رئيس التحرير
خالد مهران

وزير التعليم الفلسطيني فى حوار لـ«النبأ»: الطلاب في غزة فاجئوا العالم بمشاهد تعليمهم وسط الركام

وزير التعليم الفلسطيني
وزير التعليم الفلسطيني خلال حواره لـ النبأ

قال الدكتور أمجد برهم، وزير التربية والتعليم الفلسطيني، إن التعليم بالنسبة للأطفال في غزة هو الأكسجين.

وأضاف وزير التعليم الفلسطيني في حوار لـ«النبأ»: «تجد 720 ألف طالب وطالبة يتعلمون تحت القصف، فضلًا عن 88 ألف طالب جامعي يدرسون وسط الدمار ويذاكرون على الركام، وحريصون على استكمال التحصيل العلمي، وهو الأمر الذي يحاول الاحتلال القضاء عليه، ولكننا باقون ومستمرون في أهدافنا»، وإلى نص الحوار..

ما التحديات التي يواجهها القطاع التعليمي بغزة فى ظل الظروف الراهنة؟

نواجه تحديات كبيرة جدا داخل فلسطين، يواجه شعبنا هجمة شرية من الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، وتحديدا على التعليم، دمروا خلالها أكثر من 95% من المباني المدرسية، أصبح لدينا 293 مدرسة فقط، فضلا عن تدمير أكثر من 85 % من الجامعات، الاحتلال حتى الآن يحاول حرمان أكثر من 800 ألف طالب وطالبة في القطاع من التعليم 

كيف تواجهون التحديات والصعوبات فى ظل إستمرار العدوان؟

حينما استمر العدوان بهذه الشراسة، كان لا بد من اتخاذ قرار بعودة التعليم بالرغم من كل التحديات الكبيرة جدًا التي تواجهنا، وأول شيء تم تقييم حاجة المواطنين وأماكن وجودهم خاصة داخل قطاع غزة، وجرى وضع تصور بعودة المدارس الافتراضية للطلاب الغزاويين في القطاع وخارجه، وحدث ذلك بالتعاون مع الفرق الموجودة داخل غزة، وجرى تخصيص المدارس في الضفة للمعلمين في الفترة المسائية، لشرح وتكميل العملية التعليمية لطلاب غزة استطاعنا خلال تلك الفترة بأخذ العام الزمني للعام الدراسي 2024/ 2025 لتدريس عامين، بحيث يكون 6 شهور للعام الماضي لمن استحال عليه استكمال التعليم، و6 شهور للعام الحالي، وكانت البداية صعبة في ظل وجود تحديات كبيرة جدًا لكن تمكنا من التغلب عليها.

وكيف دربتم المعلمين والطلاب على هذا الأمر في ظل الحرب؟

الاستعدادات كانت موجودة، وكورونا رغم صعوبتها ومشكلتها إلا أنها كان لها الفضل في التحول الرقمي في مختلف البلدان، ومن بينها فلسطين، فتعلمنا منها تجربة التعليمي الإلكتروني، وكنا مستعدين لتنفيذها، والتدريب كان موجودا، ولكن كانت المشكلة بالتجهيزات، بعد ضرب البنية التحتية، ولكن بعد الإعلان عن المدارس الافتراضية أصبح لدينا 330 ألف طالب وطالب التحقوا بها وبدأنا العمل عليها بمشاركة مجتمعية من جميع الجهات المعنية، وهو ما ساعدنا على تخطي التحديات، وأحيانًا كنا نجهز مناطق وبعدها يتم تهجير أهلها وما إلى ذلك وحتى الآن نحارب كل تلك الصعوبات.

هل حاول الاحتلال تعطيل فكرة الفصول الافتراضية؟

حاول الاحتلال فعلا تخريب العملية التعليمية من خلال أكثر من وسيلة حتى لا يعود الطلاب والطالبات إلى المدارس الافتراضية، ولكن نجحنا في عودة 330 ألف طالب وطالبة من طلاب غزة التحقوا بالفصول الافتراضية، وهم يشكلون قرابة 90% من مدراس غزة، وأنهى الطلاب العام الأول المقدر بـ6 شهور قبل أيام، وبدأوا في العام الجديد بعد صدور الشهادات وظهور النتيجة ونحن ماضون بالرغم من الهجمات الأصعب التي زادت بعد الهدنة.

وهل حاول الاحتلال الإسرائيلي التدخل في المناهج التي يدرسها طلاب قطاع غزة؟

بالفعل حاول الاحتلال الإسرائيلي التدخل بشكل مباشر في المناهج التي يدرسها طلاب قطاع غزة ومحاولة فرض مناهج بديلة خاصة بهم لتدريسها للطلاب وهي الفكرة التي نقاومها باستماتة. 

المشاكل التي تواجه القطاع التعليمي؟

تغير التوزيعة السكنية، كانت من أهم التحديات لأن هناك خدمات الأنترنت التي نحاول أن تكون موجودة في أماكن وجود أهالي غزة، ولكن نحن مصرون على إكمال المسيرة التعليمية رغم الخراب والدمار، زاد من المعاناة انقطاع الاتصال وكذلك الكهرباء، وتعاملنا مع منصتين، إحداهما أونلاين، والثانية أوف لاين، وأي حصة تدرس للطالب إذا استطاع أن يحصل عليها في وقتها فخيرًا، وإن لم يتمكن، فأمامه فرصة أخرى لمراجعته من خلال الفيديو المسجل، كان في الحالة الأولى يكون بها تفاعل واندماج بشكل أفضل.. فضلًا عن إننا فتحنا مراكز تعليم مساند.

وماذا عن تلك الفصول؟.. وكيف كانت تدار في ظل القصف؟

يوجد 620 مركزا تعليميا مساندا داخل قطاع غزة، وذلك لدعم التعليم الإلكتروني، وكان يركز على المواد الأساسية للطلاب، حتى يتمكن الطلاب من تحصيل العلم في هذه التحديدات والظروف الصعبة. 

كيف تشجعون الأطفال بغزة لاستكمال التعليم؟

الدعم النفسي الذي يحتاجه الطلاب كبير جدًا، وعودتهم للدراسة جزء من الدعم النفسي الذي يحتاجه الطلاب، طلاب غزة يمتلكون من الإرادة الموجودة لدى أطفال غزة قد تفاجئ العالم كله، يعني متخيل طفل عمره 5 سنين مفيش لا وسائل تواصل ولا إنترنت في بيته، وبيكون قاعد في قلب الركام وبيسمع لدرس، وحاطين الطاولة وبيذاكروا، جزء من عودة الحياة الطبيعية هو التعليم، وربنا يكون في عونهم ويسلمهم، ومع ذلك نقدم الدعم النفسي لهم بالتعاون مع الشركاء الدوليين في هذا الصدد.. لكن خلاصة القول التعليم بالنسبة لأطفال غزة هو أكسجين الحياة.

وما هي أبرز النقاط التى تناولتها بلقاء وزير التعليم المصرى؟

نحن دائمًا في لقاءات مستمرة مع إخوانا في مصر، وهذا ليس أول لقاء يجمعني بمحمد عبد اللطيف وزير التعليم المصري، ولكن هناك تعاون مشترك وتكامل للأدوار لدعم التعليم داخل فلسطين، وتحدثنا عن عقد امتحانات الثانوية العامة لطلاب غزة الموجودين في مصر، ما يقرب من 2000 طالب وطالبة.

كما تناول اللقاء  مناقشة عملية إتمامه بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم في مصر، وناقشنا عدة اقتراحات منها مصير أكثر من 20 ألف طالب وطالبة حاليًا بمصر، ولكن تابعين لمدارسنا الافتراضية، ونسعى لإنشاء مراكز تعليمية تستوعب طلاب غزة بحيث يكون التعليم مدمج ما بين المدارس الافتراضية والوجاهية داخل الفصول، على أن يكون هذا في المدارس مساءً، ونتمنى زيارة وزير التربية والتعليم لغزة قريبًا.

وهل توجد معوقات تواجه الطلاب الفلسطينين فى مصر؟

لا بالعكس هناك قرارات بالتحاقهم بالجامعات الحكومية، ويعاملون مثل الطلاب المصريين، أدى 1400 طالب فلسطيني العام الماضي الامتحانات داخل المدارس المصرية وبمساعدة كاملة من وزارة التعليم هنا، وهذا ليس غريب فالعمق العربي موجود هنا في أم الدنيا.

العديد من الطلاب الغزاويين في مصر قدموا دون مستندات ويواجهون أزمة في الإقامة وبالتالي لا يكون لهم فرصة في الالتحاق بالتعليم.. فهل هناك خطوات لإنهاء تلك الأزمة؟

لكل طالب في فلسطين بشكل عام ملف لدى وزارة التعليم، وبه جميع المستندات الخاصة به، ومن يرغب في أيٍ من تلك الأوراق نحن مستعدون لتقديمها، حتى يتمكن من الالتحاق بالمدارس في البلاد الموجودين بها، ولكن هناك أزمة في الإقامة لمن دخلوا دون تأشيرة عبر الحدود، وبالتالي من الصعب الدخول دون إقامة.

وماذا عن امتحانات الثانوية العامة لطلاب غزة في مصر؟ وهل ستكون تحت إشراف التربية والتعليم؟

الامتحانات التي ستعقد للطلاب الملتحقين بالمدارس المصرية، ستكون بإشراف كامل لوزارة التربية والتعليم المصرية والعدد يقترب من 2000 طالب.

وفي نفس الوقت الذي تعقد فيه الامتحانات في فلسطين تحت إشراف من وزارة التربية والتعليم المصرية، ولكن التصحيح وكل شيء سيكون خاص بفلسطين، وبالفعل في العام الماضي تمكنا من عقد الامتحان لطلاب غزة في 27 دولة، ولكن المعظم كانوا موجودين داخل مصر.

وما هي طريقة التواصل مع طلاب غزة في مختلف بلدان العالم؟

هناك مصادر رسمية، وجهات معنية بالتواصل مع طلابنا في مختلف أنحاء العالم، ومجموعة من المتخصصين يتولون ذلك، وهناك فريق دعم لدى الوزارة تتواصل مع الطلاب حول العالم لتسهيل خدمتهم.

ما هو الوضع الراهن لمدارس «الأونروا» بعد استهدافها المتكرر والمتعمد؟

مدارس الأونروا كانت تمثل 50 % من مدارس غزة، هما بالمناصفة مع المدارس الحكومية، ولكن هناك مخطط لإغلاق مدارس الأونروا، ولا يريد الاحتلال أن يتحدث أحد عن أهالي غزة الذين جرى تهجيرهم من أرضهم، ومن هنا كان هناك ضرورة للقضاء على الأونروا، لطمس القضية من خلال إنهاء واحدة من أهم المعالم التي تذكر العالم بجرائم الاحتلال وهي المدارس التابعة للأونروا، وأصدر الاحتلال الإسرائيلي قرارا بإمهالهم 30 يومًا لمنع التحاق أي غزاوي بتلك المدارس، وإلا يتحمل المسئولية من يتجاوز هذا القرار، ولكن حق اللاجئ الفلسطيني أن يتعلم وأن يلتحق بهذه المدارس، ونحن لا نريد سوى العودة لبيوتنا التي جرى تهجيرنا منها ووقتها من حقهم غلق مدارس الأونروا.

وماذا عن جهودكم لدعم المعلم الفلسطيني؟

 لو بنتكلم على دعم المعلم الفلسطيني، فإن كل الشعب يعاني ويحتاج لدعم وخاصة الأطفال، الذين هم الأكثر تأثرًا بهذه الحرب، فإن نجو من الموت لم ينجو من مشاهد الدمار أو الإصابة أو القصف، وهذا شيء لا يتحمله البالغين لأن المأساة كبيرة جدًا، ولكن نحن نتكاتف للعمل من أجل النهوض بالمجتمع، لأنه في التحديات يكون الاتحاد للحفاظ على كينونة المجتمع.

فى وسط الدمار هل فقد طلاب غزة الشغف فى التعليم؟

التعليم ليس رفاهية في فلسطين، وحينما تريد أن تعيد الأمل للأطفال في غزة عليك أن تعيد لهم التعليم، لأنه المستقبل لهم، والتحديات كبيرة والدمار لا يوصف وما ينقل جزء من مشاهد يومية متكررة، ولكننا نعمل بروح الفريق الواحد لمواجهة تلك التحديات، والتعليم في حد ذاته مقاومة لأن الاحتلال لا يريد أن يرى فلسطيني متعلم، ونحن نؤكد أن التعليم هو حق لنا ويجب عودة الأمل لكل الأسر بتعليم أطفالهم.

حدثنا عن انطباعك بشأن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الفرنسي لمعبر رفح؟

حينما نتحدث عن الرئيس السيسي، وعن مصر فنحن نتحدث عن أنفسنا، إحنا بنعتبر حالنا من أهلنا المصريين، والدعم اللامحدود اللي بنلاقيه في مصر من الرئيس والحكومة والشعب مقدر، وهناك علاقة أخوية بيننا وبين المصريين، ونحاول دائمًا التوصل معهم لحلول لوقف الحرب، وتخفيف معاناة الحرب، ودعمنا في الصمود والبقاء على أرض فلسطين.

ما هو رأيك في خطة إعمار القطاع المقدمة من مصر فيما يخص هذا الجانب؟

حاليًا جرى مسح الدمار، وكان هناك خطة إغاثية للعملية التعليمية من خلال فتح المدارس المؤقتة، وبناء مراكز تعليمية مؤقتة داخل الجامعات الفلسطينية لاستيعاب واستقبال الطلاب في اليوم التالي لإنهاء الحرب، وخطط للمعامل، والمؤسسات التعليمية وذلك ضمن خطة مصر لإعادة إعمار غزة.