هل يمكن أن يتسبب التوتر في الوفاة المبكرة؟
يمكن أن يسبب التوتر لفترة طويلة سلسلة من المشاكل الجسدية، من معدل ضربات القلب المتسارع إلى مشاكل النوم، ولكن ما مدى الضرر الذي قد يسببه؟
في الواقع التوتر والاضطراب العقلي قد يكون مميتًا مثل الأمراض الجسدية، فالتوتر المطول يمكن أن يؤدي إلى إطلاق هرمونات تزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بنوبة قلبية وزيادة الوزن، مما قد يؤدي إلى أمراض مرتبطة بالسمنة.
يأتي ذلك في الوقت الذي أظهر فيه مدرب كرة القدم الشهير بيب جوارديولا استجابة توتر مثيرة للقلق في مؤتمر صحفي بعد المباراة هذا الأسبوع بعد التعادل المخيب للآمال 3-3 ضد فينورد في دوري أبطال أوروبا.
وسئل مدرب مانشستر سيتي عن الجروح على أنفه والخدوش على رأسه التي ظهرت بعد المباراة، والتي رد عليها "لقد جرحت نفسي"، "أريد أن أؤذي نفسي".
تأثير الإجهاد
يمكن أن يؤثر الإجهاد بشكل كبير على الطريقة التي نتصرف بها وكذلك يؤثر علينا جسديًا إذا كان مزمنًا، أو حتى يستمر لبضعة أسابيع على الأقل.
ويبحث علماء النفس عن علامات تشير إلى أن الإجهاد يؤثر عليك يوميًا، فعلى سبيل المثال، إذا كنت لا تنام، إذا كنت لا تأكل، إذا كنت سريع الانفعال، إذا كنت لا تفعل كل الأشياء التي تحبها.
ومن الناحية الجسدية، فإن أكثر علامات الإجهاد المزمن شيوعًا هي آلام الصدر والصداع وآلام العضلات.
وذلك لأن الإجهاد يتسبب في إفراز الجسم لكمية كبيرة من هرمون الكورتيزول، الذي تنتجه الغدد الكظرية الموجودة أعلى الكلى.
وهو ينظم مجموعة واسعة من العمليات الجسدية بما في ذلك ضغط الدم، والتمثيل الغذائي، والخصوبة ودورات النوم والاستيقاظ.
بالإضافة إلى الكورتيزول، يفرز الجسم زيادة في الأدرينالين - زيادة الهرمونين هي نتيجة لرد فعل "القتال أو الهروب" الذي يحدث عندما نكون تحت التهديد.
وتتسبب هذه الهرمونات معًا في انقباض الأوعية الدموية، مما يجعل قلبنا مضطرًا للعمل بجهد أكبر لضخ الدم في جميع أنحاء الجسم.
ويمكن أن يؤدي هذا إلى خفقان القلب وآلام الصدر، فضلًا عن ارتفاع ضغط الدم وآلام في العضلات والرأس.
وعدم زوال التوتر يعني زيادة احتمالية حدوث أشياء مثل ارتفاع ضغط الدم والنوبات القلبية وكل تلك الأشياء الجسدية.
صعوبة النوم
ومن العلامات الأخرى التي تشير إلى ارتفاع مستوى الكورتيزول بشكل مقلق صعوبة النوم أو الاستيقاظ بشكل متكرر أثناء الليل.
ويمكن أن تسبب قلة النوم مشاكل يومية وتؤدي إلى مشاكل سلوكية مثل الانفعال العام والإهمال.
ومع ذلك، فإن الحرمان من النوم لا يضعنا في مزاج سيئ فحسب، بل إنه قد يضعف عملية التمثيل الغذائي على المدى الطويل ويزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
ويصف الدكتور تانغ التوتر بأنه "حلقة مفرغة" حيث أن قلة النوم تجعل من الصعب على الجسم تنظيم مستويات الكورتيزول، مما يؤدي إلى تفاقم المشكلة.
وبشكل عام تظهر الدراسات أنه لا ينبغي الاستخفاف بالتوتر، حيث أظهرت دراسة أجريت عام 2021 أن مشكلة الصحة العقلية يمكن أن تسبب الموت القلبي المفاجئ، بينما أظهرت دراسة أجريت عام 2015 زيادة خطر الوفاة المبكرة بنسبة 50% بسبب الإجهاد المزمن والاكتئاب.