رئيس التحرير
خالد مهران

أكره أمى.. هى مجرمة مجرمة مجرمة

حسام السكرى
حسام السكرى

حكاية رقم ١: «كان عندى ٧ أو ٨ سنين. أمى دخلت عليا لقتنى بأحسس على جسمى زى كل الأطفال. فى نفس الاسبوع قررت تاخد خطوة الختان.

ودونى عيادة دكتور كلها ستات جايين ببناتها. كنت طفلة مطيعة. منطقتش بكلمة.

دخلنا للدكتور. فاكرة شكله زى النهاردة. راجل بدقن. بتاع ربنا يعنى. (بعد ما روحنا) كانوا جايبين شيخ قاعد يقرأ قرآن. وناس جاية تسلم وضيوف. آه نسيت اقولك، وكانوا لافين الجزء اللى قطعوه منى بشاشة ورابطينها فى دراعى. لما كبرت وفهمت أصبت بحالة غضب شديدة. ده غير طبعا تأثيره عليا لما اتجوزت. أوقات كتير كنت بحاول امثل على جوزى، عشان ما يصابش بالإحباط. باتفادى تماما الكلام فى الموضوع ده معاه أو مع غيره. أنا عمرى ما اتكلمت فى الموضوع ده».

 

حكاية رقم ٢: «انت متخيل نفسية طفلة وعدد الأيام والسنين اللى مرت فى خوف ورعب (فى انتظار الختان)؟ عمرك ما هتقدر تتخيل.

نسيت أقولك عن التلميحات إن ده هيحصل هيحصل.. بعد سنين جه اليوم الموعود. التفاصيل لا تنسى. مش فاكره شكل الست. حجمى الصغير تقريبا مكانش جايب وشها. أو يمكن ماقدرتش ابص لها. الأدوات وهى بتتعقم فى المطبخ فى ميه مغلية. صوت المشارط والمقصات وهى بتخبط فى بعضها. وانا مستنيه فى الصالة».

 

حكاية رقم ٣: أنا بنت لسه ما اتجوزتش عندى 28 سنة. كذبوا على وقالوا لى هناخدك مشوار ولقيت نفسى متكتفة على سرير دكتور وحاسة بكل الآلام. صريخى مش جايب نتيجة. اليوم ده مسببلى مأساة. بقى عندى فوبيا (خوف) من المكان ده (عضو التناسل)، وفوبيا من كل الدكاترة، وكل المستشفيات.

عندى قناعة إن أى دكتور مؤذى. بخاف اروح اكشف على سنانى. ممكن وانا فى السن ده أبكى وانا فى العيادة من كتر الخوف. وكل ما اتصور ان فى يوم هيجى أى راجل يقربلى باتنفض حرفيا».

 

حكاية رقم ٤: «عمرى ما هانسى اللحظه دى. كأن الموس بيقطع فى جسمى دلوقتى. حتى بعد زواجى وخلفتى لطفلين مازلت أقول إن أمى مجرمة مجرمة مجرمة، ولن أسامحها أبدااا لا فى الدنيا ولا فى الآخرة. ودايما بأقول لإخواتى إنى هاقف أمام ربنا يوم القيامة أقول أنى مش مسامحة المجرمة دى أبدا».

 

هذه مقتطفات بسيطة من حكايات تبوح بها صاحباتها لأول مرة فى إطار مبادرة للحديث عن تأثير الختان والعنف ضد المرأة على الملايين من الضحايا فى مصر اللائى لم يسمع لهن أحد تحت عنوان «طبطبلى» fb.com/tabtably.

الختان هو الجريمة الوحيدة التى يتم الاحتفاء بها وتوزيع الشربات وإطلاق الزغاريد بعد انتهاك وتشويه جسد طفلة من أجل حرمانها من الإحساس والحياة.

الختان هو الجريمة الوحيدة التى تمكنا كثقافة ومجتمع من إنتاج مجموعة متكاملة من آليات التدليس لكى تحميها وتبررها وتمررها بغطاء طبى ودينى واجتماعى.

نكذب ونقول إنه مكرمة للمرأة أو سنة أو فرض، رغم أن مؤتمر علماء المسلمين ومجمع البحوث الإسلامية أصدرا برعاية الأزهر بيانات دامغة تدعو إلى سن القوانين والتشريعات لتجريمها.

نكذب ونقول إن المشكلة هى إجراؤها بواسطة الداية، ولو أجراها الطبيب ستكون مقبولة. متناسين أننا لا نستطيع أن نبرر قطع ذراع شخص لمجرد أن من قطعه طبيب.

نكذب ونقول إن رأى الطبيب هو الفيصل، متجاهلين أن الطب لا رأى له فى غياب المرض، وأن طول أو قصر أى عضو من أعضاء جسم الإنسان ليس مبررا لزيارة الطبيب.

نكذب ونقول إن «الختان الشرعى» مشابه لما يجرى عند ختان الرجل وله فوائد، متجاهلين أن قطع هذا الجزء من جسد المرأة يكافئ قطع جزء من رأس قضيب الرجل وليس من جلده.

شاركوا فى الفضفضة والطبطبة فى مجتمع «طبطبلى» fb.com/tabtably شاركوا فى مواساة المعذبات، انشروا الحكايات واقرأوها لكل أم. ساعدوا فى القضاء على جريمة الختان.

نقلًا عن الشروق