رئيس التحرير
خالد مهران

الذهب يكسر جميع القمم التاريخية بـ3045 دولارا للأونصة

 الذهب
الذهب

سجلت أسعار الذهب العالمي أعلى مستوى على الإطلاق خلال تداولات اليوم الأربعاء قبل أن يشهد تراجعا طفيفا، حيث ظل الطلب على الملاذ الآمن مدعومًا بتجدد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط والمخاوف بشأن الرسوم الجمركية، بينما تترقب الأسواق قرار البنك الاحتياطي الفيدرالي في وقت لاحق من اليوم.

وسجل سعر أونصة الذهب العالمي انخفاض اليوم بنسبة 0.2% وذلك بعد أن سجل أعلى مستوى تاريخي عند 3045 دولارا للأونصة ليتداول حاليًا عند المستوى 30.29 دولار للأونصة بعد أن افتتح جلسة اليوم عند المستوى 3033 دولارا للأونصة، وفق جولد بيليون.

ومنذ بداية العام ارتفع الذهب بنسبة 15.5% في ظل عزوف المستثمرين عن المخاطرة بسبب التوترات الجيوسياسية والسياسات التجارية الأمريكية التي تعتمد على رفع التعريفات الجمركية على الشركاء التجاريين التي تبناها دونالد ترامب بمجرد توليه الرئاسة.

وتستمر اليوم عمليات تجنب المخاطرة إلى حد كبير قبل اختتام اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي في وقت لاحق من اليوم، والذي من المتوقع أن يقدم توقع ومسار واضح للاقتصاد الأمريكي وأسعار الفائدة، نظرًا لأن اجتماع اليوم سيشهد توقعات أعضاء البنك بشأن العديد من الجوانب الاقتصادية فيما يعرف بالمخطط النقطي للتوقعات.

وشهد الذهب ارتفاعا حادا خلال الأسبوع الماضي مع تراجع شهية المخاطرة نتيجة استمرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تهديده بفرض رسوم جمركية أعلى، في حين تزايدت المخاوف من ركود اقتصادي في الولايات المتحدة لينخفض الدولار نتيجةً لذلك ويساهم في تزايد قوة الذهب، بينما المسار الحالي لأسعار الذهب والتسارع في الارتفاع وتسجيل المستويات التاريخية قد يدفع الذهب إلى الوصول لمستهدفاته التي وضعتها البنوك والمؤسسات العالمية عند 3200 دولار للأونصة بشكل سريع، حتى إذا تخلل هذا الارتفاع عمليات هبوط تصحيحية، حيث يشعر المستثمرون بالقلق من تباطؤ اقتصادي وارتفاع مخاطر الركود بسبب الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي ينظر إليها على نطاق واسع على أنها قد تؤدي إلى ارتفاع التضخم، وقد أدت هذه الرسوم إلى تصعيد التوترات التجارية والمخاوف من حرب تجارية جديدة بين الدول.

كما كان لانهيار وقف إطلاق النار بين والاحتلال الإسرائيلي وحماس تسجيل الذهب مستويات قياسية جديدة فوق المستوى 3000 دولار للأونصة، مما يشير إلى تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، كما ساهم التقدم الطفيف في محادثات وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا في زيادة الطلب على الملاذ الآمن، ومن المتوقع أن يبقي البنك الاحتياطي الفيدرالي الذي سيختتم اجتماعه للسياسات الذي يستمر يومين في وقت لاحق من اليوم على سعر الفائدة القياسي ثابتًا عند نطاق 4.25%-4.50%، إذا شهد اجتماع البنك الفيدرالي نبرة حذرة اليوم بسبب تزايد حالة عدم اليقين بشأن تأثير الرسوم الجمركية على النمو، فقد يعمل ذلك على ارتفاع الذهب فوق 3050 دولار للأونصة، خاصة أن أعضاء البنك قد أشاروا إلى حالة عدم اليقين بشأن التوقعات الاقتصادية على المدى القريب مع تنفيذ ترامب لأجندته، بالإضافة إلى محدودية المجال لأي تخفيضات إضافية في أسعار الفائدة على المدى القريب.

شهد الذهب المحلي تراجعا طفيفا مع بداية التداولات اليوم قبل أن يعود إلى التداول عند أعلى مستوى تاريخي سجله يوم أمس، وذلك في ظل تتبع حركة سعر الذهب العالمي المستمر في تسجيل المستويات التاريخية، وافتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعًا تداولات اليوم الأربعاء عند المستوى 4265 جنيها للجرام ليتداول وقت كتابة التقرير عند 4275 جنيها للجرام، وذلك بعد أن ارتفع يوم أمس بمقدار 15 جنيها ليغلق عند المستوى 4275 جنيها للجرام بعد أن افتتح جلسة الأمس عند 4260 جنيها للجرام، وفق جولد بيليون.

كان لارتفاع سعر الذهب العالمي السبب الرئيسي وراء ارتفاع الذهب المحلي خلال هذه الفترة وتسجيله مستويات تاريخية جديدة، وذلك في ظل غيار عوامل التسعير الأخرى وضعف تأثيرها على الذهب المحلي، بجانب سعر صرف الدولار مقابل الجنيه في البنوك الرسمية يشهد تغيرات ولكنها تغيرات تدريجية في نطاقات محددة بعيدًا على القفزات السعرية الحادة، وهو ما يجعل تأثيره محدود على عملية تسعير الذهب المحلي خلال الفترة الحالية.