حسين فهمي لـ النبأ: مهرجان القاهرة السينمائي يولد من جديد.. ووضعنا المالى جيد جدا
حسين فهمى رئيس مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى حوار لـ«النبأ»:
مهرجان القاهرة يولد من جديد.. ووضعنا المالى جيد جدا
الميزانية مستقرة وندعم الصناعة المحلية من خلال رعاة مصريين
متضامنون مع الشعب الفلسطينى واللبنانى.. ومن حقنا أن نبرز قضايانا للعالم من خلال المهرجان
نقدم فرصة استثنائية للعالم لمشاهدة تراثنا السينمائى المرمم والمترجم
المهرجان يتمدد من وسط القاهرة إلى المدن الجديدة وأدعو الجمهور للتواجد والاستمتاع بفعاليات المهرجان
شيماء محيي
ترأس النجم حسين فهمي مهرجان القاهرة السينمائي الدولي لأربع دورات متتالية من عام 1998 وحتى 2001، ثم عاد لتوليه مرة أخرى في العام 2022.
والتقت «النبأ» النجم حسين فهمي، في حوار يكشف خلاله أبرز تفاصيل الدورة الـ45 التي تنطلق من الفترة 13 حتى 22 نوفمبر الجاري.
هذا العام كانت الدورة صعبة بعد تأجيل الدورة السابقة.. ما أهم التحديات التي واجهتكم هذا العام؟ وكيف تجاوزتموها؟
بالفعل، هذا العام كان مليئًا بالتحديات، خصوصًا بعد الظروف التي مرت بالمنطقة العام الماضي والتي فرضت علينا التأجيل.
لم يكن بالإمكان إقامة المهرجان في ظل المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، حيث يُدمر الوطن ويتعرض الآلاف من الأطفال والنساء وكبار السن للقتل.
تسبب التأجيل في تعقيدات لوجستية كبيرة بسبب الخطوات التي كانت قد تمت بالفعل لدعوة ضيوف المهرجان، مثل حجز تذاكر الطيران والفنادق، تحتم علينا إعادة ترتيب كل هذه الأمور في فترة زمنية وجيزة، والاعتذار للجان التحكيم والتواصل مع الاتحاد الدولي لجمعيات منتجي الأفلام لشرح الموقف ولم يكن من الممكن إعادة جدولة موعد المهرجان لأن المهرجانات الدولية لا بد أن تقام في مواعيد محددة.
مع انعقاد الدورة هذا العام كان علينا أن نبدأ من جديد، ونشكل لجان تحكيم جديدة، ونختار أفلامًا جديدة، نظرًا لأن بعض الأفلام التي اخترناها قد عُرضت في مهرجانات أخرى، كما تغيرت ظروف الكثير من أعضاء لجان التحكيم. عملنا بجد لاستعادة ثقة الجميع في المهرجان ونجحنا في إقناع المهرجانات الدولية الأخرى بتفهم الموقف، ونسعى لإقامة دورة جيدة جدًا هذا العام.
إلى أي مدى مثلت الميزانية والظروف المالية والاقتصادية تحديًا؟
الظروف المالية الصعبة تحد يواجه جميع المهرجانات في العالم، عندما أسافر وأتحدث مع الزملاء ورؤساء المهرجانات في الخارج، أجد أنهم يواجهون نفس العقبات، مع ذلك، لدينا وضع استثنائي لأننا نعمل بنظام مزدوج يجمع بين القطاعين العام والخاص، حيث لدينا الرعاة والدعم الحكومي.
نجحنا هذا العام في استعادة ثقة الرعاة، ومن الجهة الأخرى فإن الدولة تدعم مبادراتنا وتوفر لنا التسهيلات والإمكانيات اللازمة.
يمكنني القول إن وضعنا المالي جيد جدًا هذا العام، فالميزانية مستقرة وتتيح لنا العمل بفاعلية، لدينا عدد كبير من الرعاة وغالبية الشركات المتعاونة معنا هذا العام هي شركات مصرية، مما يعكس دعم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي للصناعة المحلية، لدينا على سبيل المثال من الرعاة شركة «فريش»، وهي شركة مصرية بالكامل، بالإضافة إلى «سبيروسباتس» التي عادت بقوة، بالإضافة إلى بنك مصر، الذي أسس أستوديو مصر، وهو يعد شريكًا مهمًا لنا نظرًا لدوره التاريخي في السينما المصرية.
علاوة على ذلك، لدينا شراكات مع شركة مصر للطيران وهيئة تنشيط السياحة، كما يقام المهرجان في فندق سوفيتيل، بفضل هذه الشراكات المتميزة استطعنا أن نضمن إطلاق الدورة الجديدة من المهرجان بشكل لائق.
وتجدر الإشارة إلى أننا أصررنا على مقاطعة أي شركة أو جهة موجودة على قائمة المقاطعة لأننا مؤمنون بقضية الشعب الفلسطيني وهو موقفنا الثابت الذي يتجاوز أي تحديات.
بالنسبة لدعم الشعب الفلسطيني والشعب اللبناني، كيف يظهر ذلك هذا العام من خلال فعاليات وبرامج المهرجان؟
هناك الكثير من الفعاليات لدعم الشعب الفلسطيني واللبناني في دورة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي هذا العام.
إبادة الشعب الفلسطيني أمر غير مقبول ولا يمكن التسليم به تحت أي ظرف، وهو موقفنا نفسه من الاعتداء على الشعب اللبناني، حيث تُحاول القوى الاستعمارية الهيمنة على الدول العربية وبالتأكيد كل التضامن مع الشعب اللبناني.
قرار تأجيل الدورة الماضية من المهرجان كان دعمًا للقضية الفلسطينية، وكذلك قرار استئناف المهرجان الذي قررنا أن نبرز من خلاله صوت القضية الفلسطينية.
خلال زياراتي للمهرجانات الدولية على مدار الأعوام الثلاثة الأخيرة لاحظت أن العديد منها مثل برلين وفينيسيا يتناول القضايا السياسية، ويركز على الحرب في أوكرانيا التي يتضامنون معها، وأعتقد أنه يحق لنا في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي أن نتحدث عن قضايانا، وعلى رأسها قضية الشعب الفلسطيني والشعب اللبناني. لم أكن لأقرر إقامة المهرجان هذا العام لولا أنني وجدت أنه من حقنا أن نطرح قضيتنا أيضًا من خلال منصتنا الوطنية وأن نعلن من خلالها عن تضامننا وأن نجعلها فرصة لتسليط الضوء على معاناة الشعبين الفلسطيني واللبناني، وتعبيرا عن تضامننا معهم.
هناك فريق عمل جديد يقود المهرجان تحت رئاستك.. فكيف يبدو العمل مع فريق جديد في لحظة محملة بالتحديات الذاتية والموضوعية؟
هذه النقطة مهمة جدًا، ويجب التركيز عليها، مهرجان القاهرة هو أحد مهرجانات الفئة الأولى وينبغي أن يحافظ على مستوى يليق بوضعه الدولي، هذه هي النقطة الجوهرية التي ينبغي ألا نحيد عنها والتي يجب أن يجتمع عليها فريق إدارة المهرجان.
طوال السنوات الماضية كانت لدي رؤية واضحة تعكس طموحنا للمهرجان وأعمل جاهدًا على تنفيذها، أنا مؤمن أن التوافق بيني وبين فريق الإدارة حول هذه الرؤية أساسي دون وجود تناقض في وجهات النظر، وأرى أن التناغم بين أعضاء الفريق كان ملموسًا بشكل كبير هذا العام، مما ساهم في تعزيز جهودنا لضمان نجاح المهرجان.