تقرير: فوز "مزيّف" لريال مدريد على سان جيرمان
نجح فريق ريال مدريد الاسباني بخطف بطاقة التأهل إلى ثمن نهائي دوري أبطال اوروبا لكرة القدم رغم تبقي جولتين، بعد فوزه بهدف نظيف على باريس سان جيرمان الفرنسي على ملعب (سانتياجو بيرنابيو) مساء الثلاثاء، في الجولة الرابعة من دور المجموعات للتشامبيونز ليج.
ربّما كانت النقاط الثلاث التي كسبها ريال مدريد من معركته امام النادي الباريسي افضل ما حدث للميرينجي، وكانت بمثابة "ابرة المخدر" بعد العرض الباهت الذي قدمه لاعبي ريال مدريد - بطل أوروبا 10 مرات - لولا يقظة المدافعين وتألق الحارس الكوستاريكي كيلور نافاس وسوء طالع مهاجمي سان جيرمان، لكان الاخير فاز بفارق 4 اهداف على الاقل.
لماذا ظهر ريال مدريد بهذا الشكل "الشاحب" على ارضه وبين جماهيره، وما هي اللمسة الفنية التي اضفاها بينيتيز على تشكيلة ريال مدريد، وإلى متى ستبقى عيادة الميرينغي تستقبل زائرين جدد رغم ضغط المنافسة.
وجد بينيتيز نفسه مجبرا على اللعب بدون ضلعي المثلث الهجومي للبي بي سي، وهما كريم بنزيمة وجاريث بيل فضلا عن غياب (هاري بوتر) جيمس رودريجيز بداعي الاصابة، وان تواجد على مقاعد البدلاء إلا انه يحتاج للمزيد من الوقت لاستعادة فورمة المباريات واحساس الكرة، وكذلك الامر مع غياب كارفاخال، بيد أن عيادة اللوس بلانكوس استقبلت الزائر الجديد البرازيلي مارسيلو، الذي عانى من اصابة عضلية في منتصف الشوط الاول ليدخل ناتشو بديلا له، وقد يغيب على اثرها لمدة 10 ايام حسب التقارير الاولية.
غياب هؤلاء اللاعبين الاساسيين عن صفوف ريال مدريد، ربما يبرر تراجع المستوى الفني للنادي الملكي في المباريات الاخيرة، إلا أن عودتهم بكل تأكيد ستحسن من اداء ريال مدريد وخاصة في الشق الهجومي، وستجعل مهمة احراز الاهداف امرا سهلا، كما أن عودة لاعبون بحجم بيل وبنزيمة ورودريغيز ستحرر رونالدو من رقابة المدافعين.
"أن تفوز رغم المعاناة افضل لك ان تخسر بكامل قوتك"، ربما كانت هذه العبارة شعار بينيتيز الذي اشهره في وجه المؤيدين قبل المعارضين، حيث لم تستقبل شباك ريال مدريد اي هدف في 4 جولات بالتشامبيونز ليغ ويتصدر ترتيب الليغا بعد مرور 10 جولات، كما ان شباكه استقبلت 4 اهداف بمعدل (0.4 هدف) في المباراة الواحدة بالدوري الاسباني، وهي الشمعة المضيئة بمسيرة بينيتيز في قلعة البيرنابيو، الذي يؤمن بمقولة "خير وسيلة للدفاع الهجوم"، كيف لا والجميع شاهد رونالدو يلعب كمدافع في اغلب الاوقات، واعتمد على المرتدات امام خصم قوي ومتطور بحجم سان جيرمان، الذي سيكون له شأن كبير في القارة الاوروبية خلال المستقبل.
ربما لو بادرت بسؤال احد عشاق النادي الملكي حول امنيته، ستكون اغلبها مجتمعة حول مشاهدة الفريق مكتملا ولو لمباراة واحدة منذ بداية الموسم، حيث غيّب "فايروس" الاصابات اغلب اللاعبون، بيد أن هذه المشكلة، وان كانت بارادة الله عز وجل وحده، إلا انه يتوجب على مسؤولي ريال مدريد الاخذ بالاسباب ومعرفة مكامن الخلل، والتأكد من قيام الطاقم الطبي باتمام عمله على اكمل وجه، بسبب قوّة المنافسة وضغط المباريات.
بينيتيز بات مطالبا بضرورة تجهيز كافة اللاعبين وعدم اعتماد الاستثناءات في مبدأ التناوب بين اللاعبين نظرا للاستحقاقات الكروية المقبلة، حيث سيحل ريال مدريد ضيفا ثقيلا على اشبيلية بملعب (رامون سانشيو بيزخوان) الاحد المقبل، ثم سيتوقف الدوري وكافة المسابقات المحلية بسبب اسبوع الفيفا، الذي اصبحت الفرق تخشاه بسبب لعنة الاصابات التي تضرب النجوم، ثم سيجد ريال مدريد نفسه في مواجهة مشتعلة على ارضه (سانتياغو بيرنابيو) امام برشلونة بالكلاسيكو يوم 21 تشرين الثاني/ نوفمبر الحالي .. فهل يحقق بينيتيز ما جاء من أجله مع ريال مدريد في ظل هذه الظروف الصعبة؟.