حلف القاهرة وموسكو ممتد وواشنطن تؤكد تفجير الطائرة الروسية
بعد أن قررت بعض الدول الأوروبية إيقاف وتجميد رحلاتها السياحية إلى مصر، ارتأت موسكو اتخاذ القرار نفسه، رغم أن المتحدث الإعلامي باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف، قال الخميس، إن ادعاءات إسقاط الطائرة الروسية المنكوبة، بـ"قنبلة" في صحراء سيناء، عارية عن الصحة، فيما ترجح واشنطن ودول غربية أخرى حدوث انفجار يقف وراءه تنظيم "داعش".
وفي وقت بدأت العلاقات الروسية المصرية تشهد قوتها، خصوصاً بعد تأييد مصر بشكل كامل للضربات الروسية في سوريا واعتبارها عمليات ناجحة؛ جاء سقوط الطائرة الروسية في سيناء ليُقلق نشاط موسكو في مصر ويزعزع العلاقة.
- الأبعاد السياسية
وتعتبر موسكو مصر؛ الشريك الاستراتيجي الأنسب في المنطقة، وسط بلدان تعارض جميعها وجود رئيس النظام السوري بشار الأسد، الذي تدعمه روسيا منذ بدء الثورة السورية على الجبهات كافة، كما تعارض دول المنطقة، وخصوصاً الخليجية، نشاط النظام الإيراني الحليف لموسكو، في حين لا تبدو مواقف القاهرة متناسقة مع هذا الوضع العام في المنطقة.
وفي حين تحارب واشنطن تنظيم " داعش " عبر التحالف الدولي في سوريا والعراق، تنشط عمليات "ولاية سيناء" التابع للتنظيم نفسه في شمال سيناء، دون مساع من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لإسناد الأمن المصري، رغم أن التنظيم كرر تبنيه إسقاط الطائرة عدة مرات.
ويرى مراقبون أن موقف واشنطن يأتي من أنها لا تسكت على الازدواجية المصرية في التعامل مع القضايا المشتركة، فهي حين تؤيد ضربات روسيا بسوريا وتساهم ببقاء نظام الأسد؛ وتؤيد ضمنياً إيران وتدخلاتها في سوريا والمنطقة، تحارب بالمقابل مع التحالف العربي جناح إيران في اليمن (الحوثيون).
- تغير لافت لموقف مصر
وفي إشارة إلى ميل القاهرة لاستبدال حليفها الأمريكي، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري، اليوم السبت، إن بلاده لم تجد القدر الكافي الذي كانت تأمله من تعاون الدول الأخرى في مواجهة الإرهاب.
في المقابل، قالت وكالة إنترفاكس الرسمية الروسية، أمس الجمعة، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أعطى توجيهات بإرساء التعاون مع مصر لضمان سلامة الرحلات الجوية.
وكان فريق تحقيق روسي يرأسه وزير النقل الروسي، قد وصل القاهرة السبت الماضي، عقب تحطم الطائرة لبدء التحقيق في الحادث.
وتصدرت روسيا الدول التي سعت مصر إلى تعزيز علاقتها بها مقارنة بدول أخرى، وذلك عبر تعزيز التعاون في المجالات العسكرية والاقتصادية.
وكان رئيس الديوان الرئاسي الروسي سيرجي إيفانوف، قد أعلن في 19 أكتوبر الماضي، أن روسيا ستزود مصر بالمعدات والمروحيات للحاملة "ميسترال" بقيمة تتجاوز مليار دولار، التي كانت فرنسا صنعتها بموجب طلب روسي.
وقال إيفانوف: "إن روسيا ستكون إذا رغبتم مقاولاً من الباطن (مقاولاً فرعياً)، الذي سيزود ميسترال بالمعدات اللازمة، التي من دونها ميسترال للأسف ستكون علبة معدنية، بالإضافة للمروحيات وهو ما مجموعه أكثر من مليار دولار".
ووقعت القاهرة وباريس في الـ 10 من أكتوبرالجاري، اتفاقاً بشأن تزويد مصر بحاملتي المروحيات "ميسترال"، بعد فسخ الصفقة بين فرنسا وروسيا.
إلا أن صحيفة الإندبندنت البريطانية، ذكرت في مقال لها اليوم السبت، أن تفجير الطائرة الروسية فوق سماء سيناء المصرية ألحق أضراراً كبيرة بكل من مصر وروسيا، خاصة أنها جاءت متزامنة مع زيارة السيسي إلى لندن ومساعيه الرامية إلى إظهار مصر على أنها بلد خال من الإرهاب.
ويعتبر خبراء في الشؤون الدولية أن سقوط الطائرة قد يكون مؤامرة أمريكية غربية لاستهداف العلاقات المصرية الروسية بعد تطورها في ا?ونة ا?خيرة، وهو ما يؤثر على زعزعة نفوذ واشنطن بالشرق الأوسط وبالأخص؛ جوار إسرائيل.