رئيس التحرير
خالد مهران

تفاصيل النصب على الأسوانية بـ«وظائف» النيابة الإدارية.. وقصة لهف أموال «ابن الغلابة»

ارشيفية
ارشيفية


«أبويا كان بيموت من ورم فى الحنجرة ورفض العملية علشان يوفرلى فلوس الوظيفة».. بهذه الكلمات الحزينة تحدث محمد إبراهيم محمود، الشاب العشرينى، والدموع تذرف بشدة من عينيه، بعدما تعرض لواقعة نصب على يد موظف بدرجة سكرتير يعمل فى هيئة النيابة الإدارية بإدفو.

كشف المحضر رقم «46» أحوال لسنة 2019، مركز شرطة إدفو، تفاصيل اتهام موظف يدعى «ع. ح. م» الشهير بـ«مهلل»، والذى استغل وظيفته كسكرتير بهيئة النيابة الإدارية بمدينة إدفو، فى لهف أموال الأبرياء وإيهام الشباب بالتعيين مقابل الحصول على مبالغ مالية ضخمة.

وحكى الشاب «محمد»، أنه حين أنهى خدمته العسكرية بالقوات المسلحة وكان نموذجًا طيبًا بين زملائه، أخذ يراوده حلم البحث عن وظيفة للقدرة على مساعده أسرته، خاصة والده الذى يعانى من قائمة أمراض قاسية، وحين التقى بزميل له جمعتهما صداقة طويلة أثناء فترة الجيش تناقشا فى البحث عن فرصة عمل، إلا أن أرشده الأخير عن وجود موظف بالنيابة الإدارية ذاع صيته بمدينة إدفو، بتعيين الشباب بالنيابة الإدارية، مقابل الحصول على مبالغ مالية، ما كان أمامه سوى الاتصال والاتفاق معه فى الحال.

وفور أن علم والد «محمد» بتفاصيل عن فكرة الوظيفة المشار إليها، والتى جاء طرحها من «ابنه» بالتزامن مع ضرورة قيام الأب بعملية جراحية للتخلص من آلام ورم فى الحنجرة التى ظلت تؤرقه ليل نهار، إلا أنه قرر الاستغناء عن العملية مقابل توفير راحة وسعادة ابنه، ورفض الأب الدخول فى غرفة العمليات، وأهداه المبلغ المتفق عليه مع «مهلل» قيمته 60 ألف جنيه.

على مقهى شهير بـ«أولاد جابر» داخل قرية البصيلية بمدينة إدفو، تمت المقابلة الأولى بين «محمد» و «مهلل»، وتم الحصول على المبلغ المحدد بينهما، وموعد الحصول على عقد التعيين، وأخذت الفرحة لم تفارق وجه «محمد»، إلا أن تسلم مظروف من «مهلل» بداخله عقد عمل للتعيين تبين أنه «وهمى» وغير صحيح، وكانت الصدمة التى حولت حياتهم إلى جحيم يومى، ورغم محاولات للتواصل مع «المذكور» لكن أغلق هاتفه ويتهرب من اللقاء.