دوللي شاهين: الفنانون يروجون شائعات الزواج والطلاق والسرقة بأنفسهم عشان التريند
التقت «النبأ» الفنانة دوللي شاهين في أجواء احتفالية مميزة بمناسبة إطلاق أغنيتها المصورة الجديدة «أنا الحاجة الحلوة» في حوار جمع بين الإبداع والجرأة.
وكشفت دوللي شاهين، خلال حوارها لـ«النبأ»، عن الكثير من المفاجآت حول مفهومها عن الفن كوسيلة للترفيه، معبرة عن اعتقادها بأن الفن لم يحقق تأثيرًا فعليًا على قضايا هامة مثل غزة ولبنان، وكذلك طريقة تعاملها مع الشائعات التي تلاحقها.. وإلى نص الحوار.
في البداية حدثينا عن كواليس تصوير كليب أغنية «أنا الحاجة الحلوة».. وكم عدد أغاني الألبوم الجديد؟
الحمد لله، لم نواجه أي مشاكل إنتاجية أو غيرها خلال التصوير، وكانت هناك العديد من المواقف الطريفة، وهذا ما ستشاهدونه عند متابعتكم لكواليس الأغنية، يوم التصوير كان رهيب.
أما بالنسبة للألبوم، فهو يحتوي على 8 أغان تقريبا، لم أحدد بعد بشكل نهائي، لأنني أنفذ الأغنية وأقوم بتصويرها ثم أنشرها، ولا أعمل على مبدأ إنهاء الألبوم كاملًا ثم طرحه، كانت البداية مع أغنية «نينا هو، ويتبقى لدي أغنيتان أو ثلاث.
ما أقرب أغنية إلى قلبك؟
كلما قمت بعمل أغنية جديدة، أشعر أنني أحبها أكثر من الأغاني التي سبقتها، كل أغنية جديدة تجعلني أقول إنها الأغنية التي أحبها أكثر، وعند عمل أغنية جديدة، أقول نفس الشيء، والحمد لله، هذا يزيد من شغفي وحبي للأغاني.
ما سبب اختيار النجوم طرح أغانيهم سنجل بدلًا من الألبوم الكامل؟
القرصنة موتت الدنيا في مرحلة من المراحل، والآن مع وسائل التواصل الاجتماعي، بمجرد أن تنشر الأغنية، تصبح متاحة في كل مكان، سواء كانت ضمن ألبوم أو لا؛ لذا من الأفضل أن تنشرها بنفسك بدلًا من أن ينشرها شخص آخر لك.
لذلك، أطرح الأغاني بشكل متتابع من ألبومي «كوين»، حيث أختار لكل أغنية موسمًا خاصًا بها وأقوم بنشرها فيه.
تعرضتي للانتقاد بسبب قولك “الفن والأغاني لا يقدمان شيئًا للبنان أو غزة”.. فما ردك على من ينتقدك بسبب هذا التصريح؟
عندما كان هناك فنانون مثل عبد الحليم حافظ وصباح، كان الفن يحمل رسالة واضحة وهادفة تشجع الناس، أما الآن، فقد أصبح الفن مخصصًا للتسلية والترفيه، أي شخص ينتقد هذا الكلام عليه أن يُظهر لنا ماذا يفعل الفنانون حاليًا، بمعنى «أنت بتقول لي مين الفنان اللي يساعد مثلما يحدث في أمريكا، حيث يتبرع الفنانون بمليون أو اثنين مليون دولار للمساعدة في الأزمات، وريني هنا بيعملوا إيه»، إذا كنت ستقول إنك ستقيم حفلة وريعها سيذهب إلى لبنان أو غزة، فكم ستحصل في حفلة كبيرة لتقول إنك تتبرع؟ عندما تتبرع بمليون أو اثنين مليون دولار، سأحترمك وسأقول إن الفن يساعد في وقت الأزمات، لكن هل من بين الفنانين، مع احترامي لهم، من تبرع بمليون دولار للأزمة في غزة أو لبنان؟ أو أي رقم محترم حقًا يبني أو يعمر أو يساعد؟ ليس مجرد «أنا رايح حفلة وأي كلام».
الفن مثل أي مهنة أخرى لا يقدم أي مساعدة، الفنان هو مثل الصحفي أو الطبيب أو المحاسب أو المهندس، هو فنان يقوم بدوره كفنان، وليس مصلحًا اجتماعيًا أو معلم أجيال شغله كفنان هو تقديم الفن فقط، لا غير.
ما رأيك في ظهور العديد من النجوم على «تيك توك» والظهور في اللايفات؟
لا، لا أعرف، أنا أحترم كل فنان وأقدّر فكرة أن معظم الفنانين حاليًا لا يجدون فرص عمل، لذلك من الضروري أن يتجهوا إلى وسائل التواصل الاجتماعي.
لذلك، يقومون بفتح حسابات على تيك توك وعمل اللايفات، لأن هذا يجلب دخلًا بالتأكيد، وهذا أمر محترم جدًا، في النهاية، أصبحت الفرص محدودة ومحصورة على عدد معين من الأشخاص الذين يعملون، بينما الآخرون يبقون في بيوتهم.
لا يمكنك أن تحدد ما هو الصواب وما هو الخطأ، فهذه المفاهيم نسبية، ما تراه خطأ قد يراه الآخرون عاديًا، ومن الممكن أن يعتبره آخرون صحيحًا؛ لذا، لا يمكننا الحكم على الناس أو ظروفهم أو تفاصيل حياتهم.
لكن ما يمكنني قوله هو أن الوضع الحالي أصبح ضيقًا جدًا، ولم يعد هناك منفذ سوى اللايفات.
حدثينا عن أكثر شائعة أغضبتك؟
بصراحة، الشائعات لا تفرق معي ولا أنظر إليها، أنا مع النقد البناء قلبًا وقالبًا، إذا كتب أحدهم نقدًا في أي أغنية أو عمل قمت به، فأنا أرحب بذلك، ولكن بشرط أن يكون النقد فنيًا صحيحًا، وليس نقدًا سطحيًا.
مثلًا، عندما قال أحد الصحفيين: «هذه أغنية دراما، لماذا لم تلبسي الأسود؟» في تعليقه على ملابس كليب «أنا الحاجة الحلوة»، فإن هذا ليس نقدًا فنيًا، بل يضحكني، أستغرب كيف يمكن لأحد أن يفكر بهذه الطريقة.
منذ أن دخلت الوسط الفني، وبعد تجربتي مع شائعتين أو ثلاثة، قررت ألا أسمع أو أرد أو أتعامل مع مثل هذه الأمور، لأنها إذا فكرت فيها، ستؤذيك نفسيًا.
صدقني، عندما يوجه لك النقد على شخصك أو على ملابسك أو تصرفاتك، فإنه يؤذيك، أما إذا كان النقد يتعلق بفنك، فأنا بالتأكيد أرحب به وأقبل جميع الآراء، بالعكس، أنا مستمعة جيدة جدًا، إذا جاء أحدهم الآن وشرح «أنا الحاجة الحلوة" من وجهة نظر فنية، سأخذ كلامه بعين الاعتبار وسأفكر فيه جيدًا، وإذا وجدت شيئًا اقتنعت به، سأعمل على تحسينه، أما الشائعات العادية، فلا تفرق معي.
هل أنت مع فكرة أن يطلق النجم تصريحات مثيرة للجدل فقط من أجل أن يصبح «تريند» على السوشيال ميديا؟
للأسف، أصبح معظم الفنانين يعتمدون على إثارة الجدل من خلال حياتهم الشخصية والإشاعات التي يطلقونها عن أنفسهم ليظلوا ترندًا طوال الوقت، حاليًا، معظم الفنانين يركزون على هذا النمط، مثل الترويج لأخبار مثل «طلق مراته، وتزوج، حصلت مشكلات، أو سرقني»، ويستمرون في إصدار شائعات حول أنفسهم لجذب الانتباه.
لكنني لا ألقي اللوم عليهم وحدهم، فأنتم كصحافة أيضًا تساعدونهم من خلال نشر هذه الأقاويل والإشاعات، مما يسهل عليهم أن يصبحوا ترند؛ لذلك، أرى أن اللوم يجب أن يتوزع على جميع الأطراف، وليس فقط على الفنان.
شخصيًا، لا أحب هذه الأمور، وعمري الحمد لله لم أحقق ترندًا له علاقة بحياتي أو بالإشاعات، على الرغم من ذلك، إذا كنت فنانًا وأطلقت إشاعة ورأيت أن الناس تتداولها وتثير ضجة، فمن الطبيعي أن أفكر في تكرار هذه الخطوة، لماذا؟ لأنني أكون متصدرًا للترند، والناس تتحدث عني، سواء كان الحديث إيجابيًا أو سلبيًا، فالمهم هو أنهم يتحدثون.
في رأيك هل من الأفضل للفنان أن يبتعد عن السياسة أم أن له الحق في التعبير عن آرائه السياسية؟
لا، أنا لست مع فكرة أن يكون للفنان رأي في السياسة، لأن السياسة معقدة جدًا والسياسيون أشخاص محنكون للغاية، وعملهم يتجاوز بكثير أي تحليل قد يقدمه أي فنان مهما كانت ثقافته السياسية، حتى وإن كانت ثقافة الفنان السياسية عميقة، فهو لا يعيش مع السياسيين ولا يعرف أبعاد الأمور وتفاصيلها أو المخططات الداخلية لهم.
عندما ينحاز الفنان إلى جهة معينة ضد أخرى، قد يؤثر ذلك على مصداقيته، في لبنان، مثلًا، لدينا العديد من الأحزاب، وقد أكون مع حزب ضد آخر، وهذا شيء مفهوم، لكن عندما أتحدث عن قضية أخرى أو عن شخص آخر، فأنا لا أعرف أبعاده وخفاياه ومصالحه التي قد لا أراها، نحن جميعًا نعيش في بيت واحد، وكل شخص لديه أمور لا يشاركها مع الآخر، لذلك، أشعر أن الفنان قد يخسر جمهوره بسبب آرائه السياسية، خاصة إذا كان ينحاز إلى طرف معين ويحبذ أشخاصًا ضد آخرين، لذا، لا أحبذ هذا الموضوع إطلاقًا.
هل هناك عمل فني معين تشعرين أنه يمثل قضية تهمك وتتمني تقديمه؟
بصراحة، أغلب الأعمال الفنية حاليا لا تناقش قضايا مهمة، أصبحت تركز أكثر على الترفيه فقط، وغالبًا بتكون عن قصة واحد كان فقير وبقى غني وإزاي هينتقم من كل الناس اللي حواليه، لم يعد هناك مناقشات لقضايا ذات أهمية في المجتمع، سواء سياسية أو اجتماعية، وهذا أمر مؤسف.
ما طموحاتك الفنية المستقبلية وهل هناك حلم أو مشروع فني كبير تتطلعين لتحقيقه خلال السنوات القادمة؟
طموحاتي كثيرة جدًا ولا يمكنني حصرها في رد واحد، وأتمنى أن يمنحني الله الصحة والقوة والعزم لتحقيق كل ما أتمناه لنفسي.
وبالتأكيد، لا يوجد مشروع أهم من تقديم الفوازير، أتمنى أن أتمكن من إكمال الفوازير التي كنت أعمل عليها قبل عدة سنوات بالنسبة لأي فنانة أو ممثلة تغني أو مطربة تمثل، فإن تقديم شيء استعراضي مثل الفوازير سيكون حلمها الأول، وهذا هو ما أطمح لتحقيقه.
لماذا لم تقومي بعمل فيلم جديد بقوة فيلم «المش مهندس حسن» و«نمس بوند»؟
بصراحة، لم أصل بعد إلى مرحلة أن أكون قادرة على عمل فيلم، يعني يتم الطلب مني من قبل نجم أو منتج.
لكن لم أعمل أفلاما مثلهم، لماذا؟ لأن السيناريوهات التي تعرض علي ليست بنفس القوة، لا أدري، ربما لا يعرفون كيف يكتبون بنفس الحلاوة هذه الأفلام "المش مهندس حسن" و"نمس بوند" مكتوبة بشكل رائع، لست متأكدة إذا كان هناك عجز في هذا الجانب.
أغنيتك مع محمد رجب حاليًا تريند على «تيك توك».. فما تعليقك؟
أنا أعرف أن الأغنية جميلة وناجحة، وأعوذ بالله من كلمة «أنا»، منذ أن بدأنا في عمل الأغنية، كنت أشعر أنها ستكون مميزة، لأن الألفاظ مثل «أنا بعشق أمك وبلدي» لم تكن مستخدمة من قبل، كنت أعتقد أن الأغنية هتعيش زي أغنية «أنا زي أي بنت» ما زالت تريند وتُسمع، وهناك أغاني تكون واضحة أنها ستترك أثرًا في نفوس الناس.
ما رأيك في إعطاء حق صوت الفنان للذكاء الاصطناعي؟
حسب الموقف، يعتمد الأمر على كيفية استخدامه، لكن ما دام أنني موجودة، لماذا سنستخدم الذكاء الاصطناعي؟ يعني ما هي الفكرة؟ أنا مع فكرة أنه يمكن لمن لديه حقوق، مثل حقوق الفنانة وردة، أن يصنعوا أغاني جديدة بصوتها وبالنسبة لعبد الحليم وغيره من الفنانين هو أمر جميل بالطبع، لكن المشكلة تكمن في كيفية استغلال الصوت، ربنا يستر.
كثيرون ينتقدون الفنانين الذين يتجهون إلى مجالات متعددة، مثل تامر حسني الذي يكتب وينتج ويمثل ويغني.. لاحظنا أنك تتجهين في نفس الطريق؛ كيف ترين هذا الأمر؟
بص، إذا كان الفنان مثقفًا ويعرف ما يفعله، فلا مانع من إظهار كل مواهبه، أنا فنانة ولدي الثقافة التي تمكنني من الإخراج، لكنني لم أخرج كل أعمالي، فقد عملت في تجربتين فقط.
أنا أكتب وأعمل مع آخرين، وأنتج أيضًا، ولكن الإنتاج بدأ معي منذ البداية، ومع ذلك، أحتاج إلى منتج فني محترم ليدير العمل.
الفنان المثقف والموهوب هو الذي يعرف كيف يقدم أعماله بشكل جيد، تنوع المواهب لا يقلل من قيمتي كفنان، بل يزيد منها، لدينا مشكلة كبيرة مع الجهل، الذي يخنق كل شيء جميل في العالم، في أمريكا، الفنان ينتج ويخرج ويغني، ويُعتبر عظيمًا لأنه ينجح في كل تلك المجالات، أما لدينا، فإن أي شخص يبرز موهبة يتعرض للانتقاد، إذا كان الفنان يعرف كيف ينجح، يجب علينا أن نشجعه ونقول له «برافو»، كما يفعل الناس في أمريكا ويصفونهم بالعظماء.