الطائرات التي قتلت حسن نصر الله تحوم فوق جنازته

بث الجيش الإسرائيلي اليوم مقاطع فيديو توثق لحظة استهداف الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، خلال جنازته الجماهيرية التي أقيمت في العاصمة اللبنانية بيروت، وذلك بعد مرور خمسة أشهر على مقتله، وفقًا لصحيفة "يديعوت أحرونوت".
وتظهر اللقطات التي أطلقها المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي طائرات حربية وهي تلقي ما لا يقل عن سبع قنابل متتابعة، في إطار 82 قنبلة تم إسقاطها على المقر السري لحزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث قُتل نصر الله وعدد من أبرز قادة الحزب. وتعكس المشاهد سلسلة من الانفجارات الكبيرة التي وقعت في ثوانٍ معدودة.
التوقيت الذي تم به نشر هذه المقاطع جاء متزامنًا مع الجنازة الضخمة لنصر الله، والتي تأجلت لعدة أشهر نتيجة المعارك المستمرة، في وقت لا تزال فيه القوات الإسرائيلية تحتفظ بخمس نقاط استراتيجية على الحدود، مما يحول دون انسحابها الكامل من جنوب لبنان.
في خطوة تهدف إلى إظهار القوة، قامت القوات الجوية الإسرائيلية بتنفيذ عرض جوي فوق ملعب المدينة حيث كانت تقام مراسم الجنازة، قبل بدء المسيرة الشعبية إلى موقع دفن نصر الله في الضاحية الجنوبية. وقد شمل العرض أربع طائرات مقاتلة على الأقل، قامت بالطيران على ارتفاع منخفض بينما تم بث خطاب الأمين العام الجديد لحزب الله، نعيم قاسم، الذي لم يحضر الجنازة شخصيًا.
وكشف مصدر عسكري إسرائيلي لموقع "يديعوت أحرونوت" أن بعض الطائرات المشاركة في العرض الجوي كانت قد شاركت في استهداف نصر الله في سبتمبر الماضي. وأوضح المصدر أن "الرسالة واضحة: نحن نراقب كل شيء ومستعدون للهجوم في أي لحظة وفي أي مكان".
في هذا السياق، أوضح وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، أن تحليق الطائرات الإسرائيلية فوق جنازة نصر الله يرسل رسالة قوية، حيث قال: "من يهدد إسرائيل ويتجرأ على مهاجمتها، سيكون مصيره هو الحزن في جنازاته، بينما سنحتفل نحن بالانتصارات".
كان استهداف نصر الله في سبتمبر مثالًا بارزًا على إنهاء قيادته الممتدة لثلاثة عقود لطائفته، حيث أصبح شخصية محورية ضمن المحور الإيراني. وقد ترك هذا الهجوم أثره على الحزب، إذ أسفر أيضًا عن مقتل قائد آخر هو هاشم صفي الدين وعدد من كبار مسؤولي الحزب، مما شكل ضربة شديدة للحزب وأثر في مكانته في لبنان والمنطقة.
وفي ظل استمرار العمليات العسكرية، أكدت مصادر عسكرية إسرائيلية أن التفوق الجوي الذي حققه الجيش الإسرائيلي كان له دور حاسم في نجاح العمليات العسكرية، موضحة أن الضربات الأخيرة استهدفت ثلاثة مجالات رئيسية: قوافل الأسلحة عند الحدود السورية اللبنانية، ومواقع لحزب الله لم يتم مراقبتها من قبل الآليات الدولية، واغتيالات لشخصيات قيادية في جنوب لبنان.