رئيس التحرير
خالد مهران

حسام صلاح الدين يكتب: خطاب إلى "Generation Z" وكيف نفهم "أصواتنا الداخلية"

النبأ

الحقيقة لم  يرق لي لغة الخطاب السائد والمنتشر بين أغلب شباب تلك الفئة العمرية  من١٨ إلى ٣٠ سنة، الخطاب في المجمل خطاب "شخصيّ" من الدرجة الأولى، خطاب يظهر بسيط في شكله لكن بيمثل خطورة كبيرة جدًا ملخصه كلام موجة كثير من نوعية
" أنا مش هشوف غير نفسي، الصح إنك متهتمش بحد، مصلحتي أولًا، أنا عايز أعيش في سلام وهدوء، متبذلش طاقة ومجهود نفسك أولى بيهم". 

خطاب للأسف وأخد رواج كبير وإستحسان من الشباب وإنتشار غير مفهموم.

خلينا نحلل الأمور ببساطة:  الحكمة والفلسفة خصوصًا فلسفة الحكيم "أفلاطون". بتقولنا إن جوا كل إنسان أصوات دايمًا بيسمعها من داخل نفسه وحرب تناقض بين صوتين أساسين في كل "إنسان" رقم واحد 
"صوت الشخصية" وده نقدر نميزه من خلال مفاتيح معينة، رقم إتنين
"صوت ممكن نسميه الروح أو الحكمة أو الجزء الإلهيّ" وبرضه ليه مفاتيح نميزه بيها.

علشان تقدر تتعرف على الصوتين دول هنضرب مثال: _تخيل أي معضلة أخلاقية بتوقع فيها زي مثلًا ببساطة عليك امتحان بكرة، هتلاقي جواك صوت بيحرضك ويقولك" كمل نوم أنت تعبان، اليوم لسة طويل، أفتح النت شوية وبليل نذاكر".
وصوت تاني في نفس الوقت بيشدك ويقولك "بطل دلع وقوم حالًا لازم تخلص اللي وراك ويلا إلحق نفسك."

مثال تاني كشاب ماشي في الشارع بتشوف بنت مثلًا بتتعرض للتحرش لفظي أو جسدي بتتكرر جواك نفس المعضلة صوت بيقولك" كمل في طريقك، ملكش دعوة مش عايزين مشاكل"
وصوت تاني بينبهك " لازم تدخل وتحميها ويكون ليك دور"

أيًان كان فعلك في المثاليين اللي فاتوا سواء ذاكرت أو لا، دافعت عن البنت أو لا فهو قرار نابع منك "أنت".

سواء إستجبت لصوت الشخصية أو الروح، فعلك اللي أخترته هو إنتصار لأحد الأصوات دول جواك.

الصوتين دول في حرب جواك طول رحبة حياتك،بس عايز أنبه عليك في نقط سريعة شوية مفاتيح:

١_الصراع ده أزلي سواء عرفته أو لا، الشخصية والروح في صراع دائم، الشخصية تنتمي للأرض والروح للإله وكل جزء فيهم بيحاول ينبهك وأنت اللي بتختار في النهاية.

٢_الشخصية دايمًا بتفكر في مصلحتها، عايزه ترتاح، عايزه تعيش في هدوء، بتخدعك بكلام رنان زي مثلًا 
" أنا عايز أعيش في هدوء ولا أأذي حد ولا حد يأذيني" دايمًا بتخدعك وتوهمك إن الراحة هتوصلها لما تفكر في نفسك وبس، تخليك تدي ظهرك لكل الناس، تخليك صاحب شركة بيفكر ف مكسبك وبس، تخليك مدير عايز يسيطر ويفرض نفسه، تخليك حاكم بتحكم بالحديد والنار، دي أمثلة بسيطة جدًا.

٣_صوت الروح دايمًا بيشوف لقدام، عايزك تسموا عن نفسك الضعيفة، عايزك أقوى، دايمًا شايف قيمة ومعنى للحياة بيحاول يطبقهم، بتجبرك تدخل معارك علشان ثمن القيمة، علشان أوقات كتير المعركة بتكون وسيلة إن الحياة تستمر واللي جي يكون أفضل.

٤_الخلل والكارثة بتقع لما صوت "الشخصية" يكسب مرة بعد مرة، هيطغا وهيسيطر عليك ومش هتقدر تسمع صوت "الروح والحكمة" تاني، ساعتها الشخصية هتسيطر عليك وعلى كل اختياراتك وهتكون إنسان أنانيّ وللأسف هتبقا مستمتع بده لأن مفيش صوت تاني ينبهك ولا يرجعك لرشدك وللنقطة الإلهية اللي جواك وصدقني هتبقا من الخاسرين.

خليك على الأقل في الصراع بين الصوتين وحاول دايمًا تلتمس صوت الحكمة ولو مقدرتش ونفسك وأهوائك غلبوك حاول تاني وتالت لأن دي معركة الحياة المستمرة، خليك دايمًا واعي للصوت ده وأفتكر إنك بتنتمى للإنسان "الخليفة" خليفة الإله "الله" سبحانه وتعالى، تذكر إنك في عالم الأزل حملت الأمانة وإنك فرد "واعي" ومسئول وعندك هدف وغاية جيت علشانها الأرض، وإن رحلتك الحقيقة إنك ترجع تاني للمكان اللي بتنتمي ليه روحك وهو عالم السماء.

خليك دائمًا فاهم حقيقة صراعك وإن موقفك نابع من سيطرة أحد أصواتك عليك،وتذكر دايمًا إنك في النهاية أفعالك اخلاقية وانك بتحددها.