الدكتور محمد حمزة يكتب: قضية العبث بالتاريخ

التاريخ علم وفن وفلسفة فلماذا العبث به على كافة الاصعدة؛؛ وهل كل من يقرأ كتاب أو يتصفح مواقع التواصل الاجتماعي كاليوتيوب والفيسبوك وغيرها يمكن أن يتحدث في التاريخ؛؛؛ وهل معدي البرامج ورؤساء تحريرها في مقدورهم عمل اسكريبت قوي في التاريخ من خلال الاقتصار علي مواقع التواصل أو قراءة احد الكتب أو ويكيبيديا حتى يستطيع مقدمي البرامج والمذيعين تقديم حلقات قوية مثيرة؛؛؛ وهل الأطباء والمحامين والمهندسين والاعلاميين والمفكرين يستطيعون كتابة التاريخ ومناقشة قضاياه المتعددة؛؛؛ وهل يستطيع حاملي الليسانس أو البكالوريوس بمختلف تخصصاتهم كتابة التاريخ ومناقشة قضاياه المتعددة؛؛؛ ولما كان التاريخ علم وفن وفلسفة له قواعده الرصينة ومناهجه السليمة وبالتالي فإنه لايجوز العبث به من خلال كل من ذكرناهم ؛؛؛ فكما لايجوز لاحد إن يتحدث في الطب سوي الأطباء؛ وفي القانون سوي المحامون؛ وفي الهندسة سوي المهندسون؛؛ وفي الفن سوي الفنانون؛؛ وفي الرياضة سوي الرياضيون؛؛ وفي السياسة سوي السياسيون؛؛ وفي الاقتصاد سوي الاقتصاديون؛؛ وهكذا في كل التخصصات اعطي العيش لخبازينه؛؛؛ وليس ادل على ذلك من جميع برامج الطبيخ في وسائل الإعلام المختلفة يقوم بها المتخصصين في ذلك كالشيفات ذكورا واناثا؛؛ اما في التاريخ مثله في ذلك مثل الدين فكل من هب ودب يتكلم ويناقش ويحاور ويكتب في التاريخ وفي الدين حتي صارت غالبية البرامج تستعين بغير المتخصصين من الأطباء والمحامين والمهندسين والفلاسفة والصحفيين؛ ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل قام هؤلاء بإعداد وتقديم برامج ومنهم د لميس جابر ود يوسف زيدان والمحامي وليد فكري والتاريخ لديهم مجرد قعدة تاريخ ومجرد حواديت وحكايات فهل يعقل هذا ويصدق
تشويه التاريخ
هذا في الداخل اما في الخارج فحدث ولاحرج لان تشويه التاريخ وإثارة الشكوك والشبهات حول تاريخ الشرق الأدنى القديم (مصر والعراق وبلاد الشام والجزيرة العربية) عامة وتاريخ الإسلام وحضارته خاصة آصبحت هدفا رئيسا وجوهريا لمن يطلقون على أنفسهم المستشرقون الجدد أو المراجعون الجدد في أوروبا وأمريكا وأتباعهم وتلامذتهم من الشرقيين سواء كانوا من العلمانيين والتنويريين أو الملحدين واللادينيين ومن بين هؤلاء وآؤلئك باتريشيا كرون ومايكل كوك وكريستوف لوكسنبرج وسامي الديب وغبريال صوما ورشيد حمامي ورشيد ايلال ومحمد المسيح وهالة وردي ووفاء سلطان وحامد عبد الصمد والقمص زكريا بطرس ومالك مسلماني وابو منصور ويوسف تيكطاك واحمد زايد وغيرهم؛؛ ومن اللافت للنظر ان هؤلاء لاتقف إسهاماتهم المشككة والهدامة عند حد تأليف الكتب وتقديم البرامج على القنوات المختلفة بل تتم إستضافتهم من قبل القنوات المصرية والعربية في برامج إبراهيم عيسى وخالد منتصر وغيرهم؛؛ وبالتالي لا بد من إيجاد حلول وبدائل لمنع العبث بالتاريخ حتى لا تزلزل الثوابت وتزور الحقائق وتهدم الأركان وهو مايمثل خطورة على الأمن القومى المصري والعربي؛؛ ومن ذلك إستصدار تشريع بمنع غير المتخصصين من التحدث في التاريخ؛؛ ومنها ضرورة وضع المشروع الثقافي العربي عامة والمشروع الثقافي المصري خاصة؛؛ ومنها ضرورة تشكيل مراكز بحثية على غرار المراكز البحثية في آوروبا وأمريكا ومن أشهرها في هذا المجال معهد إنارة بآلمانيا وتوفير الإمكانيات المادية لإعداد الكوادر العلمية المؤهلة والمتخصصة للرد على كل ما ينشر في الغرب؛؛ وضرورة ترجمة كل ماينشر في الغرب للرد العلمي علية مع ترجمة الردود العربية إلى اللغات الأجنبية حتى يعلم الغرب إن الساحة لم تعد وقفا عليهم؛؛ وكذلك تخصيص برامج متخصصة في القنوات المختلفة للرد العلمي الموضوعي الموثق وتبث هذه البرامج بكل اللغات ولا سيما العربية والإنجليزية والفرنسية والالمانية؛؛؛ حفظ الله مصر ارضها وشعبها وآثارها وتراثها وثقافتها وحضارتها وتحيا مصر دائما وإلي أن يرث الله سبحانه وتعالى الأرض ومن عليها اللهم آمين يارب العالمين
بقلم:
الدكتور محمد حمزة أستاذ الحضارة الإسلامية