التلجراف: استقبال بارد من بوتين للأسد
وصفت صحيفة التلجراف البريطانية استقبال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لنظيره السوري بشار الأسد في الكرملين قبل يومين بـ"البارد"، مؤكدة أن نظرات الحذر كانت بادية على الزعيمين خلال اللقاء الذي جمعهما.
ونقلت الصحيفة عن ديمتري ترينين، مدير مركز كارنيجي موسكو، قوله: "إن اللقاء لم يكن شخصياً، فالأولوية القصوى بالنسبة للروس هي إنقاذ السلطة المركزية في سوريا وليس الأسد نفسه، بشار ليس بقرة مقدسة بالنسبة للروس، لا نريد أن تتداعى سوريا كما تداعت ليبيا".
واعتبر ترينين أن العلاقة بين موسكو ودمشق تقوم على المصالح وليس على الاعتبارات الشخصية أو الأيديولوجية أو قيم معينة.
من جهته، اعتبر أندريه جيه تايلر، خبير الشؤون السورية بمعهد واشنطن، أن "الروس يعرفون أنه لا يمكن الحفاظ على الأسد، إنهم محبطون من جهته".
وتنقل الصحيفة عن مسؤول كبير في الإدارة الامريكية قوله: "إن موسكو لا يبدو أنها متشبثة بالأسد، ولكنها إلى الآن لا تبدي استعداداً للتفاوض على رحيله".
الأسد سافر إلى روسيا على متن طائرة عسكرية روسية، ولم يعلن عن زيارته إلا بعد عودته من موسكو، وهو يظهر بشكل كبير حجم اعتماده على المساعدة التي يتلقاها من روسيا وإيران.
وهذه هي أول رحلة للأسد خارج سوريا منذ اندلاع الأزمة عام 2011، والأولى له إلى موسكو منذ عام 2005، وهو ما يعكس حجم العزلة الدولية التي يعيشها النظام.
التخطيط السري للعمليات العسكرية الروسية، وفقاً لمحللين عسكريين، تمت على مستوى عال بين الجيشين ووكالات الاستخبارات التي كانت موجودة أصلاً طيلة سنين الأزمة السورية، والتي كانت تضمن الاتفاق على تفاصيل إرسال شحنات الأسلحة عبر ميناء طرطوس على البحر الأبيض المتوسط.
هدف بوتين الأساسي في سوريا، كما كان وضعه في تصريحات في الأمم المتحدة الشهر الماضي، كان لمنع سقوط دولة أخرى ذات سيادة في منطقة الشرق الأوسط من خلال ما يعتبره التدخل الأجنبي بقيادة الولايات المتحدة.
الغرض الثانوي الذي لم يعلن عنه بوتين، كما تقول الصحيفة، هو التأكيد على عودة روسيا كلاعب أساسي في الشرق الأوسط وخارجه، وأيضاً تخفيف العزلة الدبلوماسية التي فرضت على بوتين عقب الأحداث في أوكرانيا.
وحذر مسؤولون أوروبيون وأمريكيون في وقت سابق من أن التدخل الروسي في سوريا سوف يعقد الحل السياسي ويجعله أكثر بعداً، بغض النظر عما يكنه بوتين من مشاعر تجاه الرئيس السوري بشار الأسد .
ونفى المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، أن يكون الزعيمان قد ناقشا المستقبل السياسي للرئيس السوري بشار الأسد.