شركات نوفونورديسك سافونى العالمية تهدد باحتكار صناعة "عقار الانسولين"
جاء يستند على كتف زوجته، امتلأ وجهه بالتجاعيد، انتفخت وجنتاه بشكل ضخم، وخاصة منطقة الجفون. هكذا هو حال أحمد حسين، واحداً من ضمن 7 مليون مريض بمرض السكرى.
تصاعدت أزمة نقص الانسولين خلال الايام الماضية، مما حدا بوزارة الصحة لاصدار بيان تقول فيه "انه تعمل جاهدة من اجل توفير عقار الانسولين لمستخدميه، وأنها تهيب على وسائل الاعلام تحرى الدقة".
تقول التقارير الأعلامية، أن المشكلة بدأت عندما طرحت وزارة الصحة، مناقصة بين عدد من الشركات لتوريد 5 مليون عبوة أنسولين، وتم الاتفاق على أن تقسم المناقسة بين الشركات الأجنبية بنسبة 20% والونية بنسبة 80%. وقد قبلت وزارة الصحة 4 عروض هم شركات "المصل واللقاح – المهن الطبية – سيدكو – النيل".
بحسب وزارة الصحة، فأن الشركات الأجنبية عرضت عليها عرض مالي بقيمة 98 مليون جنيه، يتضمن توريد 5 مليون عبوة أنسولين بسعر 16,60 جنيهاً، هذا فى حين أن تكلفتها تصل لت 20 جنيهاً، فى حين قدمت الشركات المصرية سعر 22,5 جنيه للعبوة، وذلك بسبب أزمة الدولار.
بحسب خبراء اقتصاديين، فأن أزمة الدولار الحالية تسببت فى رفع اسعار المواد الخام والأولية بشكل لافت للنظر خلال الايام الماضية. تعانى مصر من نقص فى العملة الصعبة فقد انخفض الاحتياطي النقدي خلال الاشهر الفائتة باكثر من مليارى دولار "من 20 مليار دولار إلى 18 مليار دولار" خلال شهرين فقط.
يتخوف صناع الدواء المصريين من احتكار شركات الدواء العالمية صناعة الانسولين محلياً، اذا ما وافقت وزارة الصحة على العرض الأجنبي، ويوضح رئيس شركة المصل واللقاح قى تصريحات سابقة، أن الشركات العالمية متعددة الجنسيات، كانت تبيع العبوة الواحدة من عقار الانسولين بسر 37 جنيهاً، وبعد بدء الشركات المصرية فى انتاج العقار بدأت فى تخفيض اسعارها، وهى بهذه الخطوة لاتعدو أكثر من كونها "طعم" لضرب الشركات المصرية، وشل قدرتها على تسويق منتجها مما ينتج عنه تكدس فى مخزونها الدوائي، وبالتالى إفلاس هذه الشركات.
يقول على عوف رئيس شعبة تجارة الادوية، أن إدارة وزارة الصحة أسرعت فى تسجيل الانسولين الجديد لشركة نوفونورديسك الدنماركية حتى تستطيع الاشتراك فى المناقصة، وقد استحوذت هذه الشركة وشركة "سانوفى" الفرنسية على 80% من حصص الانسولين.
المفاجأة كانت فى أن شركة سانوفى هى الممولة لمشروع مصر خالية من السكر، ومشروع سكرك ايه، بقيمة 10 مليون جنيه، فيما أنشئت نوفونورديسك نحو 15 عيادة سكر، وهذا تمهيداً للاستيلاء على السوق المصري.
هذا فيما أعلنت وزارة الصحة على أنها ستقوم بتوفير 80% من احتياجات السوق المصري من خلال الشركات المحلية، و20 % من المستورد، مؤكدة حرصها على أن يتعدى المخزون الطبي بالوزارة إلى 250 ألف عبوة من الانسولين، كما يتعدى الانسولين بالشركات المنتجة والموردة 7.5مليون عبوة تكفي لاستهلاك يتراوح من 5 – 8 شهور.
وجاء فى بيان الوزارة، ان كمية الأنسولين المدعم بالشركة المصرية لتجارة الأدوية، والذي يتم توريده إلى السوق المحلي بالصيدليات تتعدى 2مليون عبوة تكفي استهلاك ما يزيد عن 5 أشهر، حيث يبلغ نسبة الاستهلاك الشهري من الأنسولين المدعم قرابة 400ألف عبوة.
يذكر، ان عدد المصابين بمرض السكر نحو 382 مليون مصاب فى العالم، والأغلبية الساحقة للمرضى مصابون بالنوع الثاني من البول السكري المرتبط بالسمنة ونقص الحركة، وتنتشر الإصابة مع اتباع المزيد من الناس في البلدان المتقدمة أنماط الحياة الغربية والحضرية.
والتقدير الأحدث من الاتحاد الدولي لمكافحة السكري يساوي معدل انتشار عالمي نسبته 8.4 % من عدد البالغين في العالم، ويزيد عن العدد المسجل في عام 2012 وهو 371 مليون مصاب. ويتنبأ الخبراء وجمعيات الطب العالمية، بأن يقفز العدد بنسبة 55 % ليصل إلى 592 مليون مصاب بحلول عام 2035. فيما يبلغ عدد الوفيات بسبب هذا المرض إلى 5,1 مليون وفاة سنويا.