موت الأطفال بردًا في غزة.. جريمة إبادة جماعية تستوجب التدخل الدولي العاجل
دق الدكتور محمد محمود مهران، عضو الجمعيتين الأمريكية والأوروبية للقانون الدولي، ناقوس الخطر حول المأساة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، حيث أودت الظروف الجوية القاسية بحياة أربعة أطفال رضع في مخيمات النزوح، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية وشيكة مع اشتداد العاصفة المتوقعة.
وأكد مهران في حديث خاص لـ«النبأ» أن وفاة الأطفال الرضع بردًا في غزة تمثل دليلًا دامغًا على سياسة الإبادة الجماعية التي تنتهجها إسرائيل ضد المدنيين الفلسطينيين.
ووصف مهران الظروف المأساوية التي يواجهها النازحون في العراء بأنها جريمة منظمة تستهدف البقاء الفيزيائي للشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أن التنبؤات الجوية تنذر بأمطار غزيرة وفيضانات محتملة قد تودي بحياة المزيد من الضحايا الأبرياء.
وشدد أستاذ القانون الدولي على أن حرمان النازحين من وسائل التدفئة والمأوى المناسب في ظل الظروف المناخية القاسية يشكل انتهاكًا صارخًا للمادة الثانية من اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية، والتي تعتبر تعريض جماعة للهلاك المتعمد جريمة إبادة.
وأوضح مهران أن تقارير الأرصاد الجوية التي تتوقع اشتداد العاصفة في المناطق الشمالية والوسطى تضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية قانونية وأخلاقية عاجلة للتدخل وإنقاذ أرواح المدنيين المحاصرين.
وحذر الخبير من أن تزامن سوء الأحوال الجوية مع استمرار منع المساعدات الإنسانية يكشف عن نية مبيتة لتصفية أكبر عدد ممكن من المدنيين، مؤكدًا أن هذا يرقى لمستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
وطالب الدكتور مهران المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بفتح تحقيق عاجل في وفاة الأطفال الرضع، باعتبارها جزءًا من نمط ممنهج من الجرائم يستهدف إبادة السكان المدنيين في غزة.
وأكد عضو الجمعيتين الأمريكية والأوروبية للقانون الدولي أن القانون الدولي الإنساني يلزم سلطات الاحتلال بتوفير الحماية والرعاية للمدنيين تحت احتلالها، مشيرًا إلى أن إسرائيل تتحمل المسؤولية القانونية الكاملة عن كل ضحية تسقط بسبب البرد أو نقص المأوى.
ودعا الدكتور مهران المنظمات الدولية والإنسانية إلى التحرك العاجل لإنقاذ أرواح الآلاف من النازحين المعرضين لخطر الموت في ظل التوقعات بتدهور الأحوال الجوية خلال الساعات القادمة.
وختم استاذ القانون الدولي تصريحاته محذرًا من أن استمرار الصمت الدولي على هذه الجرائم يمثل تواطؤًا في الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، داعيًا إلى تحرك دولي عاجل لوقف هذه المأساة الإنسانية.