رئيس التحرير
خالد مهران

تركيا.. أخر تطورات قضية منافس أردوغان المتهم بالفساد ودعم الإرهاب

أخر تطورات قضية منافس
أخر تطورات قضية منافس أردوغان المتهم بالفساد

نفى رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، الاتهامات التي وجهت له من جانب القضاء التركي، حيث أظهرت وثيقة قضائية اطلعت عليها رويترز أن "رئيس بلدية إسطنبول المحتجز أكرم إمام أوغلو نفى تهم الفساد الموجهة إليه".

ووجه إلى إمام أوغلو، وهو شخصية معارضة بارزة ومنافس محتمل للرئيس رجب طيب أردوغان في الانتخابات الرئاسية، ما لا يقل عن 40 سؤالا بشأن مناقصات ببلدية إسطنبول، وفق ما ذكرت وكالة رويترز.

وقال إمام أوغلو في دفاعه "أرفض بشدة جميع الادعاءات".

واتسعت رقعة الاحتجاجات الشعبية في تركيا، الجمعة، على إثر اعتقال السلطات رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو.

وقال أوزغور أوزيل زعيم حزب الشعب الجمهوري أمام مبنى بلدية إسطنبول حيث تجمع محتجون "نحن 300 ألف شخص"، مضيفا أن المتظاهرين تجمعوا في عدة أماكن في أكبر مدينة في تركيا بسبب إغلاق طرق وجسور ما منع الناس من التواجد في مكان واحد.

كما وقعت صدامات، مساء الجمعة، في إسطنبول وإزمير (غرب) بين متظاهرين والشرطة خلال تظاهرات دعت إليها المعارضة دعما لرئيس بلدية إسطنبول، وفق ما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس ووسائل إعلام تركية.

واستخدمت الشرطة الرصاص المطاط في إسطنبول، حسب ما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس، أما في إزمير ثالث أكبر مدينة في البلاد فقد استخدمت الشرطة مدافع المياه، حسب لقطات بثتها تلفزيونية محلية.

وكان رئيس بلدية إسطنبول المحتجز أكرم إمام أوغلو، قد دعا الخميس، إلى رفع الصوت في تركيا ضد ما وصفه بـ "الشر"، مؤكدا أن ذلك "واجب على الجميع بمن فيهم السياسيون الحكوميون".

وكتب إمام أوغلو على منصة "إكس" في إشارة إلى اعتقاله: "لا يمكنكم، ولا يجوز لكم، أن تلزموا الصمت. تجاوزت هذه الأحداث أحزابنا، الأمر الآن يتعلق بأمتنا. حان الوقت لترفعوا أصواتكم".

وأضاف: "أوجه نداء لأعضاء السلطة القضائية، أناشد عشرات الآلاف من المدعين العامين والقضاة الشرفاء والأخلاقيين في القضاء التركي العظيم المتحمسين لخدمة وطنهم: عليكم الوقوف والتحرك ضد حفنة من الزملاء الذين يخربون القضاء التركي، ويشوهون سمعتنا أمام العالم أجمع".

كما أردف: "أناشد جميع السياسيين المنتمين لحزب العدالة والتنمية وتحالف الأحزاب الحاكمة. تجاوزت هذه الأحداث حدود أحزابنا ومُثُلنا السياسية. العملية الآن تهم أمتنا، خاصة عائلاتكم، أتمنى من الجميع أن يرفعوا أصواتهم. السيادة للأمة دون قيد أو شرط".

وتابع: "هذا العقل الذي استولى على شهادتي سيعتدي على ممتلكاتكم وشرفكم وممتلكاتكم. علينا كأمة أن نقف في وجه هذا الشر".

واعتقلت تركيا إمام أوغلو، أبرز المنافسين السياسيين للرئيس رجب طيب أردوغان، الأربعاء، بتهم تشمل "الفساد ومساعدة جماعة إرهابية"، في خطوة انتقدها حزب المعارضة الرئيسي، حزب الشعب الجمهوري، واعتبرها "محاولة انقلاب على الرئيس المقبل".

وخرج آلاف المحتجين إلى الشوارع والجامعات في مدن مختلفة، منها إسطنبول والعاصمة أنقرة، ورددت الحشود شعارات مناهضة للحكومة على الرغم من حظر التجمعات لأربعة أيام الذي فُرض بعد اعتقال إمام أوغلو.

ونظم موظفون ومحامون وأعضاء من حزب "الشعب الجمهوري" المعارض في تركيا، الأربعاء، احتجاجا أمام مبنى بلدية شيشلي بإسطنبول بعد اعتقال رئيس بلدية المدينة، أكرم إمام أوغلو.

وهتف المشاركون في الاحتجاج بعبارات داعمة لإمام أوغلو، وطالبوا بالإفراج عنه وقالوا إنه "ليس وحيدا"، بينما قال المحامون المشاركون إنه لم يسمح لهم بالتواصل مع موكليهم المعتقلين، والذي يزيد عددهم عن 100 بالإضافة إلى إمام أوغلو.

ودعا حزب "الشعب الجمهوري" لتجمعات أمام مبانيه ومراكزه في تركيا، وقال إنه سيبقى عازما على إجراء الانتخابات التمهيدية رغم الاعتقالات.

ومنع حاكم اسطنبول كل التجمعات والتظاهرات حتى الأحد، كما قيدت السلطات الوصول إلى وسائل التواصل الاجتماعي. وكان الوصول إلى الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي لا يزال بطيئا في وقت مبكر الخميس. ومن شأن خطوة احتجاز إمام أوغلو أن تعرقل خططه لمنافسة أردوغان في الانتخابات المقررة في 2028، إذ تأتي قبل أيام من موعد تسميته رسميا مرشح حزب المعارضة الرئيسي "حزب الشعب الجمهوري".

وأبطلت جامعة اسطنبول الثلاثاء شهادته، ما أضاف عقبة أخرى أمام مساعي إمام أوغلو للترشح إذ ينص الدستور التركي على وجوب أن يكون أي مرشح رئاسي حائزا على شهادة تعليم عال.

من جانبه نفى  حزب العدالة والتنمية  الحاكم في تركيا اليوم، بشدة اتهامات المعارضة بـ "انقلاب مدني" عقب احتجاز إمام أوغلو، ووصف المتحدث باسم الحزب عمر تشيليك المزاعم بأنها "ذروة اللاعقلانية السياسية"، في خطاب بأنقرة. ونفى تشيليك أن الحزب الذي ينتمي إليه الرئيس رجب طيب أردوغان لديه أي صلات بأوامر الاحتجاز الصادرة بحق إمام أوغلو و105 آخرين.

وفي أول ردِّ فعل على الاحتجاجات العارمة في أنحاء تركيا على اعتقال إمام أوغلو من منزله فجر الأربعاء الماضي، قال إردوغان، خلال حفل إفطار لقدامى قيادات وأعضاء حزب «العدالة والتنمية» الحاكم ليل الخميس-الجمعة، إن «محاولة المعارضة تصوير صراعاتها الداخلية أو مشكلاتها القانونية على أنها القضية الأهم في البلاد هي قمة النفاق». ليس لدينا بصفتنا أشخاصًا، وحزبًا، وتحالفًا (تحالف الشعب الذي يضم حزب «الحركة القومية» شريكًا أساسيًا)، وقت لنضيعه على مسرحيات المعارضة».

وأضاف: «هم يدركون جيدًا أن معظم المعلومات والوثائق المتعلقة بتحقيق الفساد والإرهاب في بلدية إسطنبول قد تم تقديمها إلى القضاء من قِبَل أفراد من حزبهم».

من جانبه، قال رئيس حزب «الحركة القومية»، دولت بهشلي، حليف أردوغان، الذي لا يظهر حاليًا إلا من خلال بيانات على منصات التواصل الاجتماعي بسبب خضوعه لجراحة في القلب: «اتضح أن القضية تتجاوز مجرد إلغاء الشهادة (المؤهل الجامعي لإمام أوغلو)، بل هي جزء من شبكة خطيرة من الإرهاب المنظم والفساد، يبدو أن حزب (الشعب الجمهوري) يضغط على جميع أزرار الأزمات لإثارة الفوضى في تركيا وتعطيل عمل القانون».

واتهم بهشلي، في بيان، حزب «الشعب الجمهوري» بتعطيل مبادرة «تركيا خالية من الإرهاب»، التي أطلقها لحل حزب «العمال الكردستاني» من خلال دعوة أطلقها زعيمه عبد الله أوجلان من محبسه في سجن إيمرالي غرب تركيا، و«تشجيع الاضطرابات، وتعطيل عمل القانون، واستفزاز القوات الخيالة في الشوارع والاحتجاج على المظاهرات»، رافضًا وصف المعارضة اعتقال إمام أوغلو بأنه «انقلاب مدني على الديمقراطية».