وباء الكوليرا يجتاح جزيرة أبا في السودان
![النبأ](images/no.jpg)
شهدت منطقة جزيرة أبا في وسط السودان تدهورًا حادًا في الوضع الصحي، حيث أفاد مسؤول في قطاع الصحة بانتشار مرض الكوليرا بين السكان، مما أدى إلى تسجيل أكثر من 100 حالة إصابة.
يأتي هذا في وقت يشهد فيه نهر النيل تراجعًا في مستوى الفيضان، مما يزيد من تعقيد الأوضاع الصحية والإنسانية في المنطقة.
وأوضح الدكتور محمد أحمد عمر، طبيب في مستشفى جزيرة أبا، أن أكثر من 20 ألف شخص قد نزحوا من جزيرة أبا، مما تركهم بلا مأوى أو غذاء أو حتى مواد طبية ضرورية. هذا النزوح الجماعي يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي تعاني منها المنطقة، حيث يواجه النازحون ظروفًا قاسية تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة.
من جانبه، أشار عمر آدم رحمة، أحد سكان جزيرة أبا، إلى أن الأزمة الإنسانية لا تزال تتفاقم، حيث تم إنشاء مراكز لعزل المصابين بالإسهال المائي. ويعود ذلك إلى فشل المواطنين في الحصول على مياه شرب نظيفة، بعد أن أدت الفيضانات إلى تفشي الأمراض والأوبئة بين المئات من الأسر، مما يستدعي تدخلًا عاجلًا من الجهات المعنية لتخفيف معاناة السكان.
انخفاض منسوب مياه النيل الأبيض
أفاد شهود عيان بأن منسوب مياه النيل الأبيض، المتدفق من خزان جبل أولياء، شهد انخفاضًا ملحوظًا لليوم الثاني على التوالي، مما ساهم في تراجع مستوى الفيضانات في منطقة الجزيرة أبا وعدد من القرى المحيطة. هذا الانخفاض في منسوب المياه جاء نتيجة لفتح بعض بوابات الخزان بشكل جزئي، حيث تم تنفيذ هذه العملية بشكل تدريجي، مما ساعد في تخفيف حدة الفيضانات التي كانت تهدد المناطق السكنية.
في سياق متصل، أعلنت وزارة الصحة السودانية في نهاية نوفمبر الماضي عن ارتفاع عدد الوفيات الناتجة عن الإصابة بالكوليرا إلى 1187 حالة، مع تسجيل أكثر من 43 ألف حالة إصابة. هذه الأرقام تعكس الوضع الصحي المتدهور في البلاد، حيث يعاني النظام الصحي من ضعف شديد، مما يزيد من خطر تفشي الأمراض المعدية. وقد أشار تقرير لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إلى أن الوضع الصحي في السودان أصبح في حالة حرجة، مع تصاعد المخاوف من تفشي أمراض أخرى مثل حمى الضنك والحصبة والملاريا.
كما أشار تقرير خاص حول التدخلات لمواجهة وباء الكوليرا إلى أن معظم الإصابات كانت بين الوافدين، مع تسجيل انخفاض في عدد الحالات في مراكز العزل بعدد من الولايات. ورغم ذلك، لا تزال التحديات قائمة، حيث تستمر الجهود على المستوى الاتحادي لمكافحة تفشي الكوليرا، مع التركيز على تحسين الظروف الصحية وتوفير الرعاية اللازمة للمصابين.