خطة الدولة لإنهاء عصر حوادث القطارات باستخدام الذكاء الاصطناعى

في خطوة مبتكرة لتطوير نظام النقل في مصر، أعلن رئيس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي، بحث مشروع تجريبي للحد من حوادث القطارات باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
ويُعد هذا المشروع جزءًا من خطط الدولة لتطوير البنية التحتية للنقل وتحقيق الأمان للركاب في قطاع السكك الحديدية الذي شهد العديد من الحوادث خلال الفترة الأخيرة، ويهدف المشروع إلى استخدام تقنيات متقدمة لتحسين أداء القطارات وزيادة الأمان على خطوط السكك الحديدية.
وكان الدكتور مصطفى مدبولي، عقد اجتماعًا الأسبوع الماضي مع بوروت باهور، رئيس جمهورية سلوفينيا السابق، وذلك بحضور الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية، وزير الصناعة والنقل، وعدد من مسئولي شركة لانكوم لبحث مشروع السكك الحديدية باستخدام الذكاء الاصطناعي.
وأشاد رئيس الوزراء أثناء الاجتماع بشركة «لانكوم» السلوفينية العاملة في مجال أنظمة السكك الحديدية، مُعربًا عن تطلعه للتعاون مع الشركة من خلال مشروع مُقدم من جانبها بشأن منع حوادث القطارات باستخدام الذكاء الاصطناعي.
الحد من حوادث القطارات
وفي السياق ذاته، قال المهندس مدحت سلامة خبير النقل الحديدي، إن استخدام الذكاء الاصطناعي في السكك الحديدية يمكن أن يكون له دور كبير في تحسين عمليات السكك الحديدية من خلال تطبيق العديد من الحلول التكنولوجية التي تعتمد على تعلم الآلات وتحليل البيانات الضخمة ومنها: أنظمة المراقبة الذكية، حيث يتم استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات التي تجمعها الكاميرات وأجهزة الاستشعار المثبتة على القطارات ومحطات السكك الحديدية، ويقوم النظام بمراقبة حركة القطارات والتنبؤ بالحوادث المحتملة استنادًا إلى تحليل سلوك القطارات والمسار.
وأضاف أنه يمكن تحليل البيانات الضخمة من خلال جمع بيانات من مختلف المصادر مثل جداول القطارات، وأوقات الوصول والمغادرة، والظروف الجوية، وحتى أعطال القطارات، ويقوم الذكاء الاصطناعي بتحليل هذه البيانات لتحديد أي أنماط قد تشير إلى خطر وقوع حادث، مثل تأخيرات غير عادية أو تعطل في الأنظمة.
وتابع خبير النقل الحديدي: «بالإضافة إلى التحكم التلقائي في القطارات حيث يتم تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي للتحكم في حركة القطارات بشكل آمن، مما يضمن عدم حدوث اصطدامات أو تصادمات نتيجة للأخطاء البشرية، والتنبؤ بالأعطال حيث يمكن للنظام التنبؤ بالأعطال المستقبلية في القطارات أو في البنية التحتية للسكك الحديدية، مما يساهم في صيانة المعدات قبل حدوث مشاكل كبيرة».
وأكد «سلامة»، أن المشروع التجريبي الذي يتم تنفيذه باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي يهدف إلى الحد من حوادث القطارات بشكل كبير، لافتا إلى أنه بالرغم من التحديات التقنية والمالية المرتبطة به، فإن مزاياه الكبيرة في زيادة السلامة والكفاءة التشغيلية تجعل منه مشروعًا واعدًا يمكن أن يسهم بشكل كبير في تحسين منظومة السكك الحديدية في المستقبل.
الحفاظ على أرواح المسافرين
ومن جانبه، قال الدكتور الحسين حسان خبير التطوير الحضاري، إنه من المهم للغاية تطبيق مصر لهذه التجربة خاصةً أن مصر تعتبر ثاني دولة في العالم بعد إنجلترا في دخول السكك الحديدية إلى أراضيها وأن ملايين المواطنين يعتمدون عليها.
وأضاف «حسان»، أن منظومة السكك الحديدية لم يتم تطويرها بالشكل الذي يليق بها منذ فترة، وتطوير هذه المنظومة بالذكاء الاصطناعي يساعد في زيادة معدلات الأمن والسلام بشكل كبير خاصةً وأن الأخطاء الموجودة من العنصر البشري، مضيفا أن مصر ستكون أول دولة عربية وإفريقية تقوم بتطبيق هذه التكنولوجيا.
وأشار إلى أن من أهم مميزات المشروع زيادة الأمان من خلال تقليل حوادث القطارات وتحسين السلامة العامة، وبالتالي الحفاظ على أرواح المسافرين، وتحسين الكفاءة التشغيلية استخدام الذكاء الاصطناعي، حيث سيساعد في تحسين إدارة حركة القطارات بشكل أكثر دقة وكفاءة، وإمكانية التنبؤ بالمشاكل مما سيسمح للمشروع بالتنبؤ المسبق بالأعطال والمشاكل المحتملة، مما يمكن من إجراء صيانة وقائية بدلًا من الإصلاحات الطارئة.
واستكمل: «بالإضافة إلى الاستجابة السريعة حيث إنه في حالة وجود أي تهديد أو حادث محتمل، يمكن للذكاء الاصطناعي التدخل بشكل أسرع من البشر، مما يقلل من الوقت المستغرق في اتخاذ القرارات».
وتابع أن عيوب المشروع تكمن في تكلفة التنفيذ، حيث إن تطبيق الذكاء الاصطناعي في السكك الحديدية يتطلب استثمارات ضخمة في البنية التحتية والتكنولوجيا الحديثة، مما قد يؤدي إلى تكاليف كبيرة في البداية، والتحديات البشرية، حيث إنه قد يواجه العاملون في مجال السكك الحديدية صعوبة في التكيف مع التكنولوجيا الجديدة، مما يتطلب تدريبًا مستمرًا.