رئيس التحرير
خالد مهران

«3» أسباب تكشف حقيقة «إجبار» شيخ الأزهر على ترك منصبه

أحمد الطيب - أرشيفية
أحمد الطيب - أرشيفية


أعلنت المؤسسات الدينية الثلاث متمثلة في الأزهر الشريف، ووزارة الأوقاف، ودار الإفتاء، أن 2020 سيكون «عام الحسم» لتجديد الخطاب الديني الشامل بالداخل والخارج، لتحقيق رغبة الرئيس عبد الفتاح السيسي في هذا الملف.


وقال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن الأزهر دأب خلال مسيرته التي تزيد عن ألف عام، على حراسة أصول السنة التي تركها الرسول، دفاعًا عن وحدة الأمة والوطن وتاريخه.


وأضاف أن الأزهر عاكف حاليًا على صياغة خريطة ثقافية لتجديد الخطاب الديني والثقافي والوقوف إلى جوار كل المؤسسات التي تقف ضد عدوى الإرهاب الفكري وتقاوم تيارات الغلو والإفساد.


من ناحية أخرى، كشفت المصادر داخل مشيخة الأزهر، عن أن خطة شيخ الأزهر لتجديد الخطاب الدينى لا تعتمد على التجديد فى ثوابت الدين، ولا في العقيدة، أو غيرها من الأحكام التي اتفق أئمة الدين على إثباتها؛ فلا يوجد مسلم يؤمن بالله وكتبه ورسله يطلب تحليل الحرام، أو إباحة الكبائر، أو أي تشريع جديد يعارض القرآن والسنة الصحيحة، أو يصدم المقاصد العليا للشريعة، لافتا إلى أن التجديد المنتظر هو التجديد في فقه المعاملات في مجالات الحياة العملية، وأن «الطيب» لن يقترب من قريب أو بعيد عن تجديد التراث ويعتبره جزءًا أساسيًا من بناء الأمة الإسلامية وتكوين الشريعة.


ملف تجديد الخطاب الديني داخل الأزهر لا يتوقف على المؤتمرات فقط، وينتظر أن يشهد عام 2020 إقامة الأزهر نحو أربعة مؤتمرات عالميا في هذا الملف، وتم رصد مبالغ مالية كبيرة تقدر بنحو 20 مليون جنيه تقريبا على مدار العام، كما تتضمن أجندة الأزهر في هذا الملف أيضًا: إعداد الأزهر الشريف موسوعة علمية للرد على الفكر المتطرف والتكفيري، إعداد موسوعة أخرى لإبراز جوانب العظمة والرقي فى الحضارة الإسلامية، دعوة الأزهر سبل تنقية الخطاب الديني مما علق به من فكر متطرف، بما يضمن ترسيخ الفهم الحقيقي للإسلام بمنهجه الوسطى المعتدل. 


كذلك قيام الأزهر الشريف بدور جوهري تجاه قضية تجديد الخطاب الديني والأفكار المتطرفة التى تشكل الأساس الفكري للجماعات الإرهابية، والتنسيق مع الدول الإسلامية والمؤسسات المعنية لمواجهة هذه الجماعات، كذلك إطلاق قناة الأزهر الجديدة التي تقدم كل أنواع البرامج بمصداقية الأزهر ورسالته.


كما تتضمن جهود الأزهر خلال عام 2020 في ملف تجديد الخطاب الديني، ضرورة رفع كفاءة الطلاب الأزهريين لتحصينهم ضد الفكر المتطرف وتدريبهم على مواجهته وتفكيكه، وسيكون هناك المزيد من تنقية مناهج الأزهر وخاصة في مراحل التعليم الابتدائي والإعدادي والثانوي من الأحاديث التراثية القديمة التى تثير اللغط ضد الأقباط والمرأة وتستغلها الجماعات الإرهابية، على أن تكون تلك المناهج لطلاب الدراسات العليا فقط وللبحث والدراسة، كما سيتم إجراء المزيد من التعديلات على مناهج كليات جامعة الأزهر وخاصة الدينية والشرعية منها، فيما يتعلق بكتب المواد الشرعية حيث سيتم حذف القضايا الجدلية التراثية والاقتصار على القضايا التي تدعو للوسطية في تطبيق أمور الشرع وتحافظ على حقوق المرأة والأسرة والمجتمع والوحدة الوطنية.


كما تتضمن جهود الأزهر خلال عام 2020، تعزيز دور مرصد الأزهر لمكافحة التطرف على شبكة الإنترنت في مكافحة الإرهاب وتصحيح صورة الإسلام في الخارج، فتح منافذ دعوية بدول الاتحاد الأوروبي أمام وعاظ الأزهر من خلال فتح المزيد من المراكز الإسلامية، حيث اتفق الإمام الأكبر مع سفراء عدد من دول الاتحاد الأوروبي على فتح مراكز أزهرية في تلك الدولة مثل النمسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا وعدد من دول شرق آسيا تكون مهمتها تصحيح صورة الإسلام وتوضيح عدد من القضايا تدور حولها الخلاف مع الغرب، وعلى رأسها الإسلام فوبيا، كما سيتولى الأزهر على عاتقه ملف حماية الأقليات المسلمة بدول العالم، وسيحرص «الطيب» على عقد لقاءات دورية مع سفراء تلك الدول والدفاع عن حقوقهم ضد التطهير العرقي في المحافل الدولية.


أما بخصوص ملف تجديد الخطاب الديني داخل وزارة الأوقاف، فقد أعلن الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف عن خطة تضمن 8 محاور خلال عام 2020، وهي: بناء الوعي الديني والوطني، تكوين العلماء والتثقيف الديني المستنير على أوسع نطاق داخليًا وخارجيًا، العمل المؤسسي المشترك مع سائر المؤسسات الوطنية ذات الصلة ببناء الوعي، مرحلة الكتاب المرئي والمسموع.


وأشار إلى أن باقي المراحل تشمل، الدفع بمزيد من الشباب وتمكين عمل المرأة، تعظيم الموارد الذاتية للوزارة وتطوير هيئة الأوقاف، التوسع في أنشطة خدمة المجتمع، مواصلة مسيرة تجديد الفكر الديني.


كما تتضمن خطة وزارة الأوقاف منع غير المتخصصين من اعتلاء المنابر وتوفير الأئمة والخطباء أصحاب الفكر الوسطى لمواجهة التطرف، دون إفراط أو تفريط، ودعوة المشايخ وطلاب العلم لإلقاء الدروس في المساجد.


وأعلنت وزارة الأوقاف عن خطة لمواجهة فوضى الفتاوى الشاذة التي انتشرت في الفترة الأخيرة من خلال انتشار القوافل الدعوية يوميا بالمحافظات ومراكز الشباب والنوادى والمدارس وغيرها، كما تقرر منع غير من غير الأزهريين من الظهور في الفضائيات للفتاوى وذلك من خلال التنسيق مع وزارة الإعلام، والعمل على خروج تنظيم الفتوى من قبل البرلمان، ورصد الأوقاف في ملف تجديد الخطاب الديني خلال عام 2020 نحو 100 مليون جنيه، لتنفيذ تلك المحاور، وقررت وزارة الأوقاف، إطلاق الكتاب المرئي والكتاب المسموع قبل نهاية عام 2019م، وتستهدف الوزارة تحويل جميع إصداراتها العصرية في مجال تجديد الخطاب الديني إلى برامج مسموعة ومرئية ومترجمة، فضلًا عن نشرها مطبوعة ليكون عام 2020 عام الكتاب المرئي والمسموع بالأوقاف.


الوضع داخل دار الإفتاء لا يختلف كثيرا عن الأزهر والأوقاف، وخصصت الدار اهتمامًا بملف تجديد الخطاب الديني خلال 2020، منها: استحداث إدارات جديدة تلبيةً لاحتياجات المجتمع، مثل إنشاء إدارة الإرشاد الأسري للحد من ظاهرة الطلاق، وأيضًا إنشاء وحدة الشبهات والإلحاد للإجابة عن الشبهات والأسئلة الشائكة من قِبل علماء دار الإفتاء المصرية الذين تلقوا تدريبًا خاصًّا على التعامل مع هذه القضايا، وإصدار المرجع العام للمؤسسات الإفتائية، وكذلك رصد ما يصدر عن الجماعات والتيارات المتطرفة من فتاوى وإصدارات للرد عليها بأسلوب علمي دقيق يسهم في تجديد الخطاب الديني. 


ووضعت دار الإفتاء خطة لتنفيذ مشروعات مستقبلية؛ منها مشروع إدارة ومعايير الجودة في المؤسسات الإفتائية، ومشروع إنشاء المركز الاستراتيجي لدراسات التشدد.


على الجانب الآخر، وعقب حدوث «جدال» بين رئيس جامعة الدكتور محمد عثمان الخشت، وشيخ الأزهر حول قضية تجديد التراث بمؤتمر الأزهر العالمى الذي عقد تحت عنوان: «تجديد الفكر الإسلامى»، تجددت الأصوات المطالبة بإقالة شيخ الأزهر لوقوفه ضد ملف تجديد الخطاب الديني وتبني فكره فقط في هذا الملف، وفقًا لقولهم.


وشنّ عدد من المعارضين لـ«الطيب» هجومًا عنيفًا ضده، بسبب كلمته ورده على رئيس جامعة القاهرة، وأكد الدكتور محمد الباز، أن شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، تعامل خلال مؤتمر الأزهر الشريف للتجديد في الفكر الإسلامي بعداء وتعالٍ مع الدكتور عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، ومع كل من يطرح رأيا يخالفه.


وقال خلال برنامجه "90 دقيقة" المُذاع على قناة "المحور"، إن مناقشة شيخ الأزهر وعثمان الخشت كانت كاشفة جدا، لافتا إلى أن "الخشت" كان يلقي محاضرة في جلسة التجديد في الفكر الإسلامي، وذهب بدعوة من منظمي المؤتمر، وألقى المحاضرة، موضحًا أن "الخشت" مذهبه قائم على أنه يريد أن يكون هناك عصر ديني جديد.


وتابع: "اللي حصل في المناقشة في المؤتمر يخليني مش متفائل، وأنا آخذ على شيخ الأزهر أنه يتعامل بعداء مع من يطرحون رأيا لا يعجبه، لأنه لما يقول الحداثيون يصدعوننا بالكلام عن التجديد، يعني أنه رافض الفكرة".


المفاجأة كانت في دفاع إعلام الإخوان عن شيخ الأزهر ضد هذا الهجوم، وخصص محمد ناصر حلقة كاملة للدفاع عن «الطيب»، والهجوم على رئيس جامعة القاهرة رغم أن «ناصر» من قبل وصف شيخ الأزهر بالكافر.

 

كما دعم عدد من قيادات الإخوان الهاربة في تركيا وقطر «الطيب» عبر مقالات إعلامية أو مساندة عبر صفحاتهم بمواقع التواصل الاجتماعى، وهو ما وضع الإمام الأكبر في مأزق شديد أمام الرأى العام والدولة وخاصة المعارضين له، واكتظت صفحات مواقع التواصل الاجتماعى بالهجوم على الإخوان وشيخ الأزهر وإعادة فتح قضية وجود أنصار الجماعة الإرهابية داخل مؤسسة الأزهر حتى الآن ورفض «الطيب» التخلص منهم حتى الآن.


الحديث عن انتقادات شيخ الأزهر، كانت سببًا في نشر شائعات عبر بعض المواقع الإخبارية تشير إلى دخول الدولة في صدام جديد مع شيخ الأزهر وكذلك الإعلام، وقد تكون أزمة تجديد التراث، سببا مباشرا في إجبار الطيب على ترك منصبه في القريب العاجل، وهو الأمر الذي نفته مصادر مطلعة داخل المشيخة مؤكدة أن هناك عدة أسباب قد تحول من تحقيق رغبة البعض في ترك شيخ الأزهر لمنصبه، وهي:


الأول أن الدكتور أحمد الطيب، كان فى مشهد ثورة 30 يونيو بالتالى الدولة لن تنسى له ذلك.


الأمر الثانى أن الجماعة الإخوانية كانت خلال عام لها فى الحكم، تفكر طول الوقت فى طريقة تُقصى بها الإمام الأكبر عن مشيخة الأزهر، وقد حاولت هى مرارًا ولم تنجح، وهذه شهادة فى رصيده. 


والأمر الثالث أن وجود رجل متعلم فى باريس (أى الطيب) على رأس مؤسسة الأزهر، مسألة يجب الحرص عليها.