رئيس التحرير
خالد مهران

سائق «توك توك» يدعي أنه «ابن النبي» يهدد بإشعال فتنة كبرى في الغربية

سائق التوك توك مع
سائق التوك توك مع مريديه


دائمًا ما يكون «الجهل» سببًا غريبًا في انتشار العديد من «الخرافات»، مثل تلك الواقعة التي تشهدها محافظة الغربية، حيث يدعي عبد البديع السيد عبدالله شرشير، سائق «توك توك» من «كفور بلشاي»، أنه «ابن النبي»، محمد صلى الله عليه وسلّم.


ويقدم «عبد البديع» نفسه للآخرين بلقب «الشريف ابن النبي»، بل وصل الأمر به إلى إطلاق لقب «حفيد النبي» على ابنه، ويؤكد دائمًا أنه رأى النبي مرات عديدة في المنام يناديه ويقول له: «إزيك يا ابني»، وأن أول مرة حدثه قائلا: «إزيك يا أستاذ عبادة»، مُدعيًا أن الجميع أبناء الرسول، وزوجاته أمهات جميع المؤمنين.


وبعد انتشار شهرة هذا الشخص، تقدّم الدكتور سمير صبري، المحامي، ببلاغ لنيابات أمن الدولة العُليا، ضد سائق «التوك توك» المُحتال، وألقت قوات المباحث القبض عليه؛ للتحقيق معه.


وقال «شرشير» خلال التحقيق معه: «عندما يزورني النبي.. فإنه إما أن يأمرني بشىء أفعله في الخير.. أو يبين لي معنى حديث أو آية شريفة غائبة عني»، مُضيفًا أنه حين اسيقظ في أحد الأيام شعر بالصفاء الداخلي، وصفاء القلب وحب الناس، موضحا أن رؤية  النبى ليست مُقتصرة على أحد،  وأن ما يدور بينه وبين الرسول، أسرار لم يسمح له بالإفصاح عنها، باسثناء بعض الأشياء المباحة.


وأكد أن زيارات النبى له، كانت تقتصر على النظرة فقط، ويعلم من خلالها ما يريد النبى توصيله له، لافتا إلى أن أحد «الصالحين» رأى النبى فى المنام، وأعطاه رغيفًا من الخبز، فأكل نصفه، وترك نصفه، وعندما استيقط وجد النصف الثانى من الرغيف فى يده.


وأضاف أن جدال المعارضين ليس له قيمة، فالطوائف الأخرى لها عقيدة، تختلف عن عقيدة الصوفين.


ويزعم «شرشير» أن لديه مُريدين من عائلته، ومن عائلات أخرى، ويجتمعون يوميًا عقب صلاة العشاء فى منزله يستغفرون الله مائة مرة، ويصلون على النبى محمد، مائتين بصيغ مختلفة ثم كلمة التوحيد مائة مرة، ويختمون بالصلاة على النبى، يلي ذلك «وصلة» مديح.



ولفت أن له مريدين من خارج القرية، وخارج المحافظة؛ بل والدولة، ويتواصل  معهم على «فيس بوك»، موضحا أنه يتبع «الطريقة الشاذلية»، ويسير على  مبدأ «اعرف شيخك وحب الكل»، وأنه يحب جميع المسلمين، ولم ينضم للمجلس الأعلى للطرق الصوفية، وأن طريقته تسمى بـ«مجلس أهل البيت».

 


واعتبر أن من يروج له من أهالي القرية، يعد بمثابة فتنة، خاصة بعد أن كتب على  الـ«توكتوك» الذي يملكه عبارة «ابن النبي»، حيث احتدم النقاش بينه وبين أهالي القرية الذين انقسموا إلى فريقين، الأول من أتباعه الذين تحولوا إلى مريدين لأول شيخ حي، ويهتفون له بعبارة: «مدد يا ابن النبي».

 


والفريق الآخر ويضم أغلبية أهالي القرية يرفضون تلك الوقائع التي يرويها ويعتبرونها مخالفة لتعاليم الدين الإسلامي، خاصة بعد تبني المبلغ ضده لتفسير بعض الأحاديث بأسلوب يحاول من خلاله إقناع من حوله بأن الرسول منحه لقب «ابن النبي».

 


وتأزم الموقف بعد ازدياد أتباع «شرشير» من أبناء القرية والقرى المجاورة، إضافة إلى اصطحابه لمجموعة منهم يترددون معه على أشهر الأضرحة والموالد.

 


وأبدى أهالي القرية استغرابهم من وجود عدد من خريجي جامعة الأزهر، والحاصلين على شهادات في الدراسات الإسلامية، من مؤيدي وأتباع "شرشير" والذين بارزوا العديد من المعترضين بالحجج الواهية، واتهموهم بإنكار حقيقة الأولياء، وتبادلوا الاتهامات فيما بينهم وصلت إلى حد "الشرك بالله"، والافتراء على النبي.



وطالب البلاغ الذي تقدم به الدكتور «سمير صبري»، بمعاقبة سائق «التوك توك» للتهم التي تندرج تحت وصف الاحتيال، وازدراء الأديان، وإثارة الفتنة والبدع، ويعاقب عليها بالمواد  (336 - 98) من قانون العقوبات.



وطالب «صبري» بتقديم المبلغ ضده للمحاكمة الجنائية العاجلة، وقدم المستندات المؤيدة لبلاغه.