عملية «تهديد» الصحفيين بـ«النوم على البورش» بعد قضية معتز ودنان.. (تقرير)
لم يكن يتخيل أكثر المتشائمين تشاؤمًا، أن يتم القبض على صحفي بسبب حوار أجراه مع شخصية يراها كثيرون أنها تُعارض نظام الرئيس المنتهية ولايته عبد الفتاح السيسي؛ لكن هذا الأمر حدث بالفعل خلال الأيام الماضية؛ بعد قيام قوات من الأمن الوطني، بالقبض على الصحفي الشاب معتز ودنان شمس الدين؛ بعد حواره مع المستشار هشام جنينة، الرئيس السابق لـ«الجهاز المركزي للمحاسبات».
وكشف «جنينة» في حواره، أن الفريق سامي عنان، رئيس الأركان الأسبق، يمتلك وثائق ومستندات تكشف تفاصيل مهمة عن الفترة التي تلت ثورة يناير، وتدين جهات بالدولة، وهي التصريحات التي تسببت في القبض على الرئيس السابق لـ«الجهاز المركز للمحاسبات»، والتحقيق معه في النيابة العسكرية، ثم حبسه 15 يومًا.
نرشح لك: عمرو بدر يُقرر التقدم ببلاغ لـ«النائب العام» بعد اختفاء صحفي «هافينجتون بوست عربي»
بعد القبض على «ودنان»، ظهر جدل واسع على الساحة السياسية والصحفية؛ لاسيما أن هذه الواقعة بمثابة توجيه «قرصة ودن» للعاملين في بلاط صاحبة الجلالة، وتهديدهم بـ«النوم على البورش» خاصة المناهضين منهم لنظام الرئيس المنتهية ولايته عبد الفتاح السيسي، الأمر الذي يُمثل إنذارًا شديد اللهجة لكل وسائل الإعلام المعارضة، والتي تتخذ السلطة الحالية إجراءات خطيرة؛ لإدخالها «بيت الطاعة»؛ خاصة أن الفترة المقبلة ستشهد إجراء الانتخابات الرئاسية.
من جانبه، أعلن «المرصد العربي لحرية الإعلام» تضامنه الكامل مع معتز ودنان، معربًا عن مخاوفه من الزج به في قضية ومساومات سياسية لا علاقة له بها، واتخاذه «كبش فداء» لتسوية تلك الأزمة، عبر تحميله مسئولية جنائية لا علاقة له بها.
وطالب المرصد بسرعة الإفراج عن معتز ودنان، وتوفير الحماية اللازمة له، داعيًا كل الجهات المعنية بحرية الصحافة في مصر وخارجها بضرورة التحرك العاجل لإطلاق سراحه، وضمان أمنه وحمايته، ووقف الانتهاكات المتصاعدة ضد حرية الصحافة، وحرية تداول المعلومات، والإفراج عن الصحفيين وأصحاب الرأي جميع في مصر.
وقال عمرو بدر، عضو مجلس نقابة الصحفيين، إن واقعة القبض على معتز شمس الدين ودنان، الصحفي بموقع «هافينجتون بوست عربي»، لا يجب أن تمر مرور الكرام.
وأضاف «بدر» في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أن نقابة الصحفيين لابد أن يكون لها تحرك رسمي بشأن القبض على صحفي «هافينجتون بوست عربي»؛ لأنها قضية نشر واضحة، وبها خلط بين ما هو سياسي، وما هو مهني.
وأكد «بدر»، أن نقابة الصحفيين دورها لابد أن يكون أكبر من إجراء اتصالات؛ للاطمئنان على الصحفي معتز ودنان، مطالبًا بضرورة وجود الدعم القانوني، والنقابي عن طريق مخاطبة النائب العام، لمعرفة التهم الموجهة لـ«ودنان»، أو إصدار بيان رسمي من النقابة بشأن هذه القضية.
من جانبه، قال خالد داود، رئيس حزب «الدستور»، إن واقعة القبض على الصحفي معتز ودنان شمس الدين، ليس لها أي مبرر على الإطلاق، وهي بمثابة اعتداء «صارخ» على حقوق الصحفيين، وتهديد بـ«أكل» أي صحفي يحاول القيام بعمله.
وأضاف «داود»، أن التضييق على الصحفيين «خطر» على المهنة، متابعًا: «أول مرة أشوف صحفي يتم القبض عليه لمجرد إجراء حوار»، مؤكدًا أن هذا الأمر سابقة لم تحدث في أي مكان بالعالم.
بينما أكد جورج إسحاق، القيادي بـ«الحركة المدنية الديمقراطية» أن واقعة القبض على الصحفي معتز ودنان تعنى أننا نعيش في مرحلة قمع شديدة، لافتًا إلى أن الصحفي غير مسئول عن التصريحات المثيرة التي جاءت في الحوار؛ لأنه لم يُجبر المستشار هشام جنينة على الإدلاء بهذه التصريحات، متسائلًا: «أين دور نقابة الصحفيين في الدفاع عنه ومساندته»؟
بدوره، أكد الدكتور عادل عامر، رئيس مركز المصريين لـ«الدراسات السياسية والاقتصادية»، أن الصحفي معتز ودنان، له حماية دستورية، وقانونية مادام لم يرتكب «جريمة» ينص عليها قانون العقوبات.
وأضاف «عامر» في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أن الصحفي معتز ودنان، إذا كان تم القبض عليه بسبب إجراء حوار صحفي؛ فهذه ليست تهمة يعاقب عليها القانون، وبالتالي يجب على جهات التحقيق الكشف عن أسباب القبض عليه، والتهم الموجهة له.
وأكد «عامر»، أنه من المرجح أن يكون تم اعتقال هذا الصحفي طبقا لقانون الطوارئ الساري في البلاد، مشيرًا إلى أنه يتم استخدام هذا القانون بشكل خاطئ خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، مشددًا على أن حرية الرأي والتعبير «مكفولة» للجميع، ومن حق أي مواطن عادي، وليس الصحفي فقط، أن يعبر عن رأيه مادام لم يضر بالغير.
نرشح لك: محمد نور فرحات.. فقيه دستوري يُعيد رسم «خريطة المعارضة» ضد السيسي.. ما قصته؟