوقع أن تستمر المقاومة.
وتابع السفير السابق، أن الخلافات بين فتح وحماس ما زالت قائمة، مشيرا إلى أن هناك منصات تابعة لحركة فتح تهاجم حماس والمقاومة وتتهمها بالمسئولية عن ما يحدث وكأنها منصات إسرائيلية، أما السلطة الفلسطينية فأصبحت بلا حيلة، ولا تستطيع إلا أن تناشد وتطالب، موضحا أن إسرائيل خلال السنوات الخمس الأخيرة أضعفت منظمة التحرير الفلسطينية، وهي تقوم بالقتل والتدمير وهدم البيوت والبنية التحتية والاعتقالات في المناطق الخاضعة للسلطة الفلسطينية، مشيرا إلى أن الأضرار التي لحقت بإسرائيل سوف تظهر بعد وقف القتال، لكن إسرائيل ستبقى مشروع أمريكي غربي، مؤكدا على أن إسرائيل خسرت التعاطف الدولى معها بعد أن كان ينظر لها العالم قبل الحرب أنها دولة ضعيفة وسط مجتمع عربي معادي لها، وهذه الصورة لم تعد موجودة الأن، مشيرا إلى أن مصير حكومة نتنياهو يحدده الكنيست وليس الشارع، والكنيست يدعم نتنياهو، بالإضافة إلى أن 62% من الإسرائيليين يؤيدون الإستمرار في الحرب وهذا رقم لا يستهان به، لافتا إلى أن إسرائيل تعرضت لأكبر ضربة وهي كسر حاجز الأمان عند الإسرائيليين، وهذا أدى إلى موجة من الهجرة العكسية، منوها أن الحكومة الإسرائيلية تعقد اجتماعاتها تحت الأرض وفي أماكن لا تعلن عنها، مستبعدا أن تقوم إيران بالرد على إسرائيل، لأن إيران لا تريد الدخول في حرب مباشرة مع إسرائيل، ولكنها سوف تقوم بتزويد وكلائها في المنطقة وعلى رأسهم حزب الله بالسلاح.
تطبيق خطة السلام العربية بالهرم المقلوب
ويقول الدكتور أيمن الرقب، المحلل السياسي الفلسطيني، أن نتنياهو لا يريد إبرام إتفاق قبل الإنتخابات الأمريكية، ويريد تطبيق خطة السلام العربية بالهرم المقلوب من خلال التطبيع مع العرب قبل إقامة دولة فلسطينية، مشيرا إلى أنه من خلال حديثه عن العرب وإيران يريد أن يطمئن المجتمع الإسرائيلي بعد الهزات التي تلقاها، كما يريد توصيل رسالة لإيران.
وأضاف الرقب، أن نتنياهو يزعم أنه يحارب نيابة عن الولايات المتحدة الأمريكية والغرب وعن الحضارة الغربية وأنه يحارب الهمجية والبربرية في الشرق الأوسط، وبالتالي هو يعتقد أنه إذا سقطت إسرائيل سقط العالم، وهذا يمثل ابتزاز للعالم من أجل الحصول على المزيد من الدعم، لا سيما وأن الكثير من المواقف بدأت تتغير تجاه إسرائيل في الكثير من العواصم الأوروبية، وعلى رأسها فرنسا وأسبانيا وغيرها من الدول الأوروبية، وهذا يزعج نتنياهو، لذلك هو يزعم أن انهيار دولة الاحتلال هو انهيار لكل الحضارة الغربية وانتصار للهمجية والبربرية كما أسماها، وهو يعتقد أنه بهذه الحرب سوف يقضى على كل أعداءه وسوف يؤسس لشرق أوسط جديد ينعم بالتطور الحضاري والرفاهية الاقتصادية، وتجاهل الخرائط التي وضعها في سبتمبر 2023 و2024، والتي تكشف عن خطته للتوسع في المنطقة، وهو يعتبر غزة نقطة الإنطلاق لبناء شرق أوسط جديد، ويريد أن يغير نمطية الحكم في لبنان وإنهاء قوة حزب الله، موشحا أن نتنياهو يقترح الأن جلب شركات أمنية أمريكية لإدارة القطاع وتوزيع المواد الغذائية، وبالتالي هو يريد إعادة تشكيل قطاع غزة بعد أن عجز عن جلب قوات عربية، مشيرا إلى أن المقاومة أعلنت أن أي قوة ستأتي دون التنسيق معها ستتعامل معها على أنها قوة معادية، لافتا إلى أن السيناريو الأفضل للعالم هو أن تتولى السلطة الفلسطينية إدارة قطاع غزة بالترتيب مع الفصائل الفلسطينية، ثم تجرى انتخابات ديمقراطية في كل الأراضي الفلسطينية، لاختيار ممثلين للشعب الفلسطيني في البرلمان والرئاسة، وأن تتكفل السلطة ومعها بعض الدول العربية بإعادة بسط الأمن والسيادة بشكل متدرج، ووجود قوات دولية تفصل بين المناطق الفلسطينية والاحتلال، وفتح مسارات سياسية تفضي لإقامة دولة فلسطينية، دون ذلك يعتبر تسكين للصراع، مشيرا إلى أن الكراهية التي صنعت خلال عام من الحرب فاقت كل الصراعات السابقة، وأنه على الإسرائيليين أن يدركوا أنه حان الوقت أن يكون للفلسطينيين دولتهم، دون ذلك سيكون عبث بكل معنى الكلمة.