رئيس التحرير
خالد مهران

«صحة الإمام».. أسرار «3» رحلات علاجية لـ«شيخ الأزهر» فى ألمانيا

الطيب - أرشيفية
الطيب - أرشيفية


يجرى فحوصات دورية وعلاجًا طبيعيًا من التهابات بالظهر 

أجرى سلسلة من التحاليل للاطمئنان على الشكل العام لـ«وظائف الجسم»

وضع خطة تتضمن البدء بجلسات مكثفة من العلاج الطبيعي

الفريق المعالج يضع إجراء العملية الجراحية كخيار أخير

أطباء يتابعون حالة «العين» عن طريق العلاج والأدوية فقط

قائمة بأهم المرشحين لخلافة الإمام فى حالة الاستقالة


شهدت الفترة الماضية حالة من الجدل بعد الإعلان عن سفر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إلى ألمانيا لإجراء فحوصات طبية، وانتشرت الشائعات على مواقع التواصل الاجتماعي وصفحات الأزهر حول تطورات الحالة الصحية لـ«الإمام». 


من ناحيتها، خرجت مشيخة الأزهر بتصريحات مبهمة للرد على حالة الجدل، مؤكدة أنّ الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، يخضع الآن لعلاج طبيعي للعمود الفقري في ألمانيا ولن يجري عملية جراحية.


وأضافت أن رحلة العلاج لن تطول وفي انتظار قرار الفريق المعالج للإمام الأكبر لتحديد مدة الرحلة ووقت العودة إلى أرض الوطن.


وأشارت مشيخة الأزهر إلى أن الرحلة تتضمن فحوصات دورية وعلاجا طبيعيا من التهابات بالظهر وبعض الفحوصات على العين، نافية صحة ما تردد عن إجرائه عملية جراحية لأن التشخيص المبدئي كان «انزلاقًا غضروفيًا»، والفريق المعالج أكد أنها التهابات في الظهر بحاجة إلى علاج طبيعى.


وعلى مدار السنوات الأخيرة سافر الإمام الطيب إلى الخارج «3» مرات لتلقي العلاج اللازم لحالته الصحية في ألمانيا، وكانت الرحلة العلاجية الأولى في مايو 2016، وأثبت الأشعة والتحاليل وقتها أن المرض الذي يلازم الإمام الأكبر هو آلام في العمود الفقري.


وتمت الرحلة الثانية في أغسطس 2018، ووقتها أجرى شيخ الأزهر مجموعة من الفحوصات الجديدة للعمود الفقري، والتي أكدت وقتها أن هناك مشكلة في العمود الفقري، ولكنها لن تحتاج إلى تدخل جراحى.


أما الرحلة الثالثة فكانت في يوم الثاني من يوليو 2019، بعد شعوره بالألم في الظهر خلال الأيام القليلة الماضية، وتتضمن الرحلة الحالية فحوصات دورية وعلاجًا طبيعيًا من التهابات بالظهر وبعض الفحوصات على العين.


ووفقًا للمعلومات من داخل الأزهر، فإن الإمام الأكبر سافر لألمانيا بناء على نصيحة الأطباء المعالجين المصريين، والذين طالبوا «الطيب» بضرورة العرض على الطبيب الألماني الذي يتابع حالة شيخ الأزهر منذ عام مايو 2016.


وتم التواصل بين الأطباء المصريين والألمان وبناء عليه تم الحجز وسفر الطيب لألمانيا، وفور وصوله خضع للكشف عن طريق طبيب ألماني مشهور في جراحات العمود الفقري كما كان من الفريق الطبي المعالج أيضا طبيب ألماني متخصص في العلاج الطبيعي وجراحات العظام. 


وقالت المصادر، إنّ «الطيب» دخل أحد المراكز الطبية المتخصصة في ألمانيا، وأجرى سلسلة من التحاليل للاطمئنان على الشكل العام لـ«وظائف الجسم»، وكانت نتائج التحاليل طيبة، وبعدها تم إجراء أشعة على الظهر والغضروف وأثبتت وجود التهابات في العمود الفقري وتحديدا بين الفقرات، وقرر الأطباء الألمان وضع خطة علاج لشيخ الأزهر تتضمن البدء بجلسات مكثفة من العلاج الطبيعي في أكبر المراكز الطبية المتخصصة في ألمانيا، وتحت إشراف فريق طبيعي ألماني على أعلى مستوى في العلاج الطبيعي، على أن تستكمل كورسات العلاج الطبيعي في مصر، كما قام الأطباء الألمان بصرف أدوية خاصة تعالج التهابات الظهر.


وأفادت المصادر، أن الإمام الأكبر يتحسن كثيرًا وخاصة فيما يتعلق بالتهابات الظهر؛ نتيجة الأدوية وجلسات العلاج الطبيعي، وهو الأمر الذي أعطى بشائر الخير للفريق المعالج المصري والألماني بعدم حاجة شيخ الأزهر لإجراء عملية جراحية في الوقت الحالي، والاكتفاء بجلسات العلاج الطبيعي والمتابعة بالأدوية فقط. 


ووفقا لتأكيدات المصادر من داخل الأزهر، فإن الفريق المعالج يضع إجراء العملية الجراحية كخيار أخير في حالة الضرورة الشديدة وزيادة آلام الظهر لشيخ الأزهر، ففي هذه الحالة سيكون التدخل الجراحي في ألمانيا هو المؤكد، ولعدم اللجوء لذلك طالب الأطباء الألمان شيخ الأزهر، بعدم الجلوس لفترات طويلة في مكان واحد، وأن يكون الجلوس بشكل معين تم تدريب الطيب عليه. 


كما طالبوا شيخ الأزهر، بالحرص على جلسات العلاج الطبيعي بشكل منظم ومستمر على أن يتم عمل الأشاعات بشكل منتظر لمتابعة الحالة قبل تفاقمها في أى وقت وإرسال التقارير الطبية للطبيب الألماني بشكل منتظم.


وبحسب المعلومات، فإنّ شيخ الأزهر سوف يستغل تواجده في ألمانيا للقيام بفحوصات أخرى على «العين»، وكشفت تقارير إعلامية من قبل أن الطيب يعاني من أزمات في شبكية العين، وقد يحتاج لإجراء عملية في أى وقت ولكن يقوم الفريق المعالج بمتابعة العين عن طريق العلاج والأدوية فقط.


وأكدت مصادر أن رحلة علاج شيخ الأزهر في ألمانيا تتم على نفقته الخاصة، بشكل كامل دون تحمل ميزانية الأزهر أو الدولة أى جنية من الرحلة أو العلاج.


ويعتبر «الطيب» رحلة العلاج أمورًا خاصة، كمان أنه يرفض الحصول على راتب من الدولة.


وأضافت المصادر أنّ «الطيب» سيعود لممارسة عمله مع الحفاظ على حركته، وأنه سيزور دولة فرنسا عقب الانتهاء من كورسات العلاج الطبيعي.


وشهد شهر يناير 2017 الحديث في وسائل الإعلام عن ترك شيخ الأزهر منصبه؛ بسبب الظروف الصحية التي يمر بها وخاصة متاعب العين، وتردد هذا الكلام عقب أزمة الطلاق الشفهي التى رفض فيها «الطيب» دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي بتقنين الطلاق الشفهي وجعله عبر المأذون الشرعي فقط. 


وينص قانون هيئة كبار العلماء أنه في حالة خلو منصب شيخ الأزهر، يتم اختيار البديل من بين أعضاء هيئة كبار العلماء عن طريق التصويت السري المباشر. 


وشهدت الفترة الماضية ترشح عدد من الأسماء المرشحة لخلافة «الطيب» في حالة تركه منصبه لظروف صحية، وعلى رأس الأسماء الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية الذي يعد الأقرب نظرا لحصوله على ثقة ورضا جميع أعضاء هيئة كبار العلماء كما يعتبر أحد المقربين لشيخ الأزهر أحمد الطيب، كما يدخل في الترشح ولكن بدرجة أقل الدكتور على جمعة الذي يعد رجل الدولة في المقام الأول، ولكن هناك اعتراضات عليه داخل هيئة كبار العلماء؛ نظرًا لمواقفه وفتاواه المثيرة للجدل وخاصة زيارته لدولة فلسطين دون موافقة الأزهر، ويأتي في الترتيب الثالث الدكتور أحمد عمر هاشم الأقدم في العضوية يلية الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف الأسبق. إلا أن وزير الأوقاف الدكتور مختار جمعة بعيد كل البعد عن تولية منصب شيخ الأزهر نظرا لعدم وجوده في عضوية هيئة كبار العلماء حتى الآن.


على الجانب الأخر وبسبب غموض الحالة الصحية لشيخ الأزهر، فقد أرسل الشيخ محمد الطيب شقيق شيخ الأزهر، رسالة طمأنة على تطورات الحالة الصحية لفضيلة الإمام الأكبر، لقلوب محبيه، مؤكدا أن صحته جيدة للغاية، لافتا إلى أن شيخ الأزهر يحرص من فترة إلى أخرى على إجراء الفحوصات الطبية بشكل دوري على سبيل الاطمئنان على صحته.


وأوضح شقيق الأزهر في تصريحات له، أن رحلة سفر الإمام الأكبر إلى ألمانيا تأتي في إطار إجراء الفحص الطبي الدوري، وليس أكثر من هذا، مستنكرا ما تم تداوله من جانب البعض من معلومات خاطئة تأتي في إطار الشائعات حول الحالة الصحية لشيخ الأزهر الشريف، مؤكدًا أنه لن يجري أية عمليات جراحية.


وأشار «الطيب» إلى أن شيخ الأزهر سيعود إلى مصر خلال الأيام القليلة المقبلة، ليعود إلى مهام عمله بمؤسسة الأزهر الشريف، كما أنه سيسافر إلى عدة دول أجنبية عقب العودة، منها دولة فرنسا.