قضية هتك عرض مريضة تكشف «ألاعيب» المستشفيات الخاصة للنصب على المرضى
تكشف أوراق القضية التالية المتهم فيها طالب بكلية الطب بهتك عرض سيدة وملامسة مواطن العفة بجسدها عنوة أثناء توقيع الكشف الطبي عليها داخل أحد المستشفيات الخاصة، تفاصيل مأساوية عن التحاق طلاب كليات الطب بالمستشفيات الخاصة ومزاولة المهنة دون أذن أو تصريح وتوقيع الكشف على المرضى قبل التخرج.
البداية بتلقي النقيب أحمد شاكر، ضابط مباحث قسم شرطة حدائق القبة، بلاغا تليفونيًا من الأهالي بشارع بورسعيد بدائرة القسم، بقيام طبيب بمستشفى ب أ الخاصة بالتحرش الجنسي بمريضة أثناء توقيع الكشف الطبي عليها.
على الفور انتقل النقيب محمد حسام، رئيس التحقيقات بالقسم، وتبين له قيام أ م، طالب بكلية الطب جامعة ع ش، 27 سنة، بهتك عرض المجني عليها أ م، المقيمة بدائرة قسم شرطة الشرابية، بأن باغتها حال قيامه بتوقيع الكشف الطبي عليها بالمستشفى محل عمله وتحسس مواطن عفتها والإمساك بثديها ودس يده في فرجها، فتم اصطحاب الجميع لديوان القسم.
وبسؤال المجني عليها قررت أنها ذهبت إلى المستشفى لأخذ حقنة بنسلين للروماتيزم وفوجئت بالمتهم يقوم بإعطائها الحقنة عضل بعدما قام أحد الأطباء بعمل اختبار حساسية، ثم طلب منها الدخول لحجرة الكشف معلنًا أنه الطبيب المعالج وسيقوم بالكشف عليها، وطلب منها أن تستلقى على ظهرها أعلى السرير ورفع ملابسها، وحال ذلك فوجئت به يقوم بوضع يده على صدرها والإمساك به بحجة الكشف ومعرفة مكان الألم.
وأضافت أنه عقب ذلك قام بوضع يده على العضو التناسلي لديها فقامت بالصراخ وطلبت منه الانصراف مما أحدث له ارتباكا فقامت بإخبار أهلها الذين قاموا بالتجمع أمام المستشفى وتعدوا عليه بالضرب محدثين به إصابات.
وأوضحت أن ابنة عمها «حنان» كانت برفقتها أثناء حدوث الواقعة، مشيرة إلى أنها كانت تعتقد أن المشكو في حقه طبيب لكن ما تبين لها عقب الواقعة أنه طالب بكلية الطب، وأن حالتها لم تكن تستدعي الكشف وأنها حضرت للمستشفى فقط لأخذ الحقنة إلا أن المشكو في حقه فعل ذلك إرضاءً لنفسه.
وتابعت المريضة، أنها تعاني من مرض الروماتيزم وتأخذ حقنة البنسلين كل ثلاثة أشهر داخل إحدى الصيدليات أو المستشفى، وأنها ذهبت إلى قسم الاستقبال بالمستشفى وطلبت طبيبة لكنهم أخبروها بعدم وجود سيدات
فاضطرت للموافقة على أخذ الحقنة على يد طبيب.
بينما قررت حنان رمضان صابر، نجلة عم المجني عليها، أنها ذهبت مع «أمنية» لأخذ حقنة وتبين عدم وجود أطباء سيدات فوافقت أن طبيب هو من يعطيها الحقنة، وعقب حضوره طلب منها الدخول لغرفة الكشف وحال ذلك قام بالتحرش بها جنسيًا وتحسس أجزاء حساسة من جسدها.
وبمواجهة المتهم أمام رجال الشرطة، أنكر ما نسب إليه من اتهامات وعلل تواجده بالمستشفى أنه يستذكر دروسه مع طبيب يدعى «علي الدين» مقررًا أنه لم يقم بالكشف على مرضى إلا أثناء تدريبه في مستشفى الدمرداش.
وأمام النيابة العامة، أنكر طالب كلية الطب، تهمة هتك العرض وانتحال صفة طبيب، مقررًا أنه كتب لها تحاليل فقط وأنه قام بالإمضاء بدلًا من الطبيب المسئول.
وأضاف أنه ذهب إلى المستشفى مصطحبًا كتبه العلمية ليقوم الطبيب «علي الدين» بالمذاكرة له، وأنه حال تواجده حضرت المريضة طالبة أخذ حقنة وأخبروها بعدم وجود طبيب استشاري وأن القائم بالكشف طلاب تحت التمرين فكتب لها بعض التحاليل مقررًا لها عدم أخذ الحقنة إلا في وجود طبيب استشاري.
وفي تحقيق آخر اعترف الطبيب أنه زاول مهنة الطب البشري دون أن يكون حاصلًا على رخصة مزاولة لتلك المهنة، مضيفًا أن العرف الدائر في المستشفيات الخاصة أن الطلاب يعملون قبل التخرج في أقسام الاستقبال لكنهم لا يقومون بإجراء العمليات الجراحية وأن دورهم يقتصر على وصف تحاليل إلى أن يتم العرض على الطبيب الاستشاري صباح اليوم التالي، وإنهم يتقاضون نصف ما يتقاضاه الطبيب، مشيرًا إلى أن جميع إدارات المستشفيات تعلم بذلك.
وأوضح أن مسئولي المستشفى أجروا له مقابلة قبل العمل واتفقوا معه على مقابل مادي، مشيرًا إلى أنه غير مقيد بسجل الأطباء لدى وزارة الصحة وأن الطبيب «علي الدين» الذين كان رفقته داخل المستشفى هو أيضًا طالب بكلية الطب.
وأشار إلى أن أكثر من نصف الأطباء الذين يقومون بالكشف على المرضى في المستشفيات الخاصة هم طلاب بكلية الطب، مقررًا إنه في السنة الخامسة بالكلية.
وأنهى اعترافاته قائلًا: «أحنا بنعتبر أن دا شغل تمريض مش طب».
وبإحالة القضية إلى محكمة جنايات القاهرة، قضت غيابيًا برئاسة المستشار عبد البديع الحسيني، وعضوية المستشارين سيف الله كسيبة، ومحروس حلمي، وحاتم عبدالفتاح، بسكرتارية رفاعي فهمي وحسام كمال، بمعاقبة طالب كلية الطب بالسجن المشدد عشرة أعوام.