رئيس التحرير
خالد مهران

كيف نجح «قطايف» في الانتصار على برامج «المقالب» بميزانية «زيرو»

سامح حسين ووزير الأوقاف
سامح حسين ووزير الأوقاف

في زمن تتسابق فيه الفضائيات ومنصات التواصل الاجتماعي على تقديم برامج تعتمد على الأسئلة والتصريحات المثيرة كـ«العرافة»، ورصد ميزانيات ضخمة تصل لملايين الدولارات من أجل إنتاج برنامج يقوم على الجدل المفتعل والمقالب كبرنامج رامز إيلون مصر، جاء برنامج «قطايف» للفنان سامح حسين ليكسر القاعدة ويؤكد أن المحتوى الهادف لا يزال قادرًا على تحقيق النجاح، حتى دون ميزانيات ضخمة أو حملات دعائية مكلفة.

تفوق على برامج الملايين

لم يحتج إلى حملات دعائية ضخمة، بل تكفل الجمهور بالترويج له عبر مشاركة الحلقات بكثافة على السوشيال ميديا، ليصبح البرنامج من أكثر المحتويات مشاهدة خلال الموسم الرمضاني.

واستطاعت بعض الحلقات أن تحقق انتشارًا واسعًا، مثل حلقة «إلا من أتى الله بقلب سليم»، التي تناول فيها كيف يحافظ الإنسان على نقاء قلبه وسط مغريات الحياة وصراعاتها، مقدمًا رسالة هامة في دقائق معدودة بأسلوب سردي بسيط.

إشادة رئاسية

هذا النجاح لم يمر مرور الكرام، فقد حظى البرنامج بإشادة واسعة وتكريم رسمي، حيث أعرب الرئيس السيسي عن إعجابه بالبرنامج خلال حفل إفطار القوات المسلحة، مشيرًا إلى أهمية تقديم محتوى يعزز القيم والأخلاق المصرية الأصيلة.

وأكد الرئيس السيسي أن مثل هذه البرامج تسهم في تعزيز الروح الإيجابية وترسيخ القيم التي يتميز بها المجتمع المصري، مشددًا على الدور الجوهري للإعلام في هذا المجال، إلى جانب دور الأسرة والمدرسة والجامعة والمسجد والكنيسة في بناء مجتمع قوي.

لمس الجمهور

وفي السياق ذاته، يرى الناقد الفني جمال عبدالقادر، أن البرنامج حقق نجاحًا رغم بساطة إنتاجه، لأنه استطاع أن يلمس الجمهور دون أي تكلفة تُذكر.

وعن تأثير البرنامج على الجمهور، أوضح «عبدالقادر» أن الجمهور ليس كتلة واحدة، فهناك من يتابع برامج المقالب مثل رامز جلال، وهناك من يفضل المحتوى الهادف مثل «قطايف»، وهناك أيضًا من يشاهد كلا النوعين.

وأضاف أن النجاح الذي حققه البرنامج جعله موضع مقارنة مع برامج أخرى كلفت ميزانيات ضخمة لكنها لم تحقق نفس التأثير.

لا يقدم جديد

فيما قال الناقد الفني أمين خيرالله، إن نجاح الفنان سامح  حسين في «قطايف» يعود إلى التوفيق الإلهي أكثر من كونه مرتبطًا بجودة المحتوى، مؤكدًا أن البرنامج لا يقدم جديدًا، إذ يعتمد على أفكار ومحتوى متداول بالفعل على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأضاف «خيرالله»، أن رواية سامح لقصة حياته وظروفه ليست جديدة، حيث سبق له التطرق إليها مرارًا، إلا أن هذه المرة حظى بقبول جماهيري واسع.

وعلى المستوى الفني، أشار «خيرالله» إلى أن هذا النجاح يحمل في طياته خسارة، حيث لم يحقق «سامح» نجاحًا مماثلًا في الدراما والسينما.