بالصور.. «النبأ» داخل منزل عبدالحليم حافظ بعد 4 سنوات من إغلاقه
في خطوة طال انتظارها من عشاق العندليب الأسمر، عبدالحليم حافظ، قررت أسرته إعادة فتح منزله الشهير في الزمالك للجمهور، بعد إغلاق دام 4 سنوات بسبب جائحة كورونا.
هذا المنزل، الذي عاش فيه عبدالحليم 13 عامًا، كان ملتقى لكبار الملحنين والفنانين، وأصبح الآن شاهدًا على حياة واحد من أعظم نجوم الفن العربي.
من الزمالك إلى عشاق العندليب
توجهنا إلى منزل عبدالحليم حافظ في برج زهراء الجزيرة بحي الزمالك، حيث كان المكان ينبض بالحياة. في الخارج، وقف أطفال وكبار السن يرددون أغاني العندليب بحب، ومنهم من أخذ يغني بصوت مرتعش شوقًا وحنينًا.
جولة داخل المنزل: تاريخ يروي الحكايات
مع دخولنا الشقة، لاحظنا حشود الزائرين يتأملون بعين دامعة الصالة والأنترية، المكان الذي شهد بروفات عبدالحليم مع كبار الملحنين مثل بليغ حمدي ومحمد الموجي. غرفة نومه ظلت كما تركها، وعلامة رأسه لا تزال مطبوعة على السرير، في مشهد يثير المشاعر. أما البلكونة التي كان يعشقها عبدالحليم، فكانت مغلقة ولم نتمكن من الدخول إليها، لكنها بقيت تطل على حديقة الأسماك التي كان يحرص على مشاهدتها كل صباح.
تصريحات عشاق العندليب: حنين بلا نهاية
في لقاء عبر البث المباشر مع "النبأ"، قال أحد عشاق عبدالحليم:
"علاقتنا بعبدالحليم علاقة حب مستمر. أنا كل عام بزوره في يوم 30 مارس، إما في ذكرى وفاته بالمقابر أو هنا في منزله. حضرت جنازته، وكانت جنازة مهيبة خرجت من ميدان التحرير ومرت بالبساتين. سمعت عن حالات انتحار بسبب الحزن عليه، وهناك أيضًا من توفي بالسكتة القلبية وقتها. جنازته كانت استثنائية."
تصريحات نيفين زكي حفيدة الفنان زكي رستم
قالت السيدة نيفين زكي: "أنا بسمع لعبدالحليم وللعمالقة من وأنا عندي 8 سنوات. عبدالحليم بالنسبة لنا كان حالة استثنائية. كنت أزور منزله مع أمي وابنتي، لكن منذ سنوات لم أزر المكان. اليوم جئت مع أختي وأولادها لرؤية هذا البيت الذي يحمل ذكريات جميلة."
وأضافت: "عبدالحليم لم يكن مجرد مطرب، بل كان إنسانًا صادقًا، شرقيًا، ابن عم الصعايدة. ظروفه المرضية كانت صعبة جدًا، لكنه كان يقدم الفن رغم ألمه لإسعاد جمهوره. حتى أغراضه، مثل البرفان وغرفة نومه، تجعلنا نشعر بأنه لا يزال بيننا."
وعن الجيل الجديد من الفنانين، قالت: "أتمنى أن يغني الفنانون الشباب الأغاني القديمة بتوزيع جديد، سواء لعبدالحليم أو غيره من عمالقة الزمن الجميل. هذا التراث لا يجب أن يُنسى."
وتابعت حديثها عن الفنان تامر حسني: "أنا أحبه جدًا. هو إنسان مهذب ومحترم وله كاريزما خاصة. عندما يغني لعبدالحليم، فإنه يقدم رسالة مهمة لجيل جديد، وهي أن هؤلاء العمالقة ما زالوا موجودين بتراثهم وفنهم."
تصريحات محمد شبانة ابن شقيق عبدالحليم حافظ
قال محمد شبانة: "قررنا إعادة فتح المنزل بعد 4 سنوات من الإغلاق بسبب جائحة كورونا. اخترنا هذا التوقيت لأنه يتناسب مع الجميع، وذكرى وفاته ستوافق 30 مارس، إما في آخر يوم رمضان أو أول أيام عيد الفطر."
وأضاف: "هذا المنزل هو الذي عاش فيه عبدالحليم آخر أيامه في السبعينات. علاقتي بعبدالحليم كانت استثنائية؛ كنت الولد الوحيد في العائلة، وكان يعتبرني مثل ابنه. كنت أفطر معه يوميًا، وكان يأكل بياض البيض ويتركني أتناول الصفار مع البسكويت والعسل. أتذكر أيضًا أنني كسرت له العود يومًا، لكنه لم يغضب، بل طلب من العواد صنع عود صغير لي."
وعن الأعمال الفنية التي تناولت شخصية عبدالحليم، قال شبانة: "للأسف، الأعمال التي جسدت حياة عبدالحليم لم تكن بالمستوى المطلوب، وأبرزها مسلسل السندريلا الذي كان أقرب إلى الكوميديا. العمل الوحيد الذي وجدته جيدًا هو مسرحية حبيبتي من تكون التي قُدمت في السعودية."
وحول الإشاعات المتعلقة بمنزل عبدالحليم في الشرقية، أوضح: "المنزل المهمل الذي يُقال إنه لعبدالحليم هو في الحقيقة منزل خاله، أما منزله الشخصي في الشرقية فقد كان من الطين واندثر في حياته."
وكشف مشروع جديد: "لدينا خطة لتنظيم معارض متنقلة لمقتنيات عبدالحليم في كافة البلاد العربية، وسنقوم قريبًا بإنشاء متحف دائم."
وقال حسام مجدي إن فتح منزل عبدالحليم حافظ بعد 4 سنوات من الإغلاق جاء استجابة لرغبة عشاقه وتنفيذًا لوصيته بأن يظل بيته مفتوحًا أمام محبيه. وأكد أن الهدف الأساسي هو استحضار روح العندليب ونشر ثقافة فنه الراقي، الوطنية والرومانسية، في مواجهة موجة أغاني المهرجانات التي طغت على الساحة.
منزل عبدالحليم حافظ ليس مجرد شقة، بل هو رمز لحقبة من الفن والجمال. فتح المنزل من جديد يؤكد أن عبدالحليم، بصوته وأغانيه وذكرياته، سيظل حاضرًا في قلوب محبيه. هو ليس مجرد مطرب عابر، بل حالة فنية وإنسانية خالدة، ستبقى رمزًا للحب والرقي.