بعد وصولها لمستويات تاريخية.. أسعار الفائدة تهدد أرباح البنوك فى 2025
رغم ارتفاع أرباح البنوك المصرية، إلى مستويات تاريخية خلال العام الماضي، إلا أن توقعات انخفاض سعر الفائدة تهدد أرباح البنوك خلال عام 2025.
ومع بداية العام الجاري، توقعت بنوك ومؤسسات دولية تسريع البنك المركزي المصري من وتيرة خفض سعر الفائدة بشكل حاد على الإيداع والإقراض خلال 2025 بدعم تراجع معدل التضخم، وتحسن قيمة الجنيه مقابل الدولار.
وبحسب مسح شمل 11 بنكًا مدرجة فى البورصة المصرية نهاية عام 2024، تراوحت معدلات النمو فى صافى الأرباح بين 38.4% و139.5%، إذ بلغ مجموع أرباح هذه المصارف نحو 129 مليار جنيه خلال الأشهر التسعة 2024.
وتصدر «فيصل الإسلامى المصرى»، قائمة البنوك الأكثر نموًا فى صافى الأرباح خلال الأشهر التسعة الأولى من 2024، بنمو 139.5%، إذ سجل صافى ربح البنك 8.3 مليار جنيه بنهاية سبتمبر.
فى المركز الثانى حلّ بنك قناة السويس بنمو بلغ 130.2٪، مسجلا صافى أرباح بلغ نحو 3.1 مليار جنيه بنهاية الربع الثالث من العام 2024.
وحلّ البنك التجارى الدولى صاحب الأرباح الأكبر فى بنوك القطاع الخاص، فى المركز الثالث من حيث نسبة النمو بين المصارف المدرجة بنسبة 96%، محتلًا المركز الأول من حيث صافى الأرباح بقيمة 42.5 مليار جنيه بنهاية سبتمبر 2024، مقابل 21.7 مليار فى الفترة نفسها من 2023.
وجاء مصرف أبوظبى الإسلامى فى المرتبة الرابعة بصافى أرباح 6.6 مليار جنيه بنهاية الربع الثالث من العام 2024، مقارنة بنحو 3.4 مليار فى الفترة المماثلة من العام السابق، وبنمو 94.4%.
فيما حقق بنك التعمير والإسكان صافى أرباح بقيمة 8.27 مليار جنيه خلال الأشهر التسعة من 2024، مقابل 4.4 مليار فى الفترة المناظرة من 2023، بزيادة تبلغ 87.1%، ليحتل المركز الخامس بين البنوك المدرجة.
وفى المرتبة السادسة جاء البنك المصرى الخليجى «إى جى بنك»، بنمو فى صافى الربح يبلغ 84.5%، محققًا أرباحًا بقيمة 1.9 مليار.
وحقق البنك المصرى لتنمية الصادرات صافى أرباح بقيمة 3.88 مليار جنيه بنهاية سبتمبر 2024، مقابل 2.1 مليار بنهاية الربع الثالث من 2023، بنمو 80.1%، ليحتل المركز السابع بين البنوك.
بنك QNB مصر جاء فى المرتبة الثامنة بنمو فى صافى الأرباح بنسبة 62.6%، إذ بلغ صافى ربح البنك 19.38 مليار جنيه خلال أول 9 أشهر من العام 2024، مقابل 11.9 مليار فى الفترة نفسها من العام الأسبق.
وفى المركز التاسع حلّ بنك كريدى أجريكول مصر بصافى أرباح تتخطى 6 مليارات جنيه مقابل 3.8 مليار جنيه، بنمو 59.2%، يليه بنك saib بنمو 39.4%،
وبصافى ربح 26.5 مليون دولار، ثم بنك البركة بنمو 38.4% وبصافى أرباح يبلغ 2.2 مليار جنيه.
وفي هذا السياق، أعرب الدكتور هاني توفيق، الخبير الاقتصادي، عن سعادته بارتفاع الأرباح الفلكية للبنوك.
وطالب «توفيق»، بأنه بجانب ارتفاع أرباح البنوك، يجب أن يكون هناك ارتفاع في نسبة القروض الممنوحة للقطاع الخاص عن تلك القروض الحكومية الخاصة بـ«أذون الخزانة»، وللمشروعات الصناعية والزراعية وليس العقارية.
وشدد الخبير الاقتصادي، على أهمية استغلال ودائع البنوك في تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتوطين الصناعة المحلية.
البنوك مستقرة
ومن ناحيته، قال الدكتور عادل عامر، الخبير الاقتصادي، مدير عام مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية والاقتصادية والاجتماعية، إن ارتفاع نسبة الفوائد على الودائع والقروض لدي البنوك، يزيد من أعباء الموازنة العامة للدولة، مما يضطر الحكومة إلى خفض سعر الفائدة الفترة المقبلة ومن ثم تنخفض أرباح البنوك.
وأضاف، في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أن البنوك -أيضًا- تواجه ركودا في تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة والمصانع المحلية نتيجة ارتفاع نسبة الفوائد القروض وهو ما يعيق الاستثمار حاليًا، لافتًا إلى أن أرباح المشروعات لا تغطي تكلفة سداد فوائد القروض.
وأوضح «عامر»، أن أرباح البنوك ارتفعت بشكل كبير، خلال الأيام الماضية؛ بسبب زيادة الفائدة 800 نقطة أساسية في 2024، بالإضافة إلى استثمار ودائع العملاء في أذون وسندات خزانة.
وأشار الخبير الاقتصادي، إلى أن البنوك تعتبر من القطاعات المستقرة ماليًا واقتصاديًا وتساهم في دعم الاقتصاد المصري بشكل كبير، ولكن مشكلتها الأساسية في عدم القدرة في توظيف الودائع في مشروعات إنتاجية؛ وهذا يرجع إلى ارتفاع الفائدة لذلك الخبراء والمؤسسات الدولية تطالب بخفضها لتشجيع الاستثمار.
خسارة بعض البنوك حصص سوقية
بدروه، قال الدكتور هاني أبو الفتوح، الخبير المصرفي، إن أهم التحديات التي تواجه البنوك خلال عام 2025 هي قرارات السياسات النقدية والتي لها تأثير كبير على أرباح البنوك.
وأضاف، في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أنه متوقع للبنك المركزي تخفيض أسعار الفائدة خلال نهاية الربع الأول أو الثاني من العام الجاري، وفقًا للأثر التراكمي للقرارات السابقة، وبالتالي ستتأثر أرباح البنوك من خلال السندات وأذون الخزانة والقروض.
وأشار «أبو الفتوح»، إلى أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ستكون تحديا أمام البنوك حيث قدرتها لتتواكب مع التطورات الحديثة، وسيكون هناك بعض البنوك ستخسر حصصا سوقية في حالة عدم مواكبتها للتغييرات التكنولوجية القادمة.
وأكد الخبير المصرفي، أن الشمول المالي، حقق نجاحات في القطاع المصرفي، خلال الفترة الماضية، ومع دخول شرائح أخرى جديدة لم تتعامل من قبل مع البنوك يزيد من الأرباح، ومن المتوقع في حالة استمرار هذه النسب في الارتفاع ستمتص ولو بجزء بسيط من تأثيرات خفض أسعار الفائدة على البنوك.