الذهب يعوض خسائره ويرتفع بنسبة 0.7% في البورصة العالمية

شهدت أسعار الذهب العالمية ارتفاعًا خلال تداولات اليوم الثلاثاء، مدعومة بضعف الدولار الأمريكي وتراجع عوائد السندات الحكومية الأمريكية، بينما تترقب الأسواق صدور بيانات التضخم الأمريكية لتقييم مسار السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي.
سجلت أونصة الذهب ارتفاعًا بنسبة 0.7%، لتصل إلى أعلى مستوى عند 2910 دولارًا، بعد أن افتتحت التداولات عند 2889 دولارًا، ويتم تداولها حاليًا عند 2909 دولارًا للأونصة. ويأتي هذا الصعود بعد ثلاث جلسات من التراجع الطفيف، وسط استمرار التذبذب منذ الأسبوع الماضي، حيث استقرت الأسعار في نطاق يتراوح بين 2880 و2930 دولارًا للأونصة، وتشير التحليلات إلى أن كسر هذا النطاق لأعلى أو لأسفل قد يحدد الاتجاه القادم للذهب، فيما لا يزال الاتجاه العام يميل إلى استمرار الصعود، وفقًا لتقرير جولد بيليون.
تراجع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات رئيسية، إلى أدنى مستوى له منذ قرابة خمسة أشهر خلال تداولات اليوم، مما يجعل الذهب أقل تكلفة للمشترين من حائزي العملات الأخرى، كما انخفضت عوائد سندات الخزانة الأمريكية القياسية لأجل 10 سنوات بنسبة 2.4% منذ بداية الأسبوع، مما ساهم في دعم أسعار الذهب.
انخفاض مستويات الدولار الأمريكي وتراجع عوائد سندات الخزانة الأمريكي ساعد الذهب على الحصول على بعض الدعم، ولكنه يظل في حاجة إلى حافز لاختراق منطقة التداولات العرضية الأخيرة واستكمال الصعود إلى قمته السعرية الأخيرة عند 2956 دولار للأونصة، حيث يبقى الاتجاه الصاعد العام سليم ويشهد مقاومة أقل، وفي مقابلة مع فوكس نيوز يوم الأحد تجنب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التوقع بشأن تأثير تعريفاته الجمركية على الاقتصاد الأمريكي وعلى معدلات النمو، وما إذا كانت قد تؤدي إلى ركود ينعكس سلبًا على الأسواق العالمية.
أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على الواردات القادمة من المكسيك وكندا يوم الثلاثاء الماضي، إلى جانب تعريفات جديدة على المنتجات الصينية، ومع ذلك، قرر لاحقًا استثناء عدد من الواردات المكسيكية والكندية من هذه الرسوم لمدة شهر، ما زاد من حالة عدم اليقين في الأسواق وأثار مخاوف بشأن التضخم وتباطؤ النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة.
يركز المستثمرون حاليًا على البيانات المنتظرة لمؤشر أسعار المستهلك الأمريكي، التي ستصدر يوم الأربعاء، لمعرفة الاتجاه المحتمل لسياسة أسعار الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي.
ويُنظر إلى الذهب على أنه وسيلة للتحوط ضد المخاطر السياسية والتضخم، لكن في حال دفعت الأسعار المرتفعة الاحتياطي الفيدرالي إلى الإبقاء على معدلات الفائدة عند مستويات مرتفعة، فقد تتراجع جاذبية الذهب، نظرًا لعدم تحقيقه عائدًا ماليًا مقارنة بالسندات الحكومية الأمريكية.
أظهر تقرير مجلس الذهب العالمي أن صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب المادي شهدت ارتفاعًا في التدفقات النقدية للأسبوع السادس على التوالي، وخلال الأسبوع المنتهي في 7 مارس، سجلت هذه الصناديق تدفقات داخلة بمقدار 7.9 طن ذهب، لكنها جاءت أقل من الأسبوع السابق، الذي شهد تدفقات بلغت 26.6 طن ذهب.
وكانت الزيادة في التدفقات النقدية بقيادة صناديق المنطقة الأوروبية، التي سجلت 5.7 طن ذهب، تلتها صناديق أمريكا الشمالية بتدفقات بلغت 2.2 طن ذهب، ويعكس هذا الاتجاه استمرار الطلب الغربي على الذهب المادي، وسط حالة عدم اليقين التي تشهدها الأسواق المالية، منذ تولي دونالد ترامب الرئاسة الأمريكية، بسبب سياساته التجارية التي عززت الإقبال على الذهب كملاذ آمن.