رئيس التحرير
خالد مهران

الدكتور عبد المنعم فؤاد لـ«النبأ»: إذا ألغى الله النار.. هل يدخل ترامب ونتنياهو الجنة؟!

الكاتب الصحفي على
الكاتب الصحفي على الهواري يحاول الدكتور عبد المنعم فؤاد

كل من يشاهد أو يشارك فى مسلسلات تحتوى على إيحاءات جنسية ورقص وعرى آثم

نؤمن فى الأزهر بأن الحرب الفكرية أصعب من العسكرية.. القنبلة قد تدمر قرية أو مدينة لكن الفكرة تدمر أمة

الحديث عن إلغاء النار جدل عقيم.. هل سيدخل فرعون وهتلر وترامب ونتنياهو الجنة؟

تجميع اليهود فى فلسطين دليل على قرب نهايتهم والقتل وتعذيب الأسرى عند الصهاينة عبادة

التصوير فى الحج والعمرة لا يجوز شرعا إذا كان لهذا السبب.. والجنائز مكان للعبرة وليست لنقل صور المشاهير 

معاوية من كبار كتاب الوحى وخال المؤمنين.. وما جرى بينه وبين على بن أبي طالب خلافات سياسية

لا يجوز شرعا تجسيد الصحابة فى الأعمال الفنية لهذه الأسباب 

 

قال الدكتور عبدالمنعم فؤاد، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، المشرف العام على الأنشطة العلمية فى رواق الأزهر، إن كل من يشاهد أو يشارك في مسلسلات تحتوي على إيحاءات جنسية ورقص وعري «آثم» وتوعد الله هؤلاء بالعذاب. 

وأضاف، في حوار لـ«النبأ»، أن الحديث عن إلغاء النار جدل عقيم، متسائلا: «هل سيدخل فرعون وهتلر وترامب ونتنياهو الجنة؟!، مشيرا إلى أن تجميع اليهود في فلسطين دليل على قرب نهايتهم وأن القتل وتعذيب الأسرى عند الصهاينة عبادة، منوها إلى أنه لهذا السبب لا يجوز شرعا التصوير في الحج والعمرة، لافتا إلى أن الجنائز مكان للعبرة وليست لنقل صور المشاهير.. وإلى تفاصيل الحوار. 

في البداية ما الرأي الشرعي من التصوير في الجنازات وواجبات العزاء والحج والعمرة؟

التصوير في الحج والعمرة يجوز إذا كان الهدف منه الاحتفاظ بهذه الصور للذكرى، أما إذا تم بث هذه الصور والفيدوهات على وسائل التواصل الاجتماعي فهذا يعتبر من قبيل السمعة والرياء ولا يجوز شرعا، يشترط في العمل أن يكون خالصا لوجه الله تعالى، يقول تعالى في كتابه العزيز «وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ».

أما التصوير في الجنازات لنقل صور المشاهير فلا يجوز شرعا، لأن الجنائز والموت مكان للعبرة، وليس لنقل صور المشاهير، وكما قال سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: «من أراد صاحبا فالله يكفيه، ومن أراد مؤنسأ فالقرآن يكفيه، ومن أراد غنى فالقناعة تكفيه، ومن أراد واعظا فالموت يكفيه، ومن لم يجد واحد في هذه الأربع فلا خير فيه والنار تكفيه»، هذا السلوك غريب على المجتمع المصري ما نراه الآن لا يتوافق مع الحقائق التي يريدها الإسلام وهي العبرة والعظة وشد الرحال.

بعض المسلسلات التي يتم عرضها في رمضان الآن تحتوي على بعض الإيحاءات الجنسية والرقص والعري وإظهار المفاتن.. كيف ترى ذلك؟ 

هذا وزر يرتكبه من يقوم بهذا العمل سواء في رمضان أو في غير رمضان، يقول الله تعالى في كتابه العزيز «إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ»، فالذي يفعل ذلك يريد أن ينشر الفاحشة، والله توعده بالعذاب، ننصحه بأن يتقي الله ويعود إلى منهج الله، المسلسلات التي تحمل إيحاءات جنسية وغيرها من الأفعال المنافية لقيم المجتمع ندعوا أصحابها أن يتقوا الله وندعوا الصائم والمسلم أن يقاطع هذه الأعمال، لأن الذي يشاهد هذه الأعمال ويروج لها شريك في الإثم مع من يقومون بها، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من صام رمضان إيمانا ً واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه».

وأقول للقائمين على هذه الأعمال، لا تلوثوا عقول الشباب، يكفي الشباب ما فيه من مشاكل نفسية وأخلاقية.

ما تعليقك على حديث بعض العلماء عن عدم دخول أبو لهب جهنم؟

هل القرآن الكريم ذكر أن أبو لهب لن يدخل النار؟!، القرآن قال إن أبو لهب سيدخل النار، نحن نتعبد ونصلي بسورة أبو لهب وزوجته حمالة الحطب، قال تعالى: «تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ، مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ، سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ، وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ، فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ»، فهل أصدق كلام الله أم أصدق كلام من يقول إن أبو لهب لن يدخل النار؟، بعد ذلك سيقولون أن إبليس سيدخل الجنة، إبليس الذي طرده الله من الجنة وقال له أخرج منها إنك رجيم  وإن عليك اللعنة إلى يوم الدين، هذا الكلام لا يجوز أن يصدر من علماء، فالله تعالى لا يغير وعده، والله تعالى لا يخلف الميعاد، يقول تعالى في كتابه العزيز: «مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ»، الله لا يظلم عباده، العبد هو الذي يظلم نفسه، وإذا كان الله لن يدخل أبو لهب النار، فماذا عن فرعون والنمرود؟، هذا جدل عقيم.

وماذا عن قول بعض العلماء إن الله يمكن أن يلغى النار يوم القيامة؟

هناك ثوابت في القرآن الكريم، النار موجودة وستظل موجودة، ومن توعده الله تبارك وتعالى سيدخلها لأن الله لا يخلف الميعاد، الحديث في هذه الأمور جدل عقيم، ربنا سبحانه وتعالى قال إن هناك نار وقودها الناس والحجارة، الترهيب والترغيب موجود في القرآن الكريم، النار والجنة ستظل باقية، النار لن تفنى ربنا قال: خالدين فيها، وإذا ألغى الله تعالى النار، وهذا لن يحدث، فأين سيذهب فرعون وهتلر وترامب الذي يريد تهجير الناس ونتنياهو الذي يقطع رقاب النساء والأطفال؟، هل سيدخلون الجنة؟، نحن ندعو بالهداية لمن لا يهتدون، وندعو لترامب ونتنياهو وغيره أن يشرح الله صدورهم ويدخلون الإسلام  إن أرادوا، لكن من يضل الله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء، ندعو الله أن يبعدنا عن النار وأن يدخلنا الجنة بسلام.

بعض المشاهير خرجوا علينا في الفترة الأخيرة ينكرون عذاب القبر.. كيف ترون ذلك؟ 

هؤلاء لا يحسبون على العلم ولا على الدين وغير متخصصين في الدين، وبالتالي عليهم أن يركزوا في عملهم ويتركوا الدين لأهل التخصص، الله تعالى هو الذي يرد عليهم، يقول الله تعالى في كتابه العزيز: «النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا ۖ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ»، غدوا وعشيا يكون في الدنيا وليس في الآخرة، عذاب القبر من أول منازل الآخرة، النبي صلى الله عليه وسلم كان يذهب إلى المقابر ويقول: ÷السلام عليكم دار قوم مؤمنين أنتم السابقون ونحن اللاحقون»، وثبت عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يأتي بجريدتين خضروتين ويضعهما على القبر ويقول هذا يخفف العذاب، ومر الرسول -صلى الله عليه وسلم- بقبر ووجد فيه رجلان يعذبان وما يعذبان في كبيرة أحدهما كان لا يستبرأ من بوله وأما الأخير كان يمشي بين الناس بالنميمة، وهناك الكثير من الأدلة في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة التي تثبت أن عذاب القبر حقيقة وليست خيال كما يتوهم البعض. 

في ظل ما يحدث في غزة من معاملة غير آدمية وغير إنسانية من الصهاينة للأسرى الفلسطينيين.. كيف كانت معاملة الإسلام للأسرى؟ 

الأسرى حينما كانوا يقعون في أيدي المسلمين كانوا يعاملون معاملة طيبة، والنبي صلى الله عليه وسلم قال « استوصوا بالأُسَارَى خيرا»، ويقول الله تعالى في كتابه العزيز« وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا»، والحفاظ على الأسرى من العلامات المضيئة في التاريخ الإسلامي، قارن الآن بين ما يحدث مع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وبين معاملة المقاومة في فلسطين للأسرى الإسرائيليين؟، ما يفعله المجاهدون في غزة الذين يقاتلون من أجل الدفاع عن أرضهم مع الأسرى الصهاينة هي صورة لما أمرنا به الإسلام والنبي صلى الله عليه وسلم في معاملة الأسرى، القتل عند الصهاينة عبادة، تعذيب الأسير عندهم عبادة يتقربون بها من الله، والله لم يأمرهم بهذا على الإطلاق، قال الله تعالى عنهم «يحرفون الكلم عن مواضعه»، وزير الدفاع الإسرائيلي قال إنهم لا يقاتلون بشرا ولكنهم يقاتلون حيوانات ولا يحاسبهم أحد، فأين الأمم المتحدة وأين منظمات حقوق الإنسان من كلام وزير الدفاع الإسرائيلي؟، كل شيء ضد المسلمين مباح أما الصهاينة فهم مقدسون، الصهيوني من أجبن خلق الله، الصهاينة جعلوا سفر يشوع مجزرة يقتلون بها غير اليهودي، تلمود الصهاينة يقول إذا خرجت امرأة من الحمام ووقع بصرها على غير يهودي فلترجع وتغتسل مرة أخرى لأن بصرها وقع على نجس، هؤلاء عنصريون، نحن نفرق بين اليهودي والصهيوني، هناك يهود لا يقبلون ما يقوم به الصهاينة، اليهود العقلاء لا يقبلون بتجميع اليهود في فلسطين، الصهيوني هو الذي يأتي باليهود من كل أنحاء العالم، اليهود الموجودون في إسرائيل الآن ليسوا أبناء يعقوب، هؤلاء أتوا من كل فج عميق، لكن تجمعهم دليل على قرب نهايتهم، يقول تعالى في كتابه العزيز « وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا». 

كيف ترى الجدل الدائر حول مسلسل معاوية؟

سيدنا معاوية من كبار الصحابة ومن كبار كتاب الوحي عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وهذا يعني ثقة النبي -صلى الله عليه وسلم- فيه ثقة كاملة، وهو خال المؤمنين لأن أخته هي حبيبة زوجة النبي، وإذا كان هناك خلافات جرت بينه وبين سيدنا على فهي خلافات سياسية واجتهادات لا نستطيع أن نحاكمها لأننا لم نرها، هذه اجتهادات بين الصحابة والكل كان يريد أن ينتصر للحق ومن أصاب فله أجران ومن اجتهد وأخطأ فله أجر. 

لكن كيف ترد على من يطعن في التاريخ الإسلامي ويزعم أن كله صراعات ودماء؟ 

هؤلاء لا يبحثون إلا عن النقاط المظلمة والسلبية في التاريخ الإسلامي، الصحابة بشر لهم وعليهم، والذي ينتقدهم يجب أن يكون مثلهم ويعيش الظروف التي عاشوها، يقول تعالى في كتابه العزيز «تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ۖ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ ۖ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ»، صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- شهد لهم القرآن بأنهم أهل عدل وشهادتهم مقبولة، لذلك انتقل إلينا القرآن الكريم عن طريقهم، القرآن لم يأت إلينا عن طريق الأمريكان أو الروس أو عن طريق نابليون، نقد الصحابة خطوط حمراء، تقييم الصحابة يكون عن طريق أهل العلم والتخصص وليس عن طريق الناقد الرياضي أوالناقد الفني، هؤلاء قوما أجلهم الله ورضي عنهم ورضوا عنه، كانوا يخطئون ويجتهدون والنبي صلى الله عليه وسلم كان يقر اجتهادهم، النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي يقيم الصحابة وليس المنتج أو المؤلف أو المخرج، أتمنى من المخرجين والمنتجين أن ينظروا لقضايا المجتمع المهمة التي جعلت الشباب يذهبون إلى الانتحار واليأس، وأن يعلموا الشباب كيف قاوم الصحابة الحياة الصعبة وكيف عاشوا سعداء وماتوا أمناء ورضى الله عنهم في الدنيا والآخرة، قدموا للشباب الجانب المشرق من حياة الصحابة.

كيف ترى الجدل الدائر حول موضوع تجسيد الصحابة في الأعمال الفنية؟ 

هناك إجماع من العلماء على أن تجسيد الأنبياء في الأعمال الفنية حرام وهذا لا جدال فيه، الصحابة هم الذين حملوا القرآن وهم الذين أوصلوا إلينا رسالة الإسلام، صورة الصحابة في أذهاننا مشرقة طيبة، هل الممثل الذي يجسد صورة الصحابي تتوافر فيه مواصفات هذا الصحابي؟، الصورة التي تنقل عن الصحابي ستخضع لرؤية المخرج والمنتج والكاتب والممثل، ما يلقى في ذهن المشاهد هو ما يراه الآن، الممثل الذي يجسد صورة الصحابي سيقوم بأدوار أخرى يشرب فيها الخمر ويفعل كل ما يخالف أخلاق الصحابة، نحن جهة بيان ولسنا جهة إلزام لذلك نقول أنه لا يجوز أن تخضع صورة الصحابي لرؤية المخرج والمنتج والمؤلف، هناك أموال طائلة تدفع في هذه المسلسلات من أجل الإبهار والتسويق وبالتالي المنتج يسعى لتحقيق أكبر ربح ممكن، أقوال الصحابة جزء من السنة، السنة عبارة عن أقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله وتقريراته، الأقوال والأفعال من النبي صلى الله عليه وسلم أما  التقريرات فهي من عمل الصحابة، النبي صلى الله عليه وسلم أقر فعل الصحابي فصار ذلك جزء من السنة النبوية المطهرة، وبالتالي الطعن في الصحابة يعني الطعن في السنة النبوية التي أقرها النبي صلى الله عليه وسلم، اتقوا الله ولا تدخلوا صور الصحابة في أعمال يريدها المنتج، مكانة الصحابة عند النبي صلى الله عليه وسلم كبيرة جدا، يقول صلى الله عليه وسلم «لا تسبوا أصحابي، أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم»، القرآن الكريم كرم الصحابة، يقول تعالى في كتابه العزيز « مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ»، ويقول تعالى في كتابه العزيز «وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ»، القرآن الكريم وضع الصحابة في مكان لا تستطيع أفلام هوليود كلها أن ترفع من شأنهم مثلما رفع القرآن الكريم والسنة المطهرة، الصحابة بشر وليسوا معصومين من الخطأ كانوا يخطئون والنبي صلى الله عليه وسلم يصحح لهم ويفعلون أفعالا النبي صلى الله عليه وسلم يقرها فجعلهم جزءا من السنة، لا يوجد أحد من العلماء قال إن الصحابة معصومون من الخطأ، المعصوم من الخطأ هو النبي صلى الله عليه وسلم والأنبياء، الصحابة لهم ما لهم وعليهم ما عليهم، الذي يريد أن ينقد الصحابى يجب أن يكون في قامة الصحابي وعلمه ومكانته ومنزلته عند الله سبحانه وتعالى وعند رسوله صلى الله عليه وسلم.

كلمنا عن مائدة الإفطار التي يقوم الأزهر الشريف بتنظيمها للطلبة المغتربين؟

الأزهر يقوم بهذا العمل منذ سنوات، تحت إشراف فضيلة الأمام الأكبر، من أجل جمع شمل الطلاب الوافدين في ساحة الجامع الأزهر الشريف، الهدف من هذه المائدة هو شعور الطالب المغترب بأنه بين أهله وأسرته، الكل في صحن الجامع الأزهر يجتمع على تلاوة كتاب الله تعالى، الباكستاني بجوار الهندي والفرنسي والماليزي، الأشكال والألوان مختلفة ولكن اللسان واحد، وهو تلاوة كتاب الله، أكثر من 6000 طالب مغترب يجتمعون في صحن الجامع الأزهر يوميا لتناول الإفطار وتلاوة كتاب الله طوال شهر رمضان، هذا المشهد يشعرنا وكأننا أمام هيئة الأمم الإسلامية، هؤلاء عندما ينتهون من دراستهم في الأزهر ويعودون إلى بلادهم سيصبحون سفراء ورسل سلام للأزهر الشريف، بعد أن تعلموا الإسلام وسماحته ووسطيته، سينشرون هذا العلم في شتى أنحاء العالم، هذا المشهد هو رد على الذين يتهمون الأزهر بتخريج الإرهابيين والدواعش، الإسلام لا يخرج إلا العلماء والأدباء ورواد النهضة ورؤساء الدول وطلاب ينشرون الإسلام الوسطي في كل مكان.

كلمنا عن أروقة الأزهر أو الأنشطة العلمية في الجامع الأزهر؟

بتوجيهات الإمام الأكبر تم إنشاء هذه الأروقة في 2018، من أجل أن تكون حائط صد ضد الأفكار المتطرفة والإرهابية، والمحافظة على الأفكار الوسطية وتقديم المناهج الصحيحة والتعريف بسماحة الإسلام ووضع ضوابط وأدلة وبراهين على قضايا مهمة مثل التكفير والمواطنة والإمامة والتعايش والحوار مع الآخر، وتم وضع خطة دراسية وقع عليه أكابر العلماء وأكابر أساتذة جامعة الأزهر، وهناك نوعين من الأروقة، الأروقة الشرعية والأروقة القرآنية، وهذه الأروقة هدية من شيخ الأزهر إلى كل أبناء مصر. 

كلمنا عن الأروقة الشرعية؟

هذه الأروقة تستقبل الطالب الذي يريد أن يدرس الدراسات الدينية ولم يدخل الأزهر، ولا تشترط سنا معينا، وتقبل كل الفئات وكل الأعمار، ودون مقابل، الدراسة مجانية بالكامل، ومدة الدراسة 4 سنوات، سنة تمهيدية، وسنة متوسطة، وسنتين تخصص، شريعة، أصول دين، لغة عربية، دعوة، وهناك تخصصات فرعية مثل، العقيدة والفلسفة، التفسير، الحديث، الفقه المقارن، الفقه العام، أصول اللغة، البلاغة والأدب، وغيرها من التخصصات التي يريدها الدارس.

كيف يتم اختيار الذين يقومون بالتدريس في هذه الأروقة؟ 

عندنا في الأزهر الحرب الفكرية أصعب من الحرب العسكرية، القنبلة قد تدمر قرية أو مدينة لكن الفكرة قد تدمر أمة، لذلك يتم اختيار هيئة التدريس داخل الأروقة من أكابر أساتذة جامعة الأزهر وأكابر العلماء.

ما نظام الدراسة داخل الأروقة؟

هناك دراسة مباشرة داخل الجامع الأزهر، وهناك دراسة أون لاين، الدراسة المباشرة تكون في الجامع الأزهر بالقاهرة وفي 19 محافظة على مستوى الجمهورية، وباقي المحافظات أون لاين، حيث يتم نقل المحاضرات المباشرة من داخل الجامع الأزهر إلى أروقة هذه المحافظات.

ماذا عن الأروقة القرآنية؟

التحق بهذه الأروقة في بدايتها أكثر من نصف مليون تلميذ من سن 5 سنوات، المشايخ الذين يدرسون القرآن في هذه الأروقة جاءوا بعد امتحانات مرهقة ودرجات معينة، لا يدرس في هذه الأروقة إلا من حصل على 80% من درجة النجاح حفظا وإتقانا وتلاوة ثم يخضع لمقابلة فكرية من قبل أساتذة متخصصين في العقيدة والفكر والفلسفة في جامعة الأزهر، يخضع فيها لأسئلة معينة تسمى أسئلة المقابلات الفكرية، حتى لا يأتي محفظ يكون له أفكار أخرى يخرب بها عقول الشباب، فإذا نجح في المقابلات الفكرية والقرآنية يدرس للتلاميذ، وهناك خطة متابعة في كل محافظات مصر، ولدينا منصة إلكترونية في الجامع الأزهر لمتابعة المحاضرات التي تلقى في المحافظات وتسمى غرفة عمليات، وتكون أون لاين عبر «ZOOM».

هل لهذه الأروقة فروع خارج مصر؟ 

 منذ أشهر أعلنا قبول 50 ألف دارس من المصريين في الخارج للدراسة في الأروقة عبر الأون لاين، وعندما أعلنا عن ذلك لم نتوقع هذا الإقبال الكبير من المصريين في الخارج على الدراسة في الأروقة، المصريون في الخارج يريدون ربط أبنائهم بمصر وأزهرها.

ما وقت الدراسة وموعد التقديم وهل تطلب أوراق أو مستندات بعينها؟

الدراسة تكون يومين في الأسبوع، وتكون مساء بعد أوقات العمل، والتقديم يكون خلال شهري مايو ويونيو من كل عام، أما فيما يخص الأوراق المطلوبة فقط إثبات الشخصية، وتحديد المستوى للأروقة القرآنية، ولا يشترط حفظ القرآن في العلوم الشرعية.