رئيس التحرير
خالد مهران

محلل إسرائيلي يفضح نتنياهو: سكان الشمال في قبضة "حزب الله"

النبأ

كشف آفي أشكنازي، المحلل العسكري الإسرائيلي، عن تصاعد التوتر عقب إطلاق حزب الله ستة صواريخ من جنوب لبنان صباح يوم السبت تجاه مستوطنة المطلة ومنطقة الجليل. وقد تمكن الجيش الإسرائيلي من اعتراض ثلاثة من هذه الصواريخ، بينما سقط الثلاثة الآخرون داخل الأراضي اللبنانية.

 

في تحليله المنشور في صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أشار أشكنازي إلى أن رغم التصريحات الجريئة التي أطلقها وزير الدفاع الإسرائيلي، يوأف غالانت، حول مسؤولية لبنان عن أي هجوم ينطلق من أراضيه، إلا أن الرد الإسرائيلي جاء متأخرًا وخجولًا. فالغارات الجوية لم تبدأ إلا بعد ساعات من القصف الصاروخي، مستهدفة مواقع معينة في جنوب لبنان.

في الساعة 8:23 صباحًا، أدلى غالانت بتصريح حاد، قائلًا: "لن نسمح باستمرار إطلاق الصواريخ على مستوطنات الجليل، ودين المطلة كدين بيروت"، مما يوحي بأن الرد الإسرائيلي قد يستهدف العمق اللبناني.

 

لكن بعد مرور بضع ساعات، تراجعت اللهجة الإسرائيلية، حيث أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع غالانت عن أن الرد سيقتصر على "استهداف مواقع إرهابية في جنوب لبنان"، مما يعكس تراجعًا عن التهديدات السابقة بتوسيع نطاق الرد ليشمل بيروت.

 

وصف مراقبون عسكريون في إسرائيل هذا الرد بأنه ضعيف وغير كافٍ، إذ أصبح سكان المناطق الحدودية مثل كريات شمونة والمطلة وشلومي وحنيتا رهائن في معادلة حزب الله. الحزب يبدو أنه يتحكم في توقيت وتصعيد الأعمال العدائية، بينما اقتصر الرد الإسرائيلي على ضربات جوية محدودة بعد فترة من الهجمات.

 

اعتبرت الأوساط التحليلية هذا التصعيد بمثابة اختبار للعقيدة الأمنية الجديدة للحكومة الإسرائيلية، بقيادة رئيس الأركان الجديد إيال زمير. ومع ذلك، أظهرت الحكومة عدم قدرتها على تقديم ردع فعّال، مما قد يفتح المجال أمام تصعيد أكبر في المستقبل القريب.

معضلة أمنية تواجه إسرائيل

في ظل هذا التراجع، يواجه الجيش الإسرائيلي وحكومته معضلة حقيقية حول كيفية التعامل مع تصعيد حزب الله المتكرر. يبدو أن السياسة الحالية تعتمد على التهديدات الإعلامية بدلًا من تنفيذ ردود قوية، وهو ما قد يشجع الحزب على اختبار قدرة الردع الإسرائيلي مرة أخرى في المستقبل القريب.