قوات جنوب أفريقيا تتوسع في التدخل السريع.. وشكوك بشأن استمراريتها
أعدت القوات المسلحة لجمهورية جنوب أفريقيا فرقة عسكرية خاصة وأعلنت جاهزيتها واستعدادها للمشاركة على وجه السرعة داخل إطار "القدرات الأفريقية للتدخل السريع لمواجهة الأزمات" في القارة المعروفة اختصارا بـ#### ACIRC#####. وباعتبارها إحدى الدول الأفريقية التي دفعت بقوة في اتجاه تبني تشكيل مثل هذه القوات لعلاج الفجوات الناشئة بسبب تأخر تجهيز قوات أفريقية قادرة على المشاركة السريعة، فإن جنوب أفريقيا وافقت على تخصيص فرقة عسكرية ووضعها على أهبة الاستعداد بحلول شهر ديسمبر المقبل، وهو ما يتأخر قليلا عن الجدول الزمني الأصلي الذي كان يتعين جاهزية القوات فيه بحلول الأول من أكتوبر 2015.
ولاتزال المدة الزمنية المقرر بقاء قوة جنوب أفريقيا العسكرية على أهبة الاستعداد غير معروفة، غير أن المتعارف عليه في هذا الشأن أن تصل إلى 3 أشهر، بيد أنها تعتمد بصفة رئيسية على عدد الدول المستعدة لإرسال قوات تابعة لها في إطار آلية "أكريك" للتدخل السريع. وأعطى قائد القوات في جنوب أفريقيا الجنرال فيزو ماسانوندو، القليل من التفصيلات بشأن تشكيل قوات بلاده المشاركة في "أكريك" ملمحا إلى أنها ستتشكل من جماعات قتالية مشتركة قوامها يزيد على 1500 عنصر من قوات النخبة. ومن المقرر أن يشارك جيش جنوب أفريقيا بكتيبة مشاة ميكانيكي (الكتبة التاسعة للمشاه الميكانيكية المجهزة بحاملات الجند المصفحة من طراز "كاسباير" ؛ وسرب من المركبات الميكانيكية (من طراز "راتال – 20" المخصصة لقوات المشاه الهجومية والتابعة لكتيبة المشاه الأولى، ومركبات "رويكات" المصفحة، وقد تشارك مركبات "راتال- زد تي 3" المزودة براجمات مضادة للدبابات والتابعة لكتيبة الخدمات الخاصة الأولى)؛ وبطارية مدفعية خفيفة (تابعة لفرقة المدفعية الأولى المجهزة بمدافع مورتار عيار 120 مم)، وبطارية مضادة للطائرات (تابعة للفوج العاشر- دفاع جوي المزود بصورايخ من طراز "ستارستريك")؛ بالإضافة إلى جنود تابعين للفرقة الثانية الميدانية لسلاح المهندسين؛ وجنود تابعين لفوج الاستخبارات العملية الأول؛ وكتيبة إشارة مدمجة تضم عناصر من فرقة الإشارة الأولى والثانية والخامسة بالإضافة إلى عناصر من فرق الاتصالات الاستخباراتية، ومعظم الجنود المشاركين في تلك العمليات سيتم تزويدهم بمركبات "كاسباير" المصفحة المضادة للألغام.
ومن المقرر أن تشارك قوات الجو الجنوب أفريقية بتقديم فريق عمليات جوية متنقلة، ومقاتلتين متعددة المهام من طراز "جريبين"، وطائرتين هجوميتين من طراز "رويفولك"، وطائرتي نقل هليكوبتر من طراز "أوريكس" المتوسطة الحجم، وطائرتي هليكوبتر للمهام الخفيفة من طراز "إيه -109"، علاوة على طائرتي نقل من طراز "سي- 130". ويرى مراقبون أن قوات الجو الجنوب أفريقية لم توضح بشكل قاطع ما إذا كانت مشاركتها في القوات بزوج من الطائرات أثناء عملية الانتشار فقط أم أن نيتها تتجه إلى نشر ثلاث طائرات من كل نوع من الطائرات... المعروف أن نشر زوجين فقط من الطائرات المشار إليها يعطي مساحة وقدرات عملياتية محدودة للغاية أثناء تنفيذ المهام العسكرية والقتالية.
وستشارك القوات البحرية من دولة جنوب أفريقيا بتقديم عناصر تابعة لـ "قوات التدخل السريع البحرية" من بينها قطع نهرية بحرية أو طائرات مراقبة شواطيء وأفراد مشاه بحرية، وسيعتمد ذلك على وتيرة العمليات واحتياجاتها. ويقدم سلاح الخدمات الطبية العسكرية التابع لجيش جنوب أفريقيا مجموعة طبية ميدانية، ومستشفى ميداني ثنائي المهام، بالإضافة إلى انضمام فصيلة شرطة عسكرية. ويعتمد تشكيل قوات جنوب أفريقيا المشاركة في تلك العملية على خبراتها وتجاربها السابقة التي اكتسبتها من المشاركة في جمهورية أفريقيا الوسطى التي تعد أحدث العمليات التي شاركت فيها.
كما شاركت كتيبة من جنوب أفريقيا مع قوات التدخل السريع التابعة للأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، علاوة على المناورات العسكرية الأخيرة "سيبوكا" التي نفذت لزيادة جاهزية القوات وتضمنت تدريبات على القيام بعمليات عسكرية في مناطق نائية وحضرية وغيرها من العمليات الحربية والعسكرية في بيئات الحروب. واعتبر بعض المراقبين أن موقف جنوب أفريقيا يكتنفه بعض الغموض وأن هناك تساؤلين مهمين لازالا بلا إجابات منطقية أولهما يتعلق بكيفية نشر وضمان استمرارية وتعزيز تلك القوات أو تقليصها إذا تطلب الأمر في ضوء القدرات المحدودة لجيش جنوب أفريقيا للقيام بعمليات نقل جوي وانعدام قدرات البحرية على القيام بذلك. أما التساؤل الثاني فينصب على ماذا سيحدث إذا عزفت الدول الأخرى عن نشر قوات في إطار ما يعرف بـ"القدرات الأفريقية للتدخل السريع لمواجهة الأزمات".
فالواقع على الأرض يشير إلى أن القوات الجنوب أفريقية تنتشر في عدد من المهام بما يفوق قدراتها على التوسع والانتشار على نحو يحول من قدرتها على توسيع نطاق العملية الأخيرة إذا لزم الأمر، ولاسيما أنها تشارك حاليا في دارفور وجمهورية الكونغو الديمقراطية، فضلا عن انتشارها على امتداد دولة جنوب أفريقيا نفسها لتأمين حدودها الواسعة.