رئيس التحرير
خالد مهران

خلاف عائلة شكري سرحان ومصطفى متولي.. نجم كل العصور معركة وهمية أشعلتها السوشيال ميديا

شكري سرحان
شكري سرحان

ضجة كبيرة أثارتها حلقة الفنان أحمد فتحي في بودكاست «ليك لوك» الذي يقدمه الفنان عمر مصطفى متولي، عبر منصة «يوتيوب»، بعد التصريح الذي أدلى به عن رأيه في موهبة الفنان الراحل شكري سرحان، قائلًا إنه نال نجومية تفوق حجم موهبته، وهو ما أثار غضب أسرة الفنان الراحل، مما دفعها إلى إصدار بيان غاضب.

وتعتبر أزمة عمر مصطفى متولي مع عائلة شكري سرحان مثالًا على التحديات التي يواجهها الفنانون في التعبير عن آرائهم في ظل تغيرات الزمن والمفاهيم، فلكل جيل معاييره الخاصة في الذوق والأفكار، والتي تختلف عن القيم والمعايير الثقافية للأجيال السابقة.

في حين أن هناك فنانين يتمتعون بشعبية دائمة وقدرة على التواصل مع مختلف الأجيال، يظل لكل جيل أثره الخاص وتأثيره في الثقافة والفن.

ممثلون مثل عادل إمام، فاتن حمامة، وشكري سرحان قد يُعتبرون من وجهة نظر البعض ممثلين ينتمون لمختلف العصور، إلا أن أعمالهم وتجاربهم الفنية تُفهم وتُقدّر بشكل مختلف في كل فترة زمنية.

الفن، ومن ضمنه التمثيل، يتأثر بالتغييرات الثقافية والاجتماعية، مما يجعل الذوق العام متغيرًا حسب سياق العصر، فما يُعتبر مثيرًا أو مقبولًا في جيل، قد يُنظر إليه بشيء من التحفظ في جيل آخر.

بيان عائلة شكري سرحان

أصدرت عائلة الراحل شكري سرحان بيانًا صحفيًا جاء فيه: «هل تعلم يا عمر أن عائلة سرحان من أكبر العائلات الفنية في الوطن العربي ولم تلعب الواسطة دورًا في حياة أحدهم كما فعلت معك كونك ابن شقيقة عادل إمام؟ وأظنك قد بلغت الأربعين من عمرك أو قاربت ولم تحقق نجاحًا يُحسب لك، ولم تحصل على بطولة حتى الآن رغم واسطتك، وإذا ما قارناك بشكري سرحان حين بلغ الأربعين، فقد تجاوزت أفلامه في هذا العمر أكثر من 100 فيلم، منها أكثر من 90 فيلمًا على الأقل بطولة مطلقة من إنتاج أشهر شركات الإنتاج وأكبر المخرجين».

وأضاف البيان: «ولا أخفيك سرًا أن زميله الفنان العالمي عمر الشريف أنتج له فيلمًا ليضمن أمواله، وأظنك لا تعرف اسم الفيلم ولا تعرف هذه المعلومة من الأساس.. شكري سرحان كان فتى أول ونجمًا من بداية عمر العشرين، وأنت قد بلغت الأربعين وما زلت زغرات. فهل يقيم الزغرات النجوم يا عمر؟».

تدخل أشرف زكي

تدخل نقيب المهن التمثيلية الدكتور والفنان أشرف زكي لحل الأزمة التي أثيرت -مؤخرًا- بين أسرة الراحل شكري سرحان والفنان عمر مصطفى متولي وأحمد فتحي.

وكشف محسن سرحان، المتحدث باسم عائلة الراحل شكري سرحان، عن تسوية الخلافات، ونشر صورة عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي جمعته مع نقيب المهن التمثيلية أشرف زكي، وعلق عليها: «انتهاء الخلاف بوساطة نقيب الفنانين الدكتور أشرف زكي، وبحضور الفنان أيمن عزب، وإن جنحوا للسلم فاجنح لها».

أزمة مفتعلة

من جانبها، كشفت الناقدة الفنية ماجدة خيرالله عن رأيها في تلك الأزمة قائلة: «مليون في المية مفيش نجم لكل العصور، هذه مسألة مفهومة، فن الأداء التمثيلي يختلف، مثال: اللي كانوا بيشوفوا يوسف وهبي في بداياته أكيد لما شافوه في الستينات والسبعينات استغربوا من التغير الكبير في الأداء، لأن هذا النوع من التمثيل عندما نراه في الفترة الحالية بنضحك عليه».

وأشارت، في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، إلى أن هناك مقطعا منتشرا من فيلم قديم للفنانة فاطمة رشدي حاجة هوس، في هذا الوقت كان يُقال عنها إنها أهم ممثلة، لكن الآن يطلع عليها «ميمز» والناس بتقول إيه الهوس ده؟ فالذوق والأداء يتغيران مع الزمن.

وأضافت: «عندما يقول البعض إن شكري سرحان أخذ أكثر مما يستحق، فهذا ليس إهانة. في زمنه كان هناك أحمد مظهر، رشدي أباظة، عمر الشريف، أحمد رمزي، صلاح ذو الفقار، كمال الشناوي، محمود المليجي، وفريد شوقي، جميعهم كانوا متواجدين في نفس الزمن ومحدش قال عليهم نجوم كل العصور».

وتابعت: «المسألة لا تستحق كم الهجوم الذي وقع عليه لمجرد أن البعض أبدوا رأيهم الشخصي الذي قد يتفق معه الكثيرون، وأكيد هذا الجيل من الشباب إحساسه بالأداء ليس مثل الجيل القديم الذي عاش قبل 20 عامًا، لأن الذوق والإحساس يتغيران».

وأوضحت الناقدة: «الحلقة التي استضاف فيها عمر متولي الفنان أحمد فتحي عُرضت منذ عام ونصف تقريبًا، يبدو أن عائلة شكري هي من افتعلت الأزمة، لأن ليس من الطبيعي أن تسير عائلة فنان خلف آراء 100 مليون مواطن مصري يعرفون رأيهم في قريبهم».

الخطيئة الكبرى

اعترض الناقد الفني طارق الشناوي، على موقف نقيب المهن التمثيلية أشرف زكي في تلك الأزمة، وقال عبر حسابه الرسمي على فيسبوك: «تجريم الرأي هو أسوأ قرار من الممكن أن يعيشه الوطن، ودخول نقيب الممثلين أشرف زكي على الخط وتهديده بشطب أي فنان يجهر برأيه الفني في فنان، أراه الخطيئة الكبرى التي ارتكبها النقيب. لا توجد أحكام مطلقة في أي إبداع، مهما بلغت مكانة المبدع».

وأضاف: «أنا لا أتفق مع عمر متولي وأحمد فتحي في رأيهما عن شكري سرحان، إلا أنه يظل رأيًا نناقشه برأي آخر، التهديد بقطع لسان من يخالفنا الرأي وتهديده بقطع عيشه أمور لا تليق إنسانيًا وقانونيًا، استخدام أمثلة في بيان رسمي مثل (اللي مالوش كبير يشتري له كبير) لا تليق بأستاذ أكاديمي مثل نقيب الممثلين».