أستاذ علوم سياسية: المجتمعات العربية دخلت في اقتتال داخلي بعد ثورات الربيع العربي
قال الدكتور مخيمر أبو سعدة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر في قطاع غزة، إن المنطقة العربية تتعرض لأحداث كبيرة منذ ما يسمى بالربيع العربي الذي حدث بداية 2011، حيث حدثت عدة ثورات بهدف الحصول على الحرية والعدالة والديمقراطية ومحاربة الفساد، ولكن هذه الثورات أجهضت، ودخلت المجتمعات العربية في حالة من الاقتتال الداخلي، وهذا حدث في اليمن وسوريا.
وأضاف "أبو سعدة"، خلال حواره مع الإعلامي محمد الغزيري، ببرنامج "الصالون"، المذاع على فضائية "الشمس"، أن حالة الاقتتال في العالم العربي مستمرة حتى اللحظة، مشيرًا إلى أن انهيار نظام الأسد في سوريا كان تتويجًا لثورة الشعب السوري التي انطلقت في مارس 2011، ولكن الوضع ما زال مقلقًا في دمشق بسبب التدخلات الخارجية سواء من إسرائيل أو أنقرة أو الوجود الإيراني أو التركي.
ولفت إلى أن الدم العربي يسيل في كثير من الدول العربية بصورة لم تحدث في الغرب على وجه الإطلاق، موضحا أن أوروبا تعلمت الدرس من الحرب العالمية الأولى والثانية التي حدثت في العواصم الأوروبية مثل لندن وباريس وغيرها من المدن الأوروبية، وبالتالي تعلمت الدرس، خاصة وأن هناك 80 مليون شخص قُتلوا في الحرب العالمية الثانية.
وتابع الدكتور مخيمر أبو سعدة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر في قطاع غزة، أن أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية وضعت مجموعة من الاتفاقيات لتنظيم العلاقات الأوربية مع الخارج، مضيفًا أن أمريكا دخلت في حرب أهلية ما بين 1960 و1965 بين الجنوب الزراعي والشمال الصناعي، وكادت أن تتفكك الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن أمريكا تعلمت الدرس واستطاعت أن تحافظ على وحدة الأراضي.
واستكمل "أبو سعدة"، أن العالم العربي لم يتعلم من دروس التاريح من خلال حسم الحروب الداخلية عن طريق الحوار والتفاهم وإيجاد حد أدنى من التفاهم، وهذا يرجع إلى أن المجتامعات العربية في الأساس مجتمعات عربية، تحسم الخلافات من خلال القوة والسلاح.
وأوضح أن العديد من الدول العربية في حالة من الصراع والاقتتال، والوضع في سوريا لم يهدأ، متوقعًا أن يحمل عام 2025 الكثير من المفاجآت في دمشق، في ظل التدخلات الخارجية، بالإضافة إلى أن العديد من الجماعات المسلحة في دمشق لديها ولاءات خارجية.