رئيس التحرير
خالد مهران

بعد شنها على 3 دول..

سيناريوهات تأثر مصر بحرب ترامب التجارية

الرئيس الأمريكي دونالد
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

بدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في شن حرب تجارية، خلال الأسبوع الأول من تولي منصبه، حيث وقع على قرار بفرض رسوم جمركية على واردات كندا والمكسيك لأمريكا بـ25% مع تقليصها إلى 10% على واردات النفط من كندا.

فيما فرض ترامب 10% على واردات الصين ثاني أكبر اقتصاد على مستوى العالم، معللا ذلك بتقاعس الدول الثلاثة عن منع تسلل المهاجرين غير الشرعيين لأمريكا وتهريب مادة فينتانيل المخدرة.

وردت كندا بتعريفات جمركية انتقامية من جانبها، بينما قالت المكسيك إنها ستستكشف فرض رسوم على الواردات الأمريكية.

وفي الوقت نفسه، قالت الحكومة الصينية إنها سترفع دعوى قضائية لدى منظمة التجارة العالمية.

وأثارت حرب ترامب التجارية، حالة من الجدل حول التأثيرات الاقتصادية المتوقعة لمصر من الصراعات القائمة حاليًا مع أمريكا والصين والمكسيك وكندا.

4 عوامل رئيسية

وقال الخبير الاقتصادي محمد فؤاد، إن الاقتصاد المصري سيتأثر بتصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين بسبب علاقته التجارية الوثيقة مع الدولتين، لافتًا إلى أن مصر تعد شريكًا تجاريًا كبيرًا لهما.

وأوضح «فؤاد»، أن أي تأثير على الاقتصاد الأمريكي سينعكس تلقائيًا على الاقتصاد المصري، خاصة فيما يتعلق بسعر الصرف.

وأكد «فؤاد»، أن هناك أربعة عوامل رئيسية تؤثر على الاقتصاد المصري في مثل هذه الظروف: «سعر الصرف، تدفقات رأس المال الأجنبي، التضخم، والاستثمارات الأجنبية المباشرة».

وأشار إلى أن الاضطرابات الاقتصادية العالمية تجعل المستثمرين أكثر حذرًا، مما يقلل من تدفقات رأس المال إلى الدول النامية، بما في ذلك مصر، كما أن التضخم يعد عاملًا آخر يجب مراعاته، حيث يمكن أن يؤدي ارتفاع الأسعار العالمية إلى زيادة الضغوط التضخمية محليًا.

وعن الحلول الممكنة لمواجهة هذه التحديات، أكد «فؤاد» أن مصر لديها عدة خيارات، لكنها تحتاج إلى وقت لتنفيذها، مشيرًا إلى أن تعزيز القاعدة الصناعية المحلية وتنويع الشركاء التجاريين يعدان من أهم الخطوات التي يمكن أن تتخذها مصر لتقليل اعتمادها على الأسواق الخارجية.

كما دعا إلى التركيز على تصدير السلع ذات القيمة المضافة بدلًا من المواد الخام، والاستفادة من الاتفاقيات التجارية الثنائية مع الدول العربية والأفريقية.

وأضاف أن التوسع في الأسواق الجديدة وتفعيل التكتلات الاقتصادية يمكن أن يساعد في تعزيز الصادرات المصرية، مشيرًا إلى أن مصر متأخرة في بناء قاعدة صناعية قوية، مقارنة ببعض الدول الأخرى مثل فيتنام وتركيا، مما يجعل من الصعب تحقيق نتائج سريعة في هذا المجال.

لا يوجد تأثير مباشر على مصر

في المقابل، قال الدكتور خالد الشافعي، ورئيس مركز العاصمة للدراسات والأبحاث الاقتصادية، إن مصر لن تتأثر بشكل مباشر بالحرب التجارية بين الصين والمكسيك وكندا مع أمريكا.

وأضاف «الشافعي»، في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أنه على العكس مصر من المتوقع أن تحقق مكاسب من الحرب القائمة حالية وخاصة بعد تصفية بعض المعاملات التجارية بين الصين وأمريكا أو كندا وأمريكا أو المكسيك وأمريكا وتقوية علاقاتهم مع مصر.

وأشار الخبير الاقتصادي، إلى أن مصر نقطة انطلاق لتصدير السلع الصينية لأمريكا، وبعد الحرب ستكون مصر مركزًا لتوطين الصناعات الصينية، والتصدير إلى الخارج نيابة عن الصين، هو ما يزيد المعروض من العملة الصعبة لدينا.

ومن ناحيته، قال الدكتور صلاح الدين فهمي، أستاذ الاقتصاد لجامعة الأزهر، إن هناك قيودًا واتفاقيات تضع للتجارة العالمية منها عدم وضع جمارك ورسوم تنمية أو إغراق، ولكن ترامب قرر تنفيذ عداوة بينه وبين بعض الدول، عن طريق فرض جمارك على 3 دول وهو ما يدفعها لأخذ إجراءات مضادة.

وأضاف، في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أن الحرب التجارية أو العسكرية هي خسارة لجميع الأطراف، وتفكير ترامب عشوائي، وليس مدروس، لافتًا إلى أن تأثير الحروب الاقتصادية لن يكون بشكل مباشر على الدول التي خارجها، على سبيل المثال التجارة في مصر والعلاقات بين تلك البلاد ستظل مستمرة ولن تتأثر لأن الأمر يدخل في انتهاك لاتفاقيات منظمة التجارة العالمية.

وتابع: «ترامب يسعى إلى إظهار قوته وسلطته أمام الدول التى أضعف منه اقتصاديًا، هو ما صرح بيه عن عملة البريكس وأكد على قوة عملته الوطنية وهي الدولار، وهذا أمر غير مقبول لأنه ينصع عدوات بين الدول وبعضها ويجب التعامل بالحسنى».

وأشار «فهمي»، إلى أن الحرب الاقتصادية لن تطول مصر، بأي شكل من الأشكال، موضحًا أن مصر ستستفاد من حرب ترامب التجارية، عن طريق زيادة صادرتها إلى المكسيك والصين وكندا، وتقوية العلاقات بينها وبينك تلك البلاد الفترة المقبلة.

وشدد أستاذ الاقتصاد، على ضرورة تقديم لتلك الدول منتجات مصرية بقيمة نتافسية، ولكن العكس مع أمريكا، حيث الصادرات المصري إلى الولايات المتحدة قليلة جدًا ولكن من الممكن فتح أسواق في أوروبا.