رئيس التحرير
خالد مهران

هشام زكي يكتب: الـBack لوريا

النبأ

يقولون في دول الخليج "الحكومة أبخص"، أي إن الحكومة بما آتاها الله من مقدره وعلم هي أعلم بظواهر وبواطن الأمور التي تتعلق بالمواطن ومصلحته، وبمستقبله ومصيره، وبالتالي على المواطن الإلتزام بالقوانين والتشريعات التي تسنها الحكومة حتى لو تنافت مع مصلحته، "فالحكومة أبخص"، ولإنها أبخص تسعى دائما لاستنساخ الماضي العريق لتظل دائما وابدا تراوح مكانها دون أن تتقدم خطوة إلى الأمام، فبالأمس القريب استنسخت الحكومة حوارا مجتمعيا دائرا منذ سبعينيات القرن الماضي تقريبا، يتعلق بكابوس الثانوية العامة الجاثم فوق نفوس وصدور أبنائنا وأسرهم، وهو الكابوس الذي تستشعره الحكومة دون وجود رؤية واضحة لإزاحته عن النفوس والقضاء عليه، ومع تعاقب الحكومات تساق نفس الحجه وهي التخفيف من معاناة الأسر المصرية والقضاء على الدروس الخصوصية، وتناست الحكومات المتعاقبة أو تغافلت أن ممثليها هم الذين تخرجوا في الثانوية العامة بأنظمتها المختلفة منذ سنين طويلة واعتلوا أعلى المناصب وارفعها في المجالات كافة، وهم نتاج نظم مختلف للثانوية العامة منها نظام السنة الواحدة أي ٣ ثانوي، ومنها نظام السنتين ٢ ثانوي، و٣ ثانوي، وغير ذلك من نظم التعليم التي تندرج جميعها تحت مفهوم التجارب المعملية، وفي ظل الاستنساخ الدائم للنظم والحجج لا تريد حكومتنا الرشيدة الاعتراف بأننا لا نخترع العجلة، وأن مشكلة التعليم في مصر لا تتوقف عند الثانوية العامة بأنظمتها المعملية التي زادت من أعباء المواطنين وادخلتهم في نفق مظلم لا نهاية له، بل تتعدى ذلك إلى منظومة متكاملة تتضمن اولا وقبل أي شيء وكل شيء المعلم ثم المعلم، فكيف يمكن لحكومتنا الرشيدة أن تحقق أهداف العملية التعليمية والمعلم يعاني معاناة شديدة على كل المستويات، والمستوى الاقتصادي في مقدمتها، وكعادتها تتناسى حكومتنا أن المعلم هو أساس نجاح المنظومة التعليمية، وهو عمودها الفقري، ولا يوجد تعليم فعال دون وجود معلم كفء يمتلك المهارات العلمية والثقافية والتربوية والنفسية التى تحتاجها عملية التعلم والتعليم.

ولأن حكومتنا تصر على اختراع العجلة دون الاهتمام بتجارب الدول المتقدمة علميا نجدها تتغافل مثلا عن تصريح أقل ما يوصف به أنه تصريح عظيم من سيدة ألمانيا وربما سيدة العالم انجيلا ميركل حينما وقفت وسط مئات من القضاه والأطباء والمهندسين وغيرهم من الذين طالبوها بزيادة رواتبهم ومساواتهم برواتب المعلمين الحكوميين الألمان حينها أطلقت ميركل جملتها التي ستظل نبراسا يهتدي به كل من يريد إن يقود بلده إلى عنان السماء قالت “كيف أساويكم بمنْ علمكم”، حينها فقط على الحكومة المصرية التفكير في المرحلة التالية المتمثلة استحداث المناهج بما يتناسب والدعوة المستمرة لسيادة رئيس الجمهورية لتوطين الرقمنة، والأخذ بالسبل العميلة الحديثة التي قد تخلصنا من التجارب المعملية للثانوية العامة، وقد تضعنا يوما في مصاف دول العالم الأول.