هشام زكي يكتب: الوهن.. وتعلق القلوب بحب الدنيا!!
قذف وضرب وتدمير شامل لمنطقة الشرق الأوسط، وعقاب لكل من تسول له نفسه الدفاع عن دينه أو وطنه، شتات في كل مكان، وتقسيم جديد للمنطقة وفق هوى ومصالح إسرائيل ومنْ يقف وراء إسرائيل، مشهد ليس مستغربًا في ظل حالة الوهن التي اصابت الأمة الإسلامية، وهو الأمر الذي أخبرنا به رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم فعن أبي عبد السلام، عن ثوبان، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "توشك الأمم أن تتداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها".
فقال قائل: ومِن قلة نحن يومئذ؟ قال: "بل أنتم يومئذٍ كثُر، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن" الوهن الذي جعلنا نقيم المعابد اليهودية في بلادنا بحجة الإنسانية وحرية العبادة، الوهن الذي جعلنا نسير في ركب أعداءنا وندعو للفنكوش المسمى الديانة الإبراهيمية، الوهن الذي بينه لنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، في كلمات بسيطة هي "حب الدنيا، وكراهية الموت".
الموت الذي جعل متخذي القرار من ذوي الشأن يسلموا الراية للشيطان الأكبر ليحمي عروشهم ويَستعديهم على شعوبهم بخططه الشيطانيّة وفي مقدمتها إلغاء ذروة سنام الإسلام المتمثل في الجهاد، الجهاد بمعناه الشامل، وليس الجهاد الذي يحدده اصحاب الهوى ومغتصبي الأرض في القتال أي الأرهاب في مفهومهم وهو عكس الجهاد في الإسلام الذي يعني "جهاد النفس، وجهاد الشيطان، وجهاد الكفار الاعداء، وجهاد المنافقين"'.
ويأتي من بعد الجهاد الفساد بأنواعه الاجتماعي والاقتصادي والديني وفي المجالات كافةً حتى أصبحت الشعوب العربية " كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا"، وأصبحنا ندور في دائرة مفرغة لا يعرف متخذي القرار أنفسهم متى وكيف سنتحرر منها، وكيف ومتى نسترد كرامتنا المهدرة التي أدت في النهاية إلى إبادة جماعية لشعب يطالب بأبسط حقوقه في الحياة، شعب يريد استعادة كرامته وأرضه التي سلبت منه، تلك الأرض التي أصبحت رأس الحربة لسلب باقي الأراضي العربية بأيد عربية أصابها الوهن فأصبحت تندد وتشجب وتستنكر كالطبل الفارغ.