رئيس التحرير
خالد مهران

كيف أوحى الله إلى الحواريين؟.. «الشعراوي» يجيب

الشيخ الشعراوي
الشيخ الشعراوي

 أوضح الشيخ محمد متولي الشعراوي في خواطره حول سورة المائدة، معنى الحواريين، مبينا كيف أوحى الله إليهم، وهل يمكن أن يأتي للإنسان الإلهام من الله.

قال تعالى: «وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ».وإذ أوحيت إلى الحواريين أن آمنوا بي وبرسولي قالوا آمنا واشهد بأننا. [ المائدة: 111]سورة المائدة الآية 111

وقال الشيخ محمد متولي الشعراوي: وكلمة الحَوَارِيّ مأخوذة من المحسات، فالحُوَّارَي تطلق على الدقيق النقي الخالص، وأطلقت على كل شيء نقي بصفاء خالص، و(الحَوَاري) هنا تعني المخلص والمحب لمنهج الخير، وسبحانه يقول: {وَإِذْ أَوْحَيْتُ} والوحي بمعناه العام هو الإعلام بخفاء؛ أي أن الحق ألهمهم أن يؤمنوا برسالة عيسى المبلغ عن الله.

كيف أوحى الله إلى الحواريين؟

وتابع الشيخ الشعراوي: أي أعلمهم بخواطر القلب التي أعلم بها أُمَّ موسى أن تلقى ابنها في اليم ليلقيه اليم إلى الساحل، وهو غير الوحي للرسول، فـالوحي للرسول هو الوحي الشرعي بواسطة رسول مبلغ عن الله هو سيدنا جبريل عليه السلام، أما وحي الله إلى أم موسى أو إلى الحواريين فهو استقرار خاطر إيماني يلتفت بعده الموحى إليه ليجد الواقع يؤيد ذلك، وعندما لا يصادم إلهام القلب أمرًا واقعًا ولا يجد الإلهام ما يصادمه في نفس الإنسان، فهذا لون من الوحي، أي هو إعلام بخفاء، كأن يتوقع الرجل مَقْدَم صديق من سفر، أو لونًا من الطعام يشتهيه فيجده على المائدة.

كيف يكون الإلهام من الله؟

وواصل الشعراوي: إذن فالإلهام وارد من الله لخلق الله ما دام لا يصادم شيئًا في النفس أو في الواقع؛ لأن الإلهام الذي يقابل صدامًا ليس من الله، فـالشياطين يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا، إن الله أوحى للحواريين أن يؤمنوا به وبرسالة عيسى عليه السلام، وبمجرد مجيء عيسى وسماعهم أنه رسول من الله أعلنوا الإيمان به وصاروا من خلصائه.

 

وأتم الشعراوي: وساعة نرى: (إذ) فلنفهم أن معناها تذكر وقت الحدث الذي قال فيه الحواريون: نحن آمنا بعيسى نبيًا من عند الله وأشهدوه أنهم مسلمون.