بالفيديو .. سر تحميل السيسي «عبد الناصر والسادات ومبارك» مسئولية انهيار الدولة
عبد الحفيظ : هذه القضايا لا يجب تناولها بهذه الطريقة والرئيس أخطأ في عدة نقاط
المداخلة الهاتفية التي أجراها الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الإعلامي عمرو أديب في برنامج "القاهرة اليوم"،ما زالت تثير الكثير من علامات الاستفهام والجدل سواء بين المؤيدين أو المعارضين .
ومن أهم وأخطر 10 نقاط جاءت في مداخلة الرئيس :
الأولي : هي حديثه عن حال البلد ووضعها السياسي والاقتصادي والاجتماعي، حيث قال الرئيس " البلد حتى ثورة يناير كانت عبارة عن أشلاء وبقايا دولة، وأن البلد أتسابت 50 سنة .. وأن ما تعيشه مصر الآن هو تداعيات الخمسين سنة الماضية" فهل يعنى ذلك أن الرئيس يُحمل كل الحكام الذين حكموا مصر قبل ثورة 25 يناير، وهم جمال عبد الناصر وأنور السادات وحسني مبارك، وهم كلهم من أبناء المؤسسة العسكرية مسئولية انهيار الدولة طوال 50 عاما ؟؟
الثانية : قال الرئيس أن البلد في 2011، أي بعد ثورة 25 يناير، كانت على حافة الانهيار، وانه تم إنقاذها في 30 يونيو 2013 من الانهيار التام .. فهل يعنى ذلك أن الثورة السبب الرئيسي في المشاكل التي تعاني منها مصر حاليا ؟
الثالثة : حديث الشباب عن روابط الأولتراس، واستعداده للجلوس معهم لمناقشة مشكلة مذبحة بورسعيد .. فهل يعنى ذلك اعتراف الرئيس بشرعية هذه الروابط، التي تضعهم الدولة على قوائم الإرهاب ؟
الرابعة : قال الرئيس " بكره هتشوفوا العجب في مصر وهتشوفوا التقدم .. فماذا يقصد الرئيس وماذا كانت الدولة تفعل الفترة الماضية .. وما وجه الشبه بين ما قاله خلال هذه المداخلة وما قاله منذ سنتين، عندما قال " وبكره تشوفوا مصر " و " مصر هتبقى أد الدنيا " ؟
الخامسة : هي قول الرئيس " اللي وقع مننا في 50 سنة نحتاج نبنيه في 50 سنة " .. فماذا يقصد الرئيس، وماذا كان يحدث في السنتين السابقتين ؟
السادسة : قال الرئيس " إحنا اللي مش عارفين نتواصل مع الشباب، ومش عارفين نوجد مساحة تفاهم معهم، أنا ببذل جهد كبير في ذلك، لكن أحتاج لوقت " فهل هذا يعنى أن الدولة فشلت خلال الفترة الماضية في استيعاب الشباب واحتوائهم رغم ما كان يقال عن ذلك في وسائل الإعلام ؟
السابعة : قال الرئيس أيضا " ما تعيشه مصر الآن هو نتيجة طبيعية لدولة كانت في حالة ثورة طوال 5 سنوات " فهل مصر ما زالت تعيش في حالة الثورة ومتى تخرج منها ؟ .
الثامنة : وعن رسام الكاريكاتير إسلام جاويش قال " أنا مش زعلان من جاويش ولا غيره من الشباب " ألا يتناقض ذلك مع تعامل الدولة مع الشباب، لاسيما ثورة 25 يناير؟ .
التاسعة : هي قول الرئيس " كل حتة فيكي يا مصر فيها أمور، لكن مش عايز أقولها عشان المصريين ميزعلوش " فماذا يقصد الرئيس ولماذا لا يعلنها للشعب إذا كان دائما يتحدث عن المكاشفة والصراحة ؟
العاشرة : اعترافه عن فشل الدولة في التعامل مع مشكلات الشباب، وعلى رأسها مشكلة الأولتراس .
عن هذا الموضوع يقول أحمد عبد الحفيظ القيادي الناصري، أن ما قاله الرئيس عن تحميل انهيار البلد للأنظمة السابقة غير صحيح، مشيرا إلى أن انهيار البلد بدأ من أواسط السبعينيات في عهد السادات، بعد إعلان الانفتاح والمصالحة مع إسرائيل، واستمرار هذه السياسات في عهد مبارك، لافتا إلى أن مصر استطاعت بعد نكسة 1967 الوقوف على أرجلها والعبور إلى المستقبل وإعادة بناء الجيش، وتحقيق انتصار أكتوبر الذي ما زال السيسي والقوات المسلحة والشعب المصري يفخرون به، وبالتالي مصر خلال هذه الفترة لم تكن بلدا منهارة ولم تكن أشلاء دولة.
وأوضح عبد الحفيظ أن تحميل الحكام السابقين، وهم كلهم من أبناء المؤسسة العسكرية مسئولية انهيار الدولة، كان يوجب على الرئيس عدم تناولها بهذا الشكل، لاسيما وأن الكثير من الشباب قاموا بالرد عليه وقالوا : أن كل الحكام السابقين لثورة يناير كانوا من العسكريين، وبالتالي العسكريين وهو واحد منهم يتحملون مسئولية انهيار الدولة، لافتا إلى أن الرئيس السيسي ما زال يسير على نفس سياسات عبد الناصر والسادات ومبارك .
وأضاف عبد الحفيظ انه لا شك أن الدولة استعادت بعضا من تماسكها بعد قيام ثورة 30 يونيو، لافتا إلى أن حديث الرئيس السيسي عن العجب والتقدم هو نفس ما يقوله دائما مثل " وبكره هتشوفوا مصر " مشيرا إلى أن مثل هذه الأقوال تأتي في إطار شحذ الهمم وشحن الناس وإعطائهم جرعة من الأمل، في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية في البلد، وبالتالي حني يتم تحقيق مطالب الجماهير هو يريد أن بتشبث الناس بالأمل، مشيرا إلى أن حديثه عن انهيار الدولة يدخل في نفس الإطار، لافتا إلى أن قول الرئيس بأن ما ضاع من مصر في 50 عام يحتاج إلى 50 عاما للبناء، قال عبد الحفيظ أن البناء لا يحتاج إلى 50 عام إذا تم البدء فيه، وقال عبد الحفيظ أنه على الرئيس الإفراج عن كل الشباب المحبوسين إذا كان صادقا في حديثه عن الشباب، مؤكدا أن الرئيس السيسي كان صادقا في حجم المشكلات التي تواجه البلد .