سر تكليف شيخ الأزهر بعقد مؤتمر عالمى يحضره السيسى فى يناير 2020
وبناء على هذا التكليف الرئاسي، تستعد مؤسسة الأزهر الشريف لعقد مؤتمر دولى، فى يناير المقبل، تحت عنوان «مؤتمر الأزهر العالمى لتجديد الفكر والعلوم الإسلامية»، برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى، وبمشاركة منه؛ لمناقشة قضايا رئيسية تتعلق بقضية تجديد العلوم الإسلامية وكيفية إعداد داعية إسلامى واعٍ، وآليات تجديد الخطاب الدينى، وعلوم اللغة والقرآن والسنة، وأصول الفقه والكلام والعقيدة والفلسفة.
كما يتطرق المؤتمر لتناول القضايا السياسية والأمنية والوطنية، واستعراض وثائق الأزهر فيما يخص التجديد والتحديث، ومناقشة أطروحة مدنية الدولة، وتفنيد أفكار تنظيم داعش الإرهابى، وشرح مقاصد الشريعة وحقوق الإنسان فى الحياة والدين والكرامة وحماية الطفل والمواطنة والمساواة فى الحقوق والواجبات.
وتتعلق القضايا الأخرى بالشأن الاجتماعى والأسرى، وتشمل العدالة الاجتماعية ومقاومة الفقر والقوامة وحقوق المرأة، واستعراض مشروع قانون الأزهر الجديد للأحوال الشخصية، والأخطار الناتجة عن الطلاق والتفكك الأسرى.
ويتناول المشاركون عددًا من القضايا التنموية والمعاملات المصرفية، والتوعية بأهمية المحافظة على الآثار باعتبارها ملكية عامة، ومخاطر تهديد المنشآت العامة للدول، وشرح نظام الوقف ودوره التنموي والتعليمي والاجتماعى والثقافى، وبيان أن التصدى للفساد مسئولية مجتمعية، واستعراض آليات إنشاء الشركات الصغيرة ومتناهية الصغر وأضرار البطالة والكسل.
ويناقش المؤتمر جملة من القضايا التى تهم الشباب، مثل الزواج العرفى، والحياة الزوجية، والتربية الرياضية والأخلاقية، والإلزام بمرحلة التعليم العام، وأن اللغة القومية أساس الهوية، وقضية تطوير التعليم والجهود المبذولة فيها، وأوضاع البنية التحتية، وأخطار المخدرات والتدخين.
كما يتطرق المؤتمر لمناقشة قضايا علمية وطبية، وبيان الرأى الفقهى فى قضايا جدلية، مثل نقل الأعضاء، والتعديل الوراثي للتحكم فى مواصفات الجنين، وإنشاء بنوك للسائل المنوي والبويضات، واستعراض جهود الدولة فى المنظومة الصحية والتأمين الصحى الشامل، وميثاق الشرف الذي يحكم مزاولة مهنة الطب.
المؤتمر سيتكلفه كاملا الأزهر، وسوف يتم خلاله الاستعانة بالمختصين المصريين بالخارج، ووضع الأزهر مليون جنيه تكلفة مبدئية للمؤتمر.
تكليف مؤسسة الرئاسة الأزهر لعقد المؤتمر، جاء كرد عملي على ما تردد مؤخرًا، عن توتر العلاقات بين الدولة والأزهر، خاصة بعد قانون الأحوال الشخصية للأزهر والذي لقى هجومًا كبيرًا، كذلك ردا على الأنباء التي ذُكرت بإسناد الدولة ملف تجديد الخطاب الديني لوزارة الأوقاف خلال الفترة المقبلة،وتجهيز مختار جمعة، وزير الأوقاف لخلافة «الطيب» في المشيخة، خاصة بعد قيام «الأوقاف» بالعمل منفردة بتنظيم مؤتمر مناقشة الشأن العام؛ تنفيذا لطلب الرئيس في احتفالات المولد النبوى الشريف مؤخرًا.
من ناحية أخرى، تقدم شيخ الأزهر بالشكر لمؤسسة الرئاسة على تكليف الأزهر بتنظيم المؤتمر، وثقته في الأزهر.
على الجانب الآخر، تجدد الصدام بين الأزهر والأوقاف بعد فترة تقارب وهدنة، وسادت حالة من الغضب داخل مشيخة الأزهر؛ عقب انفراد الأوقاف بتنظيم مؤتمر الشأن العام بعيدًا عن التنسيق مع الأزهر، رغم طلب الرئيس ذلك، وقام وزير الأوقاف بالخروج بتصريحات منفردة عن دور الوزارة في المؤتمر والحديث عن الضيوف وقضايا المؤتمر دون ذكر الأزهر نهائيا؛ بل وصل الأمر إلى تنظيم الأوقاف، لقاءات بجريدة «الجمهورية»، عن مؤتمر الشأن العام دون دعوة الأزهر.
وأكد الدكتور عبد الغنى سعد، أستاذ الفقه بـ«جامعة الأزهر»، أن الرئيس حريص على الاعتماد بشكل أساسي على مؤسسة الأزهر والأوقاف في ملف مواجهة الأفكار المتطرفة، لكون رجال الدين أكثر تأثيرًا على الشارع المصرى، وأن رجل الدين له احترام لدى المواطن، ولذلك حرص الرئيس على زيادة رواتب الأئمة مؤخرا لهذا الغرض، وكلف الأزهر بمناقشة القضايا العامة في مؤتمر عالمى يكون محور اهتمام العالم.
وأضاف «سعد»، أن الرئاسة سوف تعتمد بشكل كبير على المؤسسات الدينية خلال الفترة المقبلة لمواجهة التطرف، لذلك ينتظر مزيد من التكليفات بخصوص هذا الملف.
وتوقع عدم دخول الدولة في نزاع مع مؤسسة الأزهر، كما يشاع لكونه عاملًا مؤثرًا في القرار الداخلي، وجميع الأجهزة المعنية تؤكد ذلك، والمواجهات العسكرية ضد الإرهابين لن تكون كافية للقضاء عليهم دون مساندة الأزهر.