رئيس التحرير
خالد مهران

مدينة الدواء المصرية وشركة روش تحتفلان بتصنيع دواء حيويا لعلاج السرطانات الصلبة

الدكتوررخالد عبدالغفار
الدكتوررخالد عبدالغفار

أعلنت مدينة الدواء المصرية "جيبتو فارما" والتي تعد واحدة من أكبر مدن تصنيع الدواء بالشرق الأوسط، اليوم الإثنين، إتمام المرحلة الأولى لنقل تكنولوجيا تصنيع الأدوية الحيوية والبيولوجية بالجودة العالمية وبتكنولوجيا سويسرية إلى مصانع مصرية وذلك بالشراكة مع شركة روش السويسرية، الرائدة في مجال المستحضرات الدوائية والحلول التشخيصية في مصر والتي تُعد الأولى عالميًا في مجال تصنيع الأدوية الحيوية. 

ويأتي هذا الإنجاز غير المسبوق الذي حققته مدينة الدواء المصرية "جيبتو فارما" ضمن رؤية مصر 2030 واستراتيجية الدولة المصرية لتوطين صناعة الدواء وتحويل مصر إلى مركز إقليمي لتصنيع الأدوية بالشرق الأوسط وتلبية لرغبة الدولة والقيادة السياسية في ضمان حق المواطن المصري في الحصول على دواء آمن وفعال مطابق لمواصفات الجودة العالمية والتصنيع الجيد، فضلا عن السعي لأن تصبح مصر مركزا إقليميا عالميا لصناعة الدواء بهدف الاستثمار ودعم اقتصاد الدولة، بالإضافة لمواكبة التكنولوجيا العالمية في صناعة الدواء.

حضر الاحتفال  الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء لشئون التنمية البشرية ووزير الصحة والسكان، واللواء طبيب بهاء الدين زيدان رئيس الهيئة المصرية للشراء الموحد والإمداد والتموين الطبي وإدارة التكنولوجيا الطبية، والدكتور علي الغمراوي، رئيس هيئة الدواء المصرية، والسفير الدكتور أندرياس باوم سفير سويسرا  في مصر والدكتور محمد سويلم، مدير عام شركة روش للأدوية في مصر، والدكتور عمرو ممدوح، مدير عام مدينة الدواء "جيبتو فارما".

وقال الدكتور خالد عبد الغفار، إن هذا الإنجاز يعد خطوة مهمة نحو تحقيق أهداف الدولة المصرية لتوطين الصناعات الدقيقة والمتميزة في مجال الدواء، مؤكدًا أهمية تسريع إتمام كافة مراحل الشراكة بين مدينة الدواء وشركة روش، لإنتاج هذا النوع من الأدوية محليا، معربًا عن تطلعه لتوسيع هذه الشراكة للبدء في التصدير لمختلف الدول، بعد تحقيق الاكتفاء الذاتي.
وأشار نائب رئيس مجلس الوزراء، إلى أهمية توطين صناعة الأدوية البيولوجية، بالتوازي مع توسيع المبادرات الرئاسية لعلاج أصحاب الأمراض المزمنة، وتقليل تكلفة استيراد الأدوية وتوفيرها للمرضى بأسعار مناسبة.

وأوضح الدكتور خالد عبد الغفار، أن سوق الدواء في مصر  يقدر بنحو 330 مليار جنيه سنويًا، مؤكدًا أهمية التعاون مع الشركات المهتمة بالبحوث والتطوير، مشيرًا إلى أن مصر تمتلك بنية تحتية قوية داعمة للابتكار، بالإضافة إلى مراكز بحثية وكليات صيدلية، تضم كوادر بحثية وأكاديمية متميزة.

من جانبه، أوضح الدكتور عمرو ممدوح أن جيبتو فارما تتقدم بخطوات ثابتة نحو تقديم ادوية بجودة عالية يستحقها المريض المصري ودعم توطين الدواء طبقًا لرؤية وتكليف القيادة السياسية وإننا حاليًا نتعاون مع 7 شركات عالمية لتوطين أدوية الأمراض المتخصصة بالإضافة إلى تصنيع الأدوية الأساسية للأمراض المزمنة الخاصة بجيبتو فارما من خلال منظومة البحث والتطوير وسوف يصل حجم انتاجنا من هذه الأدوية ما يقرب من 65 مليون عبوة في 2024. 

كما أكد أن الشراكة الاستراتيجية سوف تعزز من القدرات الفنية وبداية علاقة طويلة الأمد لتغطية عدد من الأمراض المستعصية ودعم رؤية مصر 2030 في تطوير المنظومة الصحية وصناعة الأدوية".

وتعليقًا على الاحتفال بنجاح مرحلة نقل التكنولوجيا ورفع كفاءة الأيدي العاملة المصرية لتصنيع العلاجات البيولوجية محليًا قال الدكتور محمد سويلم، المدير العام لشركة روش فارما في مصر: "سعت روش على مدى 40 عامًا في مصر إلى العمل الدؤوب مع الحكومة ووزارة الصحة والسكان وكل الكوادر الصحية لتطوير الحلول الطبية المتقدمة، وتسعى جاهدة لتحسين جودة الحياة في مصر وفي الوطن العربي. لذا نحن فخورون جدًا بتعاوننا في الفترة السابقة مع جيبتو فارما في نقل التكنولوجيا والمهارات الخاصة بتصنيع المستحضرات الحيوية ذات الصفات التقنية والهندسية الطبية المعقدة إلى خبراء الدواء المصريين في مدينة الدواء المصرية".


وصرح الدكتور أندرياس باوم سفير سويسرا في مصر قائلًا: "تعد فعالية اليوم أكثر من كونها احتفالا بإنجاز صناعي، فهي تبرز قوة الابتكار الناتج عن التعاون. وعندما يتعلق الأمر بالصناعات المرتبطة بالرعاية الصحية، يجب أن تصل الإنجازات العلمية إلي المرضي لكي تحدث فارقًا. وقد أظهرت شركة روش وشركائها المصريين التزامًا ملحوظًا بهذا الهدف من خلال مساهمتها في بناء نظام قوي ومرن للرعاية الصحية في مصر".


وفي كلمته، أوضح الدكتور على الغمرواي أن هيئة الدواء المصرية تولي اهتمامًا كبيرًا بتوطين الأدوية وكافة المستلزمات الطبية والمواد الخام المطلوبة لتنمية الصناعات الدوائية، مشيرًا إلى أن هذا الهدف يمثل أولوية لدعم الاقتصاد المصري وتعزيز قدرتنا في مجال الرعاية الصحية.

وأعرب اللواء طبيب بهاء الدين زيدان،  رئيس الهيئة المصرية للشراء الموحد والإمداد والتموين الطبي وإدارة التكنولوجيا الطبية، عن تقديره لجهود مدينة الدواء وشركة روش في مجال التوطين لا سيما ما تم الإعلان عنه اليوم، وقال أن هذه الجهود هدفها ليس فقط التوطين بل التصدير ايضًا.

جديرٌ بالذكر أن العقار البيولوجي الجاري توطينه في مصر هو أحد الأدوية المدرجة في أحدث البروتوكولات والتوصيات العالمية ويعد من ضمن مستوى الرعاية الصحية العالمية في علاج سرطان الكبد ومدرج في التوصيات الوطنية أيضًا ضمن المبادرة الرئاسية لاكتشاف وعلاج سرطان الكبد، وقد ضخت الدولة المصرية جهودًا كبيرة فيما يتعلق بهذا الملف ضمن تلك المبادرة خلال العامين الماضيين منذ إطلاقها في مارس 2022، وبما أن العلاجات الحيوية متطورة الصنع هي الخيار الأول في علاج السرطان الكبد، يعد مشروع التوطين إضافة قوية وسلاح جديد لدى المنظومة الصحية المصرية لمواجهة سرطان الكبد.

تجدر الإشارة أيضًا إلى أن مشروع مدينة الدواء المصرية- جيبتو فارما مُقام على مساحة 180 ألف متر، مقسمة إلى مصنعين، ينتجان كل الأشكال الصيدلية، من أقراص، وكبسولات، وفوارات، ومستحضرات دوائية للشرب، والكريمات، عبر تكنولوجيا تُصنف الأعلى جودة في العالم، وقد راعت الدولة المصرية في تنفيذ المشروع أن يتم تنفيذه بماكينات تعتبر الأحدث في العالم؛ حيث جرى توريدها عبر موردين لكل منهم "علامة فارقة" بمجال صناعة الدواء العالمية، وهي شركات أوربية وأمريكية، كما تطبق مدينة الدواء ما يُعرف بـ«ممارسات التصنيع الجيد للدواء» مع الاهتمام بالموارد البشرية لتوفير عمالة مُدربة ومُحترفة.


وتتميز شركة روش بالقدرة على دمج البحث والتطوير مع التكنولوجيا الحديثة، مما يمكنها من تقديم منتجات دوائية ذات جودة عالية وفعالة. ومن خلال استثماراتها الهائلة في البحث والتطوير، فإن روش تسعى جاهدة لتقديم حلول متطورة بتكلفة أقل للمرضى. 

هذه الشراكة الاستراتيجية تعد بداية لعلاقة طويلة الأمد لتغطية عدد كبير من الأمراض المستعصية على مستوى واسع من أدوية روش المبتكرة، وهي الخطوة الأولى من نوعها في مصر والمنطقة بالكامل. سيسفر نقل التكنولوجيا الحيوية عن إنتاج أحد الأدوية الخاصة بالسرطانات الصلبة ومنها سرطان الكبد قريبًا. 

إن تحول مصر من مستهلك للتكنولوجيا إلى منتج لها يمكن أن ينقل الدولة إلى مستوى علمي واقتصادي أعلى، ويزيد الفوائد والعائدات على المدى الطويل. 

ويعتبر نقل التكنولوجيا الخطوة الأولى في هذا الاتجاه وسيتبعها خطوات أخرى في العامين القادمين.